عبر ترددات الإذاعات يصلن إلى آذان وقلوب المستمعين
تصل الإعلاميات عبر الإذاعات إلى آذان وقلوب المُستمعين في شمال وشرق سوريا، على اعتبار أنها وسيلة مسموعة يمكن معرفة الأحداث عبرها في أي وقت ومكان.
ليلى محمد
قامشلوـ
تشهد مناطق شمال وشرق سوريا، تطوراً وإقبالاً ملحوظاً على عمل المرأة في المجال الإعلامي، على عكس ما كان مُتعارف عليه سابقاً، ومن ضمنه الإذاعات، التي لها وسائلها وأساليبها الخاصة لجذب انتباه المُستمعين، ولكل منها تردد خاص، تقدم عليه برامجها.
"يعملنَّ على إيصال الحدث بمصداقية وسرعة"
تقول الإدارية في إذاعة أوركيش إف إم خديجة ميرزا، أنهم افتتحوا الإذاعة في حزيران/يونيو2014، ليبدأ البث في الأول من أيلول/سبتمبر في نفس العام، تحت شعار "أوركيش إف إم صوت الثورة وصوت المجتمع الحر"، وكان عدد أعضاء وعضوات الإذاعة يتراوح بين العشر والخمسة عشر شخصاً.
وتبين أن نسبة النساء في هذا الوسط لم تكن كبيرة، لقلة إقبال المرأة على الولوج في المجال الإعلامي "مع مرور الأيام والتطورات التي حققناها من خلال عملنا، تزايدت نسبة مشاركة المرأة في الإذاعات، ويبلغ عدد العاملين والعاملات في إذاعتنا اليوم 16 شخصاً، منهم عشرة إعلاميات، وستة إعلاميين".
وتحتوي الإذاعة عدة أقسام "لدينا المراسلين، ومقدمو البرامج، إضافة للعاملين في مركز الأخبار والكونترول، والمونتاج، والفوتوشوب، ويختص كلٌ منهم بقسم معين".
وتبدأ ساعات الدوام من السادسة والنصف صباحاً حتى الثانية عشر مساءاً "يُقسم هذا الوقت إلى جُزأين، إذ يبدأ الصباحي من السادسة والنصف حتى الثالثة مساءاً، وبعدهُ يستمر الدوام المسائي حتى الساعة الثانية عشر ليلاً".
وللمرأة نصيبٌ كبير من البرامج التي تبثها إذاعة أوركيش "نقدم لمستمعينا برنامجين أساسيين للمرأة، أحدهما (المرأة والحياة) وهو برنامج فكري إيديولوجي يتناول تاريخ المرأة، و(المرأة في الحدث) يتضمن كافة الأعمال والنشاطات التي تقوم بها المرأة في شمال وشرق سوريا على مدار الأسبوع".
إضافة لهذا تبث الإذاعة البرامج "السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والترفيهية، والفكرية" والأخبار، ويوجد نشرة إخبارية خاصة بالمرأة، تتضمن عدد من التقارير، وبهذا تثبت المرأة دورها في العمل الإذاعي "تشارك النساء هنا في كافة الأقسام، من أجل إيصال الحدث بمصداقية وسرعة".
وتكمل خديجة ميرزا عن المعوقات وكيفية مواجهتها، "خلال إعداد وتقديم البرامج، يكون من الصَّعب اختيار الضَّيوف، إضافة للمشكلات البسيطة في التَّقديم والأداء، أو الصَّعوبات التقنية"، وتضيف "تتعاون الإدارة والأعضاء على حل هذه المشكلات، التي من الممكن أن تحدث بشكل عام، لإنجاح العمل".
"يجب أن يتمتعن بالأسلوب لجذب المستمعين والجرأة والقوة"
تقول العضوة في إذاعة ستار إف إم إيمان حسن، أن افتتاح الراديو في 15كانون الأول/ديسمبر 2018، كان نقلة نوعية ومتميزة في إعلام المرأة، إذ أنه العمل الأول الخاص بها من هذا النوع "يعمل في الراديو 12 إعلامية، من أجل أن يكنَّ صوتاً للنساء، ويغطينَّ كافة الجوانب المتعلقة بهنَّ".
وتُقسم ساعات الدّوام في الراديو على مجموعتين، الأولى من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً، والثانية تستمر حتى العاشرة ليلاً، ويقدمنَّ برامج وتقارير عدة، "لدينا برنامج (المرأة والحياة) الذي يبث باللغة العربية والكردية والسريانية، ويتمحور حول الحياة العامة للمرأة والمشكلات والمعوقات التي تواجهها".
وتكمل "وبرنامج (روج آفا جن)، هو برنامج سياسي يتم تقديمه بحضور ضيفة، للنقاش معها عن آخر التَّطورات السَّياسية التي تشهدها المنطقة"، إضافة للعديد من البرامج الخاصة، والتقارير المتنوعة.
وحول أبرز المقومات التي يجب أن تتمتع بها الإعلاميات في الإذاعة، تبين "هذا المجال أساس تقدم المرأة، فالعمل فيه إنجاز، ولهذا يجب أن تتمتع العاملات فيه بالأسلوب لجذب المُستمعين، والشَّخصية القوية والجَّريئة"، وذلك مع الالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي كـ "الصدق، الأمانة، الموضوعية، الحيادية".
وبالنسبة للتفاعل كان قليلاً في بداية افتتاح الإذاعة، إلا أن ذلك والحديث لإيمان حسن تغير بعد أن تم توزيع البطاقات والنشر على صفحة الإذاعة على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الناس بها، وتنويع البرامج بين الترفيهية والثقافية، والاجتماعية وغيرها، مما زاد من عدد المُستمعين.
"خلال فترة قصيرة حققنَّ تطورات كبيرة"
افتتحت أول إذاعة سريانية في شمال وشرق سوريا، باسم "سوريو إف إم" في الثاني من شباط/فبراير 2020، وتقول الرئيسة المشتركة للإذاعة ماريا حنا "بدأنا البث التجريبي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، ويوجد في الإذاعة 16 عاملاً، منهم ثمانية إعلاميات".
وتواصل "لدينا مراقبو البث، ومقدمو البرامج، والمحررين، والمصورين، ونبدأ الدوام من الساعة السابعة صباحاً حتى الـ12 مساءً، وينقسم دوام مراقبي البث إلى ثلاث مجموعات متعاقبة، بينما تكون ساعات عمل البقية بحسب طبيعته".
وتبث الإذاعة العديد من البرامج والأخبار المنوعة باللغتين العربية والسريانية، وتركز بشكل كبير على قضايا الشَّعب السَّرياني في المنطقة، بحسب ما تبين ماريا حنا.
وعن أبرز البرامج التي تقدمها، تقول "(نبع الحياة) هو برنامج خاص بالمرأة السريانية ويَّبث بلغتها، ويناقش قضاياها ويقترح الحلول لمشكلاتها"، وتضيف "نسعى من خلال ذلك إلى نشر قضايا المرأة على أكبر نطاق ممكن، ولهذا نستعد لتقديم برنامج آخر باللغة العربية يختص بهذا الموضوع".
وساهم الانفتاح الذي حدث في شمال وشرق سوريا، بتسهيل عمل المرأة في عدة مجالات، من ضمنها المجال الإعلامي، إذ تجاوزت المرأة المفاهيم الخاطئة، وباتت اليوم تعمل على نقل الحقائق الميدانية، وتغطية الوقائع في ساحات المعارك، وهكذا أثبتت أنها على وجه المساواة مع الرجل في هذا الوسط، كما تؤكد ماريا حنا.
وعن قدرة المرأة على العمل تقول "لم يكن هذا المجال متاحاً للنساء في السابق، إلا أن المؤسسات الإعلامية والدَّورات التَّنظيميَّة والتَّدريبيَّة ساهمت في تجاوز الهواجس التي أحاطت بالمرأة، وخلال فترة قصيرة كان هنالك تطورات كبيرة لدى الإعلاميات في الإذاعة، إذ لعبت الرغبة دوراً أساسياً في تعلمهنَّ لأصول العمل".
وتوضح الرئيسة المشتركة لإذاعة سوريو إف إم ماريا حنا، أن الإذاعة وسيلة سمعية فقط، لذلك فإن مدة بث البرامج والأخبار فيها تختلف عن بقية الوسائل الإعلامية، إضافة لأنها أكثر وصولاً إلى النَّاس أينما وجدوا "المذيعة النَّاجحة، يجب أن تمتلك الأسلوب التَّحفيزي التَّشويقي لإيصال الفكرة وشدَّ انتباه المُستمع".