بين مطرقة الإمحاء وسندان الرضوخ للاحتلال... المقاومة خيار النساء
أكدت نساء عفرين والشهباء في شمال وشرق سوريا، على أن هدف الاحتلال التركي من الاستمرار بالهجمات هو تضييق الخناق على الأهالي وحصرهم بين مطرقة الإمحاء وسندان الرضوخ للاحتلال وتقبله، مشددات على أنهن متمسكات بخيار المقاومة ومحاربة الاحتلال.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ يستمر الاحتلال التركي بهجماته على مناطق شمال وشرق سوريا بشكل همجي وعشوائي باستهداف المدنيين عبر استخدام الأسلحة الثقيلة والمسيرات، للتوغل داخل مناطق شمال وشرق سوريا وتطبيق مشروعها على هذه الأراضي.
في إطار مواجهة تهديدات وهجمات الاحتلال التركي ومساعيه باستهداف مقاومة شعوب مناطق شمال وشرق سوريا، يواصل الأهالي مقاومتهم ونضالهم منذ ما يقارب الـ 6 أعوام، لكن في كل مرة ترتفع أصوات نساء عفرين والشهباء بوجه المحتل التركي وشعاراتهم المنددة والمؤكدة على المقاومة والإصرار.
نددت لمياء عباس بهجمات الاحتلال التركي على قرى ومناطق الشهباء وعفرين الآمنة والتي تعيش باستقرار وسلام في ظل الحرب السورية المتفاقمة، منوهةً إلى أن الدولة التركية تسعى بهجماتها إلى إخلاء المنطقة من سكانها الأصليين وكسر الإرادة والعزيمة التي خلقت بتكاتف وترابط مكونات شمال وشرق سوريا، فهذه القوة هي الأكثر تأثيراً وتعد ضربة موجعة للعدو.
وأدانت لمياء عباس صمت المجتمع الدولي والمنظمات المنادية بحقوق الإنسان تجاه كل ما يرتكب من جرائم وتجاوزات في القرى التي تتعرض للقصف وترتكب فيها مجازر وتقع فيها أضرار مادية كبيرة بممتلكات الأهالي "هذا الصمت يؤدي إلى تفاقم الانتهاكات واستمرارها بأبشع الطرق والوسائل".
بدورها قالت أمل محمد من مهجرات عفرين في الشهباء، إن قصف وهجمات الاحتلال التركي على قرى ومناطق الشهباء وعفرين ليست وليدة اللحظة إنما هي متواصلة بشكلٍ شبه يومي خاصةً في القرى المتاخمة للأراضي السورية المحتلة إذ لا يمر يوماً على سكان هذه القرى إلا وتستهدفهم قذائف الاحتلال التركي.
وأوضحت أن "هذه الهجمات ترتكب على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا وتتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع التركية في السماء مستهدفةً قادة الثورة على الساحة المجتمعية، السياسية، العسكرية".
وأكدت على أن هدف الدولة التركية من استهداف النساء القياديات هو إفشال مشروع الأمة الديمقراطية وكسر إرادة المرأة التي تعتبر الركيزة الأساسية للثورة في المنطقة.
وأوضحت فيروز عمر أن ثورة شمال وشرق سوريا حققت الكثير من الإنجازات والمكتسبات بفضل دماء عشرات الآلاف من الشهداء من أبناء سوريا بكافة الطوائف والمكونات والأديان، مؤكدةً على أنه ما أُخذ بالغالي والثمين يستحيل أن يتم التخلي عنه بسهولة "نؤكد السير على طريق شهدائنا ومواصلة مسيرتهم الثورية، فتحقيق مشروع الأمة الديمقراطية من أساسيات إصرارنا على البقاء والصمود في الحياة لذا لن تخلى عن النضال وسنواصل حتى تحقيق النصر في سوريا أجمع".
واستذكرت ملك علوش هجمات واستهداف طائرات الدولة التركية الحربية لمقاطعة عفرين على مدار 58 يوماً إلى أن فرض التهجير القسري على أهالي المقاطعة، مشيرةً إلى أنه منذ أكثر من 5 سنوات يقصف المهجرين وسكان الشهباء في سعي منه لتهجيرهم مرةٍ أخرى نحو الهلاك.
وبينت في ختام حديثها أن الاحتلال التركي يسعى من خلال هجماته إلى التضييق على المهجرين لإبادتهم وإمحائهم من الوجود لكنها أكدت "لن نستسلم للاحتلال التركي ويستحيل أن نقبل عمليات التتريك وسنقاوم حتى تحرير كافة أراضينا وتحقيق مشروع الأمة الديمقراطية".