استمراراً لمقاومتهن... مهجرات عفرين تتحدين الصعوبات بشتى الطرق
إصراراً على البقاء والصمود، تعمل مهجرات عفرين في المخيمات على تربية المواشي لتأمين قوت يومهن متحديات جميع الصعوبات والعوائق في سبيل استمرار مقاومتهن.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ في أرض بجوار مخيم سردم بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا ترعى مهجرات عفرين المواشي لتأمين قوت يومهن والإصرار على الصمود والبقاء بوجه كافة معوقات الحياة.
لطالما عرفت نساء عفرين بارتباطهن الوثيق بالطبيعة والعمل والاهتمام بها واعتيادهن على العيش بين أجوائها، وهذا ما تحرص النساء على الاحتفاظ به وخلقه حتى بعد تهجيرهم قسراً إلى مقاطعة الشهباء بفعل قصف وهجمات جيش الاحتلال التركي عليهم في عام 2018.
وتعمل النساء القاطنات في مخيم سردم بقرية تل سوسن بمقاطعة الشهباء على تربية المواشي وذلك بعدما أمنت لهم الإدارة أرضٍ بجوار المخيم الذي يقطنون فيه وذلك في سياق الحرص على سلامة ونظافة المخيم والحرص على ممتلكاتهم والمساهمة في دعم مصدر رزقهم.
وحول هذا الموضوع، قالت عضوة لجنة المرأة في مخيم سردم ليلى محمد إن مهجري عفرين وبعد تهجيرهم قسراً إلى مقاطعة الشهباء واجهوا العديد من الصعوبات والعوائق كون مقاطعة الشهباء كانت معدومة الحياة لما تعرضت له خلال الأزمة من قصف ودمار.
وأضافت أن إصرار ومقاومة مهجري عفرين بوجه كافة العوائق كانت أقوى مما شهدته وتشهده مقاطعة الشهباء وبناءً على طلبهم في رعاية وتربية المواشي وتأمين لقمة عيشهم منها أمنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لهم قبل عاميين أرضاً بجوار المخيم وقدموا لهم ما يتوفر من إمكانيات ومستلزمات لإدارة هذا العمل سوياً.
ونوهت إلى أن هذه المبادرة كانت من الشعب نفسه في إدارة نفسه والإصرار على التمسك بمقاومتهم في الشهباء وبدأت من عائلة إلى أن توسعت وباتت مصدر رزق للعديد من العوائل القاطنة في مخيم سردم حيث أنهم بنوا من البلوك، الأحجار، الطين والخيم المهترئة أماكن بسيطة لتأمين على ممتلكاتهم من المواشي التي يهتمون بها كالأغنام، الدواجن وبعضهم يرعون الأبقار وأن إدارة المخيم بالتنسيق مع البلدية تقدم لهم احتياجاتهم من الماء وغيرها.
وشددت ليلى محمد على أهمية وضرورة تفعيل ومساندة هذا النوع من المبادرات والمشاريع الصغيرة التي تساهم في مساعدة مهجري عفرين وسط الصعوبات والعوائق التي تواجههم في المهجر، مؤكدة على أنهم يقدمون كل ما في وسعهم لاستمرار وحماية هذه المشاريع.
رحيمة خليل كانت تمتلك أراضٍ زراعية ومواشي في عفرين قبل الهجمات والتهجير، إلا أنها وبعد نزوحهم قسراً لمقاطعة الشهباء فقدت كل شيء ونهب الاحتلال التركي ومرتزقته جميع أملاكها، ومنذ ما يقارب العاميين عاودت الاهتمام ورعاية الأغنام.
وعن دوافع العودة إلى هذا العمل، قالت رحيمة خليل "الحياة في أجواء النزوح وسط الحرب والغلاء صعبة ولاستمرار مقاومتنا في الشهباء عاودنا العمل في تربية المواشي بالمخيم كما كنا في عفرين وهذا ما يخفف عنا صعوبة العيش بعيداً عن أرضنا عفرين".
وبينت أنها تملك 4 رؤوس من الأغنام تستيقظ من الساعة الرابعة فجراً وتذهب لإخراجهم وإطعامهم في الأراضي القريبة منهم حتى ساعات الظهيرة لتعيدهم مرة أخرى إلى أماكنهم وفي ساعات العصر تعاود إخراجهم وإطعامهم حتى الساعة الثامنة مساءٍ.
وأشارت رحيمة خليل إلى الصعوبات والعوائق التي تواجههم في تربية المواشي في ظل غلاء أسعار العلف والقمح وغيرها من المواد التي يستوجب تأمينها لتغذية المواشي والاستفادة منها.
بدورها قالت آسيا خليل التي لم ترعى وتهتم بالمواشي من قبل، إنها في عفرين وقبل الهجمات والاحتلال كانت تدير شؤونها مع عائلتها بالعمل في أراضيهم الزراعية وموسم الزيتون الوفير، إلا أن إدارة أوضاعهم المادية والمعيشية في الشهباء وبين مخيمات النزوح باتت صعبة وهذا ما دفعها لرعاية المواشي في المنطقة.
وذكرت أنها تصنع من الحليب، الألبان والأجبان لتأمين قوت عائلتها، مؤكدة أن هدفهم الأساسي من هذا العمل هو الإصرار على الصمود والمقاومة على أرض الشهباء لتحرير عفرين والعودة إليها.