"بصمة" لتمكين النساء والجيل الشاب

أرادت كريستال أبي رعد أن تترك بصمتها في كل مكان تزوره، وكل عائلة تتعرف إلى أفرادها من خلال التوعية والدعم النفسي والتمكين الاقتصادي، لذا سارعت إلى تأسيس جمعية "بصمة"

كارولين بزي

بيروت ـ أرادت كريستال أبي رعد أن تترك بصمتها في كل مكان تزوره، وكل عائلة تتعرف إلى أفرادها من خلال التوعية والدعم النفسي والتمكين الاقتصادي، لذا سارعت إلى تأسيس جمعية "بصمة".

 

"Let’s Talk جلسات للدعم النفسي الاجتماعي"

أسست كريستال أبي رعد جمعية "بصمة" في نهاية عام 2021، وبين تسجيل الجمعية والإعلان عنها، أطلقت مشروعها الأول "أسسنا الجمعية في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2021، وفي كانون الأول/ديسمبر أطلقنا مشروعنا الأول وهو Let’s Talk، يستهدف ثمانين امرأة من مختلف الجنسيات، ننظم لهن ضمن المشروع جلسات دعم نفسي اجتماعي مع متخصص أو مدرب حياة، لمساعدتهن على تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها في لبنان".

وتتابع "نعمل حالياً بالتعاون مع جمعية C’est La Vie التي أحالت إلينا مجموعة من النساء لتقديم المساعدة لهن، قمنا بتقييم الحالات واخترنا من بينها تلك التي تحتاج إلى متابعة نفسية أكبر فقمنا بدورنا بإحالتها إلى الهيئة الدولية الطبية IMC. كما نتعاون مع برنامج Heal التابع للجامعة الأميركية في بيروت لكي نؤمن دعم طبي لكل المستفيدات وعائلاتهن". مشيرةً إلى أنه "في الثاني من نيسان/أبريل المقبل سنطلق أول عيادة تستقبل 12 امرأة على دفعات وفقاً لوضع كل حالة".

 

"مهمتنا تمكين الجيل الشاب والنساء"

وحول مهام الجمعية تقول "على الرغم من أننا نساهم في تقديم مساعدات طبية، إلا أن هدفنا أو مهمتنا تركز على مساعدة الجيل الشاب والنساء لإشراكهم وتمكينهم وتعليمهم".

وأشارت إلى أنه مع الأزمة الاقتصادية الحادة تفاقمت ظاهرة التسرب المدرسي في لبنان، لذلك تحاول "بصمة" أن تقدم للتلاميذ الذين لم يلتحقوا بالمدرسة خياراً آخر وهو التدريب المهني، "نعلم هؤلاء الأطفال على العديد من الحِرف، كما سنجري لاحقاً أبحاثاً حول ما الذي يحتاجه سوق العمل في لبنان في هذه الفترة، بهدف مساعدتهم وإتاحة لهم الفرصة بخيار ثانٍ".

وتؤكد أن الهدف على المدى الطويل هو تمكين النساء والجيل الشاب اقتصادياً، من خلال تعليمهم/ن مهن أو تقديم لهم/ن تدريبات بشتى المجالات، مثل التسويق وكل ما يمكن أن يحتاجوه ليكونوا قادرين على إدارة عملهم الخاص، كما نهدف في المستقبل أن نقدم لهم رأس مال لكي يبدؤوا أعمالهم".

وتشير إلى أنها من يدعم الجمعية مادياً وليس هناك أي ممول، وتقول "منذ عام ونصف كنت أسعى لأن أسس هذا المشروع أو الجمعية، في كل مكان عملت فيه كنت أسعى لأكون قادرة على تأسيس الجمعية".

 

"أسعى لتقديم الدعم النفسي لمن يحتاجونه"

وتلفت إلى أنها في هذه المرحلة تقدم الدعم الطبي لبعض حالات مرضى السرطان، وعما تخطط له للمرحلة المقبلة، تقول "ما أن ننهي مشروع Let’s Talk وعندها نكون قد أنهينا تسجيل الجمعية، نستطيع أن نتقدم للحصول على تمويل. ومن الآن حتى ذلك الوقت نحن نعمل على جلسات توعية مع الـIMC ، وسنبدأ العمل على جلسات توعية للفئة الشابة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و17 سنة، وللأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، سننظم لهم دورات توعية حول الثقافة الجنسية، التنمر وكيفية مواجهته، كما سننظم جلسات توعية للمراهقين ولكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم الستين".

 

توعية شاملة

وحول كيفية اختيار الفئة الشابة التي ستنضم إلى جلسات التوعية، تقول "قسم من المنضمين إلى جلسات التوعية هم أولاد المستفيدات لدينا، إذ لاحظنا بعد جلسات الصحة النفسية، أن هناك عدداً من النساء اللواتي تحدثن عن أن أولادهن ليسوا أصحاء ويحتاجون إلى مساعدة، حتى أن بعض الأمهات تتعاملن بعنف مع أولادهن بسبب الضغط النفسي والضائقة الاقتصادية التي نمر بها، لذلك نعمل مع أولاد المستفيدات".

وأضافت "من المهم توعية الأم وأطفالها، سنعمل في مرحلة مقبلة على تنظيم جلسات توعية للآباء أيضاً، سنعمل بشكل جماعي لأننا لن نحصل على نتيجة إذا لم نقم بتوعية العائلة بأكملها، إذا لم نغير العقلية السائدة لن نحقق أي تغيير"، مشيرةً إلى أن "هذا المشروع سيعمل بالتوازي مع مشروع التمكين الاقتصادي".

وعن سبب إطلاق اسم "بصمة" على الجمعية، تقول "البصمة تميز كل فرد عن الآخر لذا اطلقت هذا الاسم على الجمعية ليكون لها بصمتها، كما أننا نريد أن نترك بصمتنا في كل مكان نزوره".