ارتفاع الإيجارات ينعكس سلباً على حياة نساء تعز
تواجه النساء في اليمن عموماً ومدينة تعز خصوصاً، تحديات كبيرة في الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، مما يستدعي التدخل الفعّال لتخفيف الضغوط عنهن وتوفير بيئة مستقرة وتحقيق آفاق أفضل لمستقبلهن ولعوائلهن.
هالة الحاشدي
اليمن ـ معاناة اليمنيات تزداد يوماً بعد يوم بسبب الأزمات والظروف التي خلفها النزاع الدائر في البلاد منذ تسع سنوات، بالإضافة للنزوح والتدمير وغلاء المعيشة ارتفعت إيجارات المنازل في ظل التدهور الاقتصادي.
تُمثل أساس المجتمع وتستحق الحصول على الفرص الكافية لتطوير ذاتها والمساهمة في بناء مجتمع أفضل وأكثر تقدماً، لذلك يجب تعزيز دورها وتشجيع مشاركتها الفعّالة في جميع المجالات، إلا أن الأزمات والحروب التي تعانيها بلادها خلفت أوضاع متردية كانت المرأة أبرز ضحاياها، حيث قالت أسماء الصامت إن "ارتفاع الإيجارات يؤثر بشكل كبير على المرأة، حيث تضطر إلى تحمل تكاليف تفوق قدرتها المالية، مما يجبرها على العمل بشكل مكثف وبالتالي تقصيرها في بعض مهامها، وتنعكس هذه الضغوطات على دراستها وحياتها الاجتماعية والمعيشية في الوقت عينه".
وأضافت أن "ارتفاع أسعار المواد الأساسية والإيجارات ظاهرتان نتجتا عن الصراع الدائر الذي جعل الوضع الاقتصادي في البلاد مدمراً تماماً، خاصة في مدينة تعز".
من جانبها قالت الناشطة هبة نوري إنه "في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة ارتفاع الإيجارات، خاصة بعد ارتفاع أسعار الصرف والأزمة الاقتصادية التي تواجه اليمن بشكل عام، وتقع تعز بشكل خاص تحت تأثير هذه الزيادة"، مضيفةً أن "ارتفاع الإيجارات يؤثر بشكل كبير على المرأة خاصة عندما تكون ربة أسرة تحمل على عاتقها مسؤوليات كثيرة على رأسها توفير الغذاء والدواء والمسكن لعائلتها، في هذه الحالات تصبح المسألة معقدة، حيث قد تكون لدى المرأة قدرات محدودة للعمل أو دخل غير كافٍ، ما يزيد من صعوبة تحملها لزيادة تكاليف المعيشة".
وأكدت أنه "في ظل ارتفاع الإيجارات تضطر النساء إلى البحث عن عمل إضافي إلى جانب القيام بواجباتهن الأسرية كرعاية أطفالهن مما يزيد من الضغط عليهن، وفي كثير من الأحيان تجدن صعوبة في الحصول على فرص عمل بسبب التحديات الاقتصادية وتكاليف المعيشة المتزايدة، وعدم توفر فرص العمل المناسبة يزيد من التحديات التي تواجها المرأة ويقلل من فرصها في تحقيق الاستقلال الاقتصادي".
وعن تأثير الحروب والصراعات قالت "أثرت على المجتمع اليمني بشكل عام وعلى محافظة تعز بشكل خاص، حيث تعرضت المدينة لأضرار كبيرة جراء الاشتباكات والحصار الذي فرض عليها، هذا الوضع المعقد فرض تحديات إضافية على النساء، سواء في مجال التعليم أو الحصول على فرص عمل، فبسبب الحصار، يعاني العديد من الطلبة صعوبات في الوصول للجامعات وتسديد الرسوم الدراسية".
وأشارت هبة نوري إلى أن "السلطات المحلية في اليمن أصدرت قوانين لتنظيم الأسعار والحد من الاحتكار، ولكن يندر تطبيقها بشكل فعال، بسبب قلة التحكم والرقابة مما جعل البعض يستغل الظروف لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المدنيين، فهناك اتفاق بين أصحاب العقارات، لذلك يجب الحد من الارتفاعات غير المبررة في الإيجارات والأسعار".
وأكدت أن "المرأة تواجه تحديات كثيرة وعلى رأسها قلة مشاركتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فالحروب والصراعات والظروف الاقتصادية الصعبة قد تقلل من فرص المرأة في العمل، مما يؤثر سلباً على مشاركتها في المجتمع ويضعف دورها الاقتصادي".
وفي ختام حديثها قالت هبة نوري أنه "بالإضافة إلى ذلك، هذه التحديات تتسبب بتأثيرات اقتصادية خطيرة على المرأة وأسرتها، فقد يحصل الزوج على دخل محدود لا يكفي لتلبية احتياجات الأسرة، مما يزيد من نسبة الفقر ويجعل الحياة صعبة على المرأة وأطفالها، كما تؤثر هذه الظروف الاقتصادية على الحياة الاجتماعية وقد يؤدي ذلك إلى تفكك الأسرة وحدوث مشاكل عائلية تؤثر على العلاقات الاجتماعية والنفسية للأفراد".