بالتدريب تتعرف النساء على حقوقهن وتاريخهن
لتعزيز دور النساء في المجتمع تعمل أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" على تدريب النساء لتوعيتهن وتعرفيهن بذاتهن في المجتمع.
سيبيلييا الإبراهيم
حلب ـ تسعى أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" التابعة لمؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا من خلال الدورات التدريبية الفكرية التي تفتتحها إلى توعية النساء والفتيات بتاريخهن وحقيقتهن وحقوقهن، والمساهمة في رفع الوعي المجتمعي وخلق مجتمع أخلاقي ديمقراطي حر يسوده العدل والمساواة.
يعتبر التدريب مهم جداً لرفع الوعي الاجتماعي وتطوير الذات والشخصية والفكر، وعلى وجه الخصوص للنساء اللواتي مورس بحقهن كافة أشكال التهميش من قبل المجتمعات الشرقية، لتعريفهن بتاريخهن وحقيقتهن، لذا قامت أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" التي افتتحت من قبل مؤتمر ستار في مدينة حلب بشمال وشرق سوريا عام 2017، بفتح دورات تدريب مغلقة ومفتوحة على مدار العام للوصول لكافة النساء وخلق مجتمع أخلاقي سياسي واعي وديمقراطي.
ومنذ بدء أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" بعملها بشكل رسمي عام 2018، افتتحت 17 دورة تدريبية فكرية مغلقة و86 دورة تدريبية فكرية للنساء والرجال كذلك.
وسميت الأكاديمية باسم "هيزل رزكار الاسم الحقيقي "نازلية حسن"، التي انضمت إلى صفوف حركة التحرير الكردستانية ووحدات المرأة الحرة ـ ستار، وشاركت في مقاومة كوباني؛ واستشهدت خلال هجمات الاحتلال التركي على إقليم كردستان عام 2022.
وتقول منى عبد الحميد الإدارية في أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" في مدينة حلب بشمال وشرق سوريا "كان حي الشيخ مقصود بحاجة لمثل هذه الأكاديمية خاصة النساء الموجودات هناك، لتدريبهن وتوعيتهن"، لافتةً إلى أن للأكاديمية دور بارز في تطوير النساء في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، فبعد إدراك النساء أهمية الأكاديمية والدورات التدريبية التي تفتتحها، بدأن الإقبال عليه.
وأوضحت أن الأكاديمية تعمل على افتتاح دورات تدريبية فكرية، تتراوح مدتها ما بين الـ 15 ـ 20 يوماً، مشيرةً إلى أن لهذه الدورات تأثير كبير على المنضمات للتدريب.
وعن مدى تأثير الدورات التدريبية والمواضيع التي تطرح خلالها، على النساء المنضمات، تقول "لاحظنا خلال مشاركة النساء في الدورات التدريبية الفكرية وطرح المواضيع المتعلقة بهن وتاريخهن وحقوقهن، كيف أنهن تتأثرن به وتسعين لتطبيقه على أرض الواقع، وتعملن بدورهن على توعية المجتمع".
وحول إقبال النساء على الانضمام للتدريبات الفكرية توضح "كان هناك إقبالاً كبيراً مقارنة بالأعوام الأولى من افتتاح الأكاديمية في المدينة، فقد أدركت النساء أهمية ما قاله القائد عبد الله أوجلان والذي شدد على أهمية التدريب للجميع، في تطوير الذات بكافة مجالات الحياة".
وعن العراقيل التي تواجه عمل أكاديمية الشهيدة "هيزل رزكار" تقول منى عبد الحميد "هناك صعوبات من الناحية اللوجستية والمكان نظراً لقلة الإمكانيات في ظل الحصار المفروض على الحيين، كما أن النساء تواجهن صعوبة في البداية من حيث تقبل الأفكار التي لم تكن معتادات عليه، إلى أن تتأقلمن حيث أننا نساعدهن ونقدم لهن الدعم النفسي".
وعن أهمية التدريب في المجتمع والحياة تقول "نحن كشعوب ثورية تبحث عن الحرية عندما نرى النساء وهن تعانين من مشاكل مجتمعية، نجد أنه من واجبنا توعيتهن، إن التدريب والتنظيم في غاية الأهمية، فلا زالت هنالك نساء مهمشات في ظل المجتمعات التي لا تزال متمسكة بالفكر الذكوري، ومن مبدأ قول القائد أوجلان، أن المجتمع يتحرر بتحرر المرأة، وأنه إذا ما رأيت مجتمعاً ممزقاً فأعلم أن المرأة عبدة، نسعى لتوعية النساء للوصول إلى مجتمع حر يسوده العدل"، مشيرةً إلى العديد من الفلاسفة قد أكدوا عبر كتبهم على أهمية التدريب.
من جانبها قالت الإدارية في هلال الذهبي وحيدة بريمكو وهي إحدى المنضمات للتدريب "على الرغم من انضمامي سابقاً للكثير من التدريبات إلا أن المرء دائماً بحاجة لتطوير ذاته، فللتدريب أهمية كبيرة لمساهمتها في تطوير فكر الإنسان والاختلاء بالنفس ومعرفة الذات بعيداً عن كل الالتزامات الاجتماعية الملقاة على عاتقه".
ودعت وحيدة بريمكو الأهالي وخاصةً النساء للانضمام للتدريبات التي تفتتحها الأكاديمية لأنها تفتح آفاقاً جديدة أمامهن وتنير دربهن وتساهم في تطوير وبناء الشخصيات ومعرفة الذات والتعمق بها وعيش الحياة بحقيقتها الجوهرية".
كما تقول المتدربة اسمهان عبد الله "ما شجعني للانضمام للدورة التدريبية التي افتتحتها أكاديمية الشهيدة هيزل رزكار، هو سعي المدربات لتعريف النساء بحقوقهن وحقيقتهن، وهو ما لمسته بعد مضي أيام على الدورة التدريبية، لذلك ادعو النساء والفتيات للانضمام إلى التدريبات لتطوير ذاتهن واكتساب الوعي والمعرفة".