"أرمن" مشروع يسعى إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع
أطلقت نسيم أحمد سالم مشروعاً وقسمته إلى ثلاث مراحل، حيث بحثت عن نساء ذوات إعاقة تمتلكن مشاريع صغيرة، ودربتهن على مهارات التسويق والعمل، وقدمت لكل منهن مجموعة من الأدوات اللازمة لمجال عملهن لتمكينهن من فتح مشاريعهن الخاصة.

فاطمة رشاد
اليمن ـ نسيم أحمد سالم هي امرأة من ذوي الإعاقة، واجهت العديد من التحديات في حياتها لتحقيق حلمها البسيط، رغم العقبات الاجتماعية التي اعترضت طريقها. ومع ذلك، تمكنت من إكمال دراستها الجامعية في كلية الآداب، تخصص خدمة اجتماعية. بعد ذلك، حصلت على وظيفة كأي شخص آخر من ذوي الإعاقة في إحدى المدارس في منطقة دار سعد بمحافظة عدن.
أسست نسيم أحمد سالم مؤسستها الخاصة التي تركز على قضايا تنمية المجتمع، وأطلقت عليها اسم "أرمن"، تتولى المؤسسة مسؤولية العديد من القضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتهدف من خلالها إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، مما يساعدهم على تجاوز العديد من الحواجز في حياتهم.
عمل مؤسسة "أرمن" لتنمية المجتمع
تقول نسيم سالم رئيسة مؤسسة "أرمن" لتنمية المجتمع "مؤسسة أرمن مجالاتها تنموية خيرية تهتم بالعمل على ذوي الإعاقة وكذلك الأسوياء بحيث أننا نبحث عن الدمج ونركز على الشباب والنساء بدرجة أكبر".
وأوضحت ما تقوم به المؤسسة "نهدف إلى التدريب والتأهيل للخروج من نطاق العمل الخيري، حيث نرغب في أن يكون عملنا مستداماً وليس موسمياً. لقد أطلقنا مشروعاً قمنا بتقسيمه إلى ثلاث مراحل. كانت المرحلة الأولى تتعلق بالتكامل الاقتصادي، حيث بحثنا عن نساء ذوات إعاقة يمتلكن مشاريع صغيرة، وخاصةً النساء اللواتي تعشن في مناطق هشة، مثل المهمشات والنازحات. قمنا بتدريبهن على مهارات التسويق والعمل، وبعد انتهاء التدريبات، قدمنا لكل منهن مجموعة من الأدوات اللازمة لمجال عملهن لتمكينهن من فتح مشاريعهن الخاصة. وهذا هو التمكين الحقيقي للمرأة ذات الإعاقة".
وبينت أنه "في المرحلة الثانية، تم التركيز على تقديم الدعم النفسي من خلال الاستعانة بأخصائيين، حيث سعينا لتقريب الفجوة بين الإعاقات السمعية والحركية والبصرية، بالإضافة إلى التعاون مع مدراء المكاتب في المديريات"، مشيرة إلى أن الهدف كان من ذلك هو تنفيذ عملية تثقيفية تتعلق بالدعم النفسي وآليات العمل.
أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة، قالت "كانت مخصصة لمناصرة حقوق ذوي الإعاقة من أجل تفعيل قانون الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي ينص على حق المعاق في الحصول على 5% من فرص التوظيف في الدوائر الحكومية، وقد أجرينا عدة لقاءات مع المعنيين في وزارة التخطيط والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى المحافظ، كما تم إشراك نادي رجال الأعمال في هذه المناصرة التي كانت واسعة النطاق، وقد تلقينا وعوداً من محافظ عدن بإدراج الأشخاص ذوي الإعاقة في فرص التوظيف خلال السنوات القادمة".
تدريبات خاصة
وأشارت نسيم سالم إلى أنه "هناك تدريبات خاصة قمنا بها لذوي الإعاقة لـ20 شخص على اللغة الإنجليزية وحالياً لديهم مشروع شركة "نانا" هذا المشروع سيكون كمرحلة أولى والثانية ستكون لـ500 شخص من ذوي الإعاقة إذا نجحت التجربة".
وعن العنف القائم ضد المرأة من ذوي الإعاقة قالت "عندما قمنا بمسح بسيط في مؤسستنا عن العنف القائم على النوع الاجتماعي وخاصة النساء ذوات الإعاقة وجدنا أن أولياء الأمور رافضين أن يتكلموا أن لديهم نساء معاقات بسبب العادات والتقاليد المجتمعية الظالمة للفتاة من ذوي الإعاقة".
وأوضحت "نسعى في مؤسستنا إلى تسليط الضوء على دور المرأة من ذوي الإعاقة، ونؤكد أنها موجودة في المجتمع وتساهم بشكل فعّال. لقد عرضنا العديد من قصص النجاح، ومن بينها قصة امرأة معاقة تدير بقالة خاصة بها، كما لدينا قصص لنساء تمكنّ من الاندماج في المجتمع من خلال تأسيس مبادرات ناجحة حققت نتائج ملموسة".
وأكدت على أهمية العمل المشترك مع المنظمات الدولية التي تظهر العنف ضد النساء خاصة ذوات الإعاقة لأن هناك صعوبة أن تتواجد في الميدان ويعتمد ذلك على الأسرة "تُعتبر الأسرة من العوامل الأساسية التي تدعم ذوات الاحتياجات الخاصة. كانت أسرتي مثقفة وواعية لوضعي، وقد كانت الداعم الرئيسي الذي ساعدني على الاندماج في المجتمع. لذا، من الضروري أن تخرج المرأة إلى سوق العمل وتكون واجهة مجتمعية قادرة على تحقيق ذاتها. لطالما ناقشنا الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية، ووجدنا أن مجال العمل في القطاع الصحي قد يكون محبطاً للعديد من النساء ذوات الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، وقد تم تنظيم جلسات مع الجهات الصحية ومكاتب التربية لتسهيل عملية دمج هؤلاء النساء في المجتمع".
وأوضحت نسيم سالم أنها "انقطعت لفترة عن العمل مع الجمعيات التي تركز على هذه الفئة، حيث شعرت أنني أمثل زاوية واحدة، حاولت في تلك الفترة التركيز على الجانب النسوي المشترك. والآن، أنا عضوة في عدة تكتلات واتحادات نسائية، بالإضافة إلى ائتلافات، حيث أستطيع أن أساهم بخبراتي وأعمل على قضايا مهمة. هدفي هو أن أكون صوتاً قوياً، خاصةً للنساء ذوات الإعاقة".
وتحدثت نسيم سالم عن الصعوبات التي واجهتها خاصة أثناء دراستها في الجامعة "نحن الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية نجد أن التنقل بين الحافلات يتطلب منا جهداً كبيراً"، مضيفةً "لقد شعرت بإرهاق شديد خلال فترة حملي بسبب تعامل إدارة المدرسة التي أعمل بها، وعندما اقترب موعد ولادتي، كانت الممرضات يسألنني "لماذا تحملين؟"، مما جعلني أشعر بأنهن غير متقبلات لفكرة قدرتنا على الحمل والولادة، وأننا نستطيع أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي مثل أي شخص آخر".
رسالة للمجتمع
ووجهت نسيم سالم رسالتها للمجتمع قائلة "نحن نعتبر جزءاً من هذا المجتمع، وإذا منحونا بعض الثقة، فإننا بحاجة إليها وليس إلى النظرة الدونية أو الشفقة، إذا أتاح لنا المجتمع الفرصة، سنتمكن من تحقيق أداء أفضل من الفئات الأخرى".
أما رسالتها إلى النساء فقالت فيها "يجب أن يكون لدى النساء هدف محدد يسعين لتحقيقه، بغض النظر عن المدة التي قد تستغرقها. من الضروري أن نكون في المقدمة، خاصةً في مجالات العمل المجتمعي والمؤتمرات، حيث يُظهر ذلك أن المجتمع بدأ في استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، لقد أصبحنا نشارك ونعبر عن احتياجاتنا الأساسية بصوتنا الحقيقي، على الرغم من أننا قدمنا مداخلة بسيطة لوضع خطة استراتيجية، إلا أن الجهات الحكومية وغير الحكومية غالباً ما تتحدث بصوت ذوي الإعاقة دون أن تعكس احتياجاتنا بشكل صحيح. لذا، يجب أن نكون نحن، لنرفع احتياجاتنا ويكون لنا دور فعال في صياغة الخطة الاستراتيجية".