آثار وعواقب الذكاء الاصطناعي على المجتمع والعالم

يخلق الذكاء الاصطناعي فرصاً لتحسين الحياة والمساواة بين الجنسين، ولكنه يشكل أيضاً تهديداً مثل التقليد العميق، والبطالة، والأضرار البيئية، وانتهاك خصوصيات الحكومات الديكتاتورية.

مهتاب شريفي

أورمية ـ يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) باعتباره واحداً من أكثر التقنيات تقدماً دوراً مهماً في تغيير المجتمع وتطوره من خلال خلق فرص جديدة، وكان لهذه التكنولوجيا تأثير واسع على مختلف جوانب حياة الإنسان.

الذكاء الاصطناعي، كغيره من الابتكارات والاختراعات المتقدمة، نظراً لكفاءته العالية، فأنه يجلب العديد من الفرص التي تحتاج لدراسة وتحديد دقيق، وهذا المجال كعالم جديد يحتاج إلى اهتمام خاص، ففي الكثير من الحالات يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجلب المزيد من الراحة والملاءمة للإنسان، لكن النقطة التي لا ندركها هي أن العالم التكنولوجي الحالي والنظام الاقتصادي الحالي مبني على الرأسمالية ولا توجد فيه قيم أخلاقية وإنسانية، في عالم لا يُرى فيه إلا الجوانب الجيدة للتكنولوجيا والتقدم العلمي، ونادراً ما نرى استخدام العلم في جرائم ضد الإنسانية، مثل القنابل النووية والكيميائية التي تعرض حياة الإنسان والبيئة بشكل عام للخطر.

ومما لا شك فيه أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة الخدمات الطبية، والتعامل مع الأمراض المختلفة، ومساعدة الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة وما إلى ذلك، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكن توفير تعليم أكثر عدالة للسكان، وعلى الرغم من أن معظم الذكاء الاصطناعي يعتمد حالياً على اللغة الإنجليزية ويحلل بتلك اللغة، إلا أنه على المدى الطويل هناك أمل في تطويره واستخدامه لتعليم أفضل.

 

تهديدات الذكاء الاصطناعي وإساءة استخدامه

باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن خلال تطبيق القوانين ومراقبة الشركات الرائدة، يمكن استخدام خوارزمياته لتحديد التمييز بين الجنسين والقضاء عليه وتعزيز تكافؤ الفرص في بيئات العمل والتعليم.

ومن التهديدات التي تستهدف المجتمع بأكمله وخاصة النساء هو استخدام تقنيات التزوير العميق للتحرش الجنسي ونشر معلومات كاذبة، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي كسلاح ذو حدين، فبدلاً من خدمة المساواة بين الجنسين، يمكن أن يكون في أيدي المنتفعين ويستخدموه لمضايقة النساء.

 

فقدان الوظائف

هناك مخاوف بشأن استبدال العمالة البشرية بالروبوتات والأنظمة الذكية، وتشكل الحاجة إلى برامج التدريب وإعادة التدريب للتكيف مع الوظائف الجديدة تحدياً هاماً آخر، عادةً ما تتسبب التغيرات التي تحدث دفعة واحدة في جعل العديد من الأشخاص عاطلين عن العمل، وفي حالة الذكاء الاصطناعي ونظراً لتقدمه المتزايد فمن المحتمل أن يتسبب في القضاء على عدد كبير من الوظائف، ولهذا السبب، يجب عليهم تحديث موظفيهم حتى لا يتضرروا من التغييرات الجديدة.

 

البيئة

يعد إنتاج النفايات الإلكترونية الناتجة عن تطور أجهزة الكمبيوتر واستخدامها على نطاق واسع، وكذلك استخراج الموارد الطبيعية لإنتاج المواد الخام اللازمة للمعالجات الرسومية والمكونات الإلكترونية الأخرى، من بين تهديدات الذكاء الاصطناعي للبيئة، وفي العام الماضي عندما أحرز الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً، ارتفعت أسهم شركات إنتاج الرسوم البيانية بأكثر من 100%، وعلى المدى الطويل نتج المزيد من النفايات الإلكترونية. وعلى الرغم من حقيقة أنه يتم عادةً تطبيق تعديلات وتحسينات طفيفة على المنتجات الجديدة والإصدارات الجديدة، ولكن يتم تعليم الناس أنه يجب عليهم دائماً شراء المنتجات الحديثة، وهذا ما يعزز ثقافة الاستهلاك المناهضة للبيئة.

 

إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الحكومات الدكتاتورية

في الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات مثل Microsoft وOpenAI أن حكومات مثل إيران والصين وروسيا وغيرها أساءت استخدام الذكاء الاصطناعي، ورغم أن هذه الشركات تصرفت سياسياً في جبهاتها.

في الحقيقة هي أنه بسبب الكم الكبير من المعلومات والأساليب الواسعة التي تتبعها الحكومات في جمع المعلومات عن المواطنين. جميع الحكومات، وخاصة الحكومات المتقدمة، تسيء استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراضها الخاصة ويمكنها استخدامه لمعالجة كميات كبيرة من المعلومات والتجسس على شعوبها وأجزاء أخرى من العالم.

وفي الآونة الأخيرة قيل إن شركة مايكروسوفت أعدت ذكاءً اصطناعياً خاصاً للحكومة الأمريكية، وخاصة وكالة المخابرات المركزية، وأن القوات الإسرائيلية تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحديد أهدافها في غزة، كما لجأت حكومات مثل إيران إلى الذكاء الاصطناعي لفرض الحجاب الإلزامي واستخدامه لقمع النساء.