إيران... الأزمة الاقتصادية تجبر الفتيات على بيع شعرهن
ازدادت ظاهرة بيع الشعر الطبيعي لدى الفتيات والنساء في إيران في الآونة الأخيرة، من أجل تأمين احتياجاتهن المعيشية، إثر التدهور الاقتصادي والبطالة وانتشار الفقر في البلاد.
لارا جوهري
مهاباد ـ دفعت الأزمة الاقتصادية والبطالة والتمييز الاقتصادي العديد من الفتيات والنساء لبيع شعرهن عبر المواقع الإلكترونية أو صالونات تصفيف الشعر النسائية، من أجل تأمين مستلزماتهن الحياتية، فبالرغم من أن معظم خريجي الجامعات من النساء إلا أنهن الأقل استقلالاً اقتصادياً.
تقول فتاة من مدينة شيراز كانت قد أعلنت عن بيع شعرها "يبلغ طول شعري حوالي 50 سم، هناك الكثيرين من الذين اتصلوا بي لشرائه، إنني أبيع كل جرام مقابل 40 ألف تومان".
وحول الأسباب التي دفعتها لبيع شعرها أوضحت "كما أن الوضع الاقتصادي في تدهور وأنا بحاجة إلى المال، لذا سأبيع شعري لمن يدفع أكثر".
وأوضحت إحدى مصففات الشعر اللواتي تشترين الشعر من الفتيات والنساء، أن "العديد الفتيات اللواتي تقبلن على بيع شعرهن صغيرات في السن من أسر فقيرة، بائعات الشعر من جميع الأعمار، حتى أن النساء الكبيرات في السن تذهبن إلي لبيع شعرهن، ولحاجتهن إلى الأموال لشراء الأدوية أو الكتب التعليمية أو لدفع الفواتير أو استبدال هواتفهم المكسورة، تبعن شعرهن بأسعار زهيدة فهن تعانين من مشاكل اقتصادية كبيرة"، مشيرةً إلى أنهن تستخدمن الشعر الذي تشترينه كوصلات فهناك فتيات تردن أن يكون شعرهن طويلاً لذا تستخدمن تلك الوصلات ليبدوا شعرهن طبيعياً.
ولفتت إلى أن "أسعار شراء الشعر تختلف وفقاً لنوعه ولونه وجودته، فالشعر الذي لم يتم صبغه ولا يزال يبرز لونه الطبيعي يكون أغلى ثمناً، كما أننا نشتري الشعر بالجرام"، موضحة أنهم يقصون الشعر ويرسلونه إلى مدن وبلدان أخرى لإنتاج الشعر المستعار.
وقالت إحدى النساء اللواتي أيضاً تشترين الشعر وتبعنه "عادة ما يبيع الناس شعرهم لكسب المال. الأشخاص الذين لم يفكروا في بيع شعرهم من قبل سيفكرون في بيعه عندما يرون أسعار الشعر"، لافتةً إلى أنه يمكن مشاهدة إعلانات بيع الشعر على جدران الحي وفي مختلف الشوارع، على الرغم من أنه قيل أن الشعر له قيمة كبيرة بالنسبة للنساء بحيث لا يمكنهن التخلي عنه بسهولة، إلا أن ظروف الحياة الصعبة تجبرهن الآن على بيع شعرهن".
أدى تزايد الضغط الاقتصادي والبطالة إلى ازدياد ظاهرة بيع وشراء الشعر الطبيعي لدى الفتيات والنساء، وعلى الرغم من أن بيع الشعر يبدو للوهلة الأولى أمراً طبيعياً، إلا أنه في الواقع يدمر المجتمع ويبيع القيم الإنسانية، فنحن نقترب من التفكك الاجتماعي يوماً بعد آخر.