بعد سبعة أعوام من تحرير الرقة... المرأة ترتقي بواقعها
استطاع مجلس نساء زنوبيا أحداث تغييرات جذرية ملموسة على أرض الواقع وشكل نقلة نوعية في واقع ومكانة المرأة السياسية والاجتماعية، مقارنة مع واقعها المظلم والمهمش الذي عاشته إبان سيطرة داعش على مدينتها.
يسرى الأحمد
الرقة ـ يعمل مجلس نساء زنوبيا منذ بداية تأسيسه على تكريس أهدفه التي من شأنها توحيد صفوف النساء وقواهن، وتعريفهن بمفهوم فلسفة وايدلوجية حرية المرأة وترسيخها، وبفضل جهوده الحثيثة تمكن من أحداث قفزات نوعية في واقع المرأة من جميع النواحي، ولا يزال يعمل بشكل مستمر لتوسيع نطاق عمله والوصول إلى كافة النساء.
بعد انطلاق ثورة روج آفا التي كانت بمثابة ولادة جديدة للنساء لفتح الأفاق أمامهن، لتبدأن بكل عزيمة واصرار على تنظيم أنفسهن، وتفتتحن العديد من المؤسسات والمنظمات النسائية الخاصة بهن، واحدها مجلس نساء زنوبيا الذي يهدف إلى دعم وتشجيع النساء المعنفات من قبل المجتمع والذهنية الذكورية الحاكمة وتسليحهن بالفكر الحر والوعي الحقيقي لدورهن، فكان بمثابة المظلة التي تحتضن كافة النساء من كافة المكونات وتكون الملجأ لهن ودرع الحماية لضمان جميع حقوقهن، بدءاً من التعليم والعمل وصولاً إلى أماكن صنع القرار.
وحول هذا الموضوع قالت إدارية ومنسقية مجلس تجمع نساء زنوبيا ميادة الأحمد "استفادت النساء من الفرصة التي اتيحت لهن لأثبات وجودهن وليصبح لهن الدور الريادي في جميع المجالات السياسية والمدنية وحتى العسكرية منها، فمن لم تكن منهن على جبهات القتال الخارجية كن درع الحماية الداخلي، متحديات جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهتهن بكل عزيمة وإصرار".
وأشادت بالإنجازات والانتصارات التي أحرزتها المرأة خلال فترة وجيزة منذ تحرير مدينة الرقة "بفضل ثورة المرأة وبعد مرور سبعة أعوام على تحرير المدينة، نرى العديد من النساء كسرن القيود التي كبلتها وكتمت صوتها صوت الحق، لتتجاوز جميع مخاوفها بإرادتها القوية وشجاعتها، فاستطاعت الخروج من قوقعة الرضوخ وإعلاء صوتها مطالبة بحريتها وحقوقها".
وأوضحت "أن ثورة روج آفا التي سميت بثورة المرأة أعادت للمرأة حقوقها ومنحتها حق الرأي والتعبير، وبالتالي أصبح لهذه الثورة صدى كبير ومثال يحتذى به في جميع مناطق العالم، وخير مثال على ذلك الحراك الشعبي في السويداء حيث يطالب المحتجين بتطبيق نظام الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب".
وبينت أن المجلس بسيره على خطى وفكر القائد عبد الله أوجلان وتطبيق مبادئ الأمة الديمقراطية وجوهر أيدلوجية المرأة، استطاع أين يمنح المرأة حريتها ويستعيد حقوقها، كما عمل على محاربة العديد من الظواهر خلال عمله منها الطلاق وتعدد الزوجات.
وأكدت أنهم مستمرين من خلال حملاتهم الفكرية والتوعوية ضمن الأحياء والقرى للوصول إلى كافة النساء للتعرف على حقيقتهن وبناء ذواتهن "نعمل بشكل دائم على مناهضة العنف والاضطهاد ضد المرأة، وإفشال كافة المخططات المحاكة ضدها والتي تسعى للنيل والقضاء على ثورة المرأة وأضعاف دورها، فبتحرر المرأة سنحصل على مجتمع واعي وحر".
وعن عمل لجنة العدالة الاجتماعية لمجلس زنوبيا قالت الناطقة باسم اللجنة نوال صالح المحمود "تعمل اللجنة على دعم ومساندة النساء اللواتي تتعرضن للعنف النفسي والجسدي والصحي والجنسي واللواتي ما زلن تحت نير العادات والتقاليد البالية، لتحقيق العدالة الاجتماعية لكلا الطرفين".
وأوضحت "نتلقى العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالخلافات الزوجية أو من قبل أفراد أسرتها، وبدورنا نعمل من أجل توعية الجنسين عبر مناقشتهم وتقديم النصائح والإرشادات لهم لتجاوز العراقيل التي تعترضهم".
وأشارت إلى أنه "من خلال محاضراتنا نعرف المرأة على ذاتها وتاريخها الحقيقي، وأهمية دورها في المجتمع، فهي عماد المجتمع فبناء وتنشئة أسرة سليمة يعني بناء مجتمع ديمقراطي متماسك".
وأوضحت أن المرأة عانت الكثير خلال فترة سيطرة داعش لكنها تمكنت من نفض غبار العبودية والظلام الذي مورس عليها، فالمرأة دائماً تكون المستهدف الأول في جميع الأزمات ويمارس بحقها أبشع الجرائم والانتهاكات.
ومن جانبها قالت إدارية لجنة التدريب تسنيم خالد إن "المهمة الأكبر تقع على عاتق لجنة التدريب للقضاء على الجهل الذي خلفه داعش إبان سيطرته على المدينة، حيث كان هناك تراجع في كافة النواحي العلمية والثقافية للمرأة لهذا تعد لجنة التدريب من أكثر اللجان أهمية كونها تركز بشكل أساسي على تعزيز فكر وتوعية المرأة والنهوض بواقعها العلمي والثقافي، من خلال المحاضرات التوعوية وإقامة ورشات عمل وحملات توعوية تتمحور حول قضايا المرأة التي من شانها الرفع من مستواها الفكري والعملي".
وأوضحت أنه من خلال هذه المحاضرات والورشات تم استقطاب العديد من النساء وأحدثن العديد من التغيرات الجذرية في شخصيتهن مقارنة مع شخصيتهن في السابق وبتن تمثلن دورهن الفعال للنهوض بواقعهن في المجتمع".