أول مكتبة للأطفال تديرها طفلة
في إطار مساعي تشجيع الأطفال على القراءة باللغة الكردية، وتوفير الكتب الخاصة بهم، افتتحت في مدينة قامشلو مكتبة خاصة بالأطفال باسم (مكتبة رونا)
شيرين محمد
قامشلو ـ ، وتشرف على المكتبة الطفلة رونا عكيد والتي تبلغ من العمر (12) عاماً وذلك برعاية ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا.
تسعى رونا عكيد للحفاظ على لغتها الأم بافتتاحها لمكتبة خاصة باللغة الكردية بعد أن شاركت في معرض هركول للكتاب لدورتين على التوالي وأشرفت على القسم الخاص بالأطفال.
قالت رونا عكيد أنها تسعى من خلال افتتاح المكتبة الخاصة بكتب الأطفال باللغة الكردية لجذب الأطفال للمطالعة بلغتهم الأم وتطوير مواهبهم وتثقيفهم "أريد أن أحافظ على حضارتنا وتراثنا الكردي، لكي يصل للأجيال القادمة".
وعن بداية المشروع تقول "الداعم الأساسي لي هو والدي، حيث شجعني على افتتاح المكتبة وقدم لي الدعم من كافة النواحي، بالإضافة الى دعم العائلة والأصدقاء"، وطالبت رونا عكيد هيئة الثقافة بأن يمدوا يد العون لها من خلال دعم المكتبة بالكتب الكردية المختلفة.
وأشارت رونا عكيد إلى أنها افتتحت المكتبة لتكون فريدة من نوعها في شمال وشرق سوريا أي أنه لا توجد مكاتب خاصة بقصص وكتب الأطفال باللغة الكردية "بحثت عن المكتبات الخاصة بالأطفال في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا ولم أجد أي منها، لذلك افتتحت هذه المكتبة لكي يكون هذا أول مشروع من هذا النوع".
وعن مدى تفاعل وقراءة الأطفال للقصص والكتب الكردية قالت "عدد الأطفال قليل جداً لأن العديد من الأطفال يلجؤون لتعلم اللغة العربية ويهملون لغتهم الأم". مؤكدةً على ضرورة تعلم اللغة الأم "اللغة الكردية هي لغتي الأم ومنذ صغري كنت أتعلم لغتي الكردية وسأستمر بتعلمها، لأنه في جميع أنحاء العالم يتعلم الأطفال بلغتهم الأم أولاً لذلك لن أتخلى عن لغتي الكردية، وأدعوا جميع الأطفال للجوء الى لغتهم الأم لأنها الأساس".
وأشارت إلى أن أساس النجاح هو الاعتماد على الذات منذ الصغر "بالنسبة لأحلامنا ومواهبنا جميعها تعتمد على الإرادة، الشخص الذي يمتلك إرادة يحقق كل شيء ولا يقف أمامه أي عائق ويطور من نفسه يوم بعد يوم".
وتطرقت رونا عكيد الى بعض المشاريع المستقبلية التي تخطط للقيام بها "سننظم العديد من الفعاليات التي تجذب الأطفال للقراءة والمطالعة باللغة الكردية بالإضافة إلى أننا سننشأ مجلة خاصة بالأطفال".
وتتوفر في المكتبة الكتب باللغة الكردية وهي أكثر الكتب الموجودة إذ يتجاوز عددها الـ 50 كتاب من بينها القصص والشعر وكل ما يخص الأطفال، "بعد افتتاح المكتبة قررنا أن نصمم دفتر باسم رونا للغتين الكردية والعربية وسميت الدفتر بإسمي ومعناه النور".
وفي الختام قالت رونا عكيد "فخورة بنفسي كثيراً لأنني قمت بافتتاح مكتبة كهذه وهذا يعتبر خطوة لتطوير اللغة الكردية في المجتمع وأدعوا جميع الأطفال للعودة الى لغتهم الكردية لكي يحافظوا على التراث الكردي واللغة الكردية، ولكل من يمتلك موهبة أو حلم يجب ألا يستسلم للعوائق والمشاكل ويستمر بالعمل على موهبته لتطوير نفسه".