انتهاكات بالجملة وصمت دولي مخزي إزاء ما تتعرض له نساء عفرين
تصعد الدولة التركية ومرتزقتها من الانتهاكات ضد النساء والفتيات في المناطق المحتلة من إقليم شمال وشرق سوريا، فخلال العام الماضي فقط تم اختطاف 28 امرأة وقتل 4 أخريات، في الوقت الذي قررت فيه منظمات حقوق الإنسان والمرأة التزام الصمت إزاء ما يحدث.
روبارين بكر
الشهباء ـ أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة المرأة بمقاطعة عفرين - الشهباء بإقليم شمال شرق سوريا أن النساء في مدينة عفرين المحتلة تتعرضن لانتهاكات جسيمة من اختطاف وقتل وتعذيب على يد الدولة التركية ومرتزقتها، وأن منظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية تلتزم الصمت.
منذ احتلالها في 18 آذار/مارس 2018 يتفنن الاحتلال التركي ومرتزقته بانتهاكات حقوق المدنيين في مقاطعة عفرين، ولم تسلم المرأة من بطشهم وتتعرض بشكل يومي لأبشع الجرائم من خطف واغتصاب وقتل وضغوطات نفسية وانعدام الأمان.
فقد وثقت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا خلال عام 2023 أكثر من 348 عملية خطف بينها 38 امرأة و5 أطفال، وقتل أكثر من 14 شخصاً بينهم 4 نساء، كما تم قطع أكثر من 17000 شجرة مثمرة وحراجية وحرق أكثر من 70 هكتار من الأراضي الزراعية، وبناء أكثر من 10 مستوطنات.
وعن انتهاكات الاحتلال التركي تقول رئيسة هيئة المرأة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء أمينة ملا حسن "منذ 6 أعوام ومدينة عفرين مغتصبة على يد الدولة التركية ومرتزقتها، ما حصل في هذه المدينة وما يزال يحصل حتى الآن هو انتهاك صارخ لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وما زاد من بطشها هو صمت وتغاضي المجتمع الدولي وعلى رأسه المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان إزاء تجاوزات وانتهاكات الاحتلال التركي بحق المدنيين والبيئة، لقد بات من الضروري تصنيفها في المحافل الدولية كجرائم حرب ومحاسبة الجناة بأسرع وقت".
ومع دخول سنوات الاحتلال عامها السابع أكدت أن موقف المجتمع الدولي ليس بالجديد فقد تخاذل عند استخدم الاحتلال التركي للأسلحة المحرمة دولياً في هجومه على المدينة "هجمات الاحتلال التركي على عفرين حدثت بسياسة مدروسة ومخطط لها، وتم استخدام تقنيات متطورة وأسلحة ثقيلة حتى المحرم منها دولياً للسيطرة على جغرافية صغيرة لكنها كانت منبع الأمان والسلام والديمقراطية، لقد عمد الاحتلال إلى استهداف ثقافة وتاريخ المنطقة بالإضافة لتدمير البنية التحتية".
وشددت على أن "المجتمع الدولي التزم الصمت على الرغم مما ترتكبه الدولة التركية ومرتزقتها من انتهاكات بحق المدنيين العزل وحتى الحجر لم يسلم، إنها مؤامرة تبين مدى حقد الاحتلال التركي على الشعب الكردي وتاريخه الذي يسعى لمحوه بكل ما أوتي من قوة وتغيير ديموغرافية المنطقة وفرض الهوية التركية وذلك بتصعيد وتيرة الانتهاكات والتهجير، فالاحتلال التركي ومرتزقته خالفا كافة مبادئ الإنسانية بهذه الانتهاكات لقد أثبتت الدولة التركية للعالم أجمع أنها عدوة للمرأة والديمقراطية وحتى الإنسانية".
وعن الانتهاكات الممارسة بحق المرأة قالت "يتفنن الاحتلال التركي بجرائمه التي يرتكبها بحق النساء في عفرين منها الخطف والتعذيب والقتل وغيرها، إنه يثبت لنا يوماً بعد يوم مدى تخلف ورجعية ذهنيته تجاه المرأة وقضاياها، تلك الذهنية الذكورية المتسلطة انطلقت من مبدأ إنكار المرأة وكيانها ودورها وضمن قواميس سياسته لا وجود لها ويجب تحجيم دورها".
وأضافت "منذ احتلال عفرين لا يزال مصير الكثير من النساء مجهولاً على الرغم من أن بعض المصادر أكدت أنه تم في الآونة الأخيرة نقل عدد من المختطفات إلى الأراضي التركية لمحاكمتهن، كما أن تردي الأوضاع المعيشية جعل المرأة تعاني ضغوطات نفسية دفعت عدد منهن للانتحار".
وأكدت أن "سياسة الدولة التركية تناقض إيديولوجية تحرر المرأة فالذهنية الذكورية السلطوية لدى الاحتلال التركي دليل واضح على ذلك، حيث يستهدف المرأة تحت ذرائع واهية للنيل منها ولكسر إرادتها خاصة أن المرأة شاركت في المجال العسكري ووقفت بوجه سياسته ووضعت حد لمرتزقة داعش"، مؤكدةً أن "الدولة التركية من أبرز الداعمين للفكر المتطرف الحاقد على المرأة كونها باتت تشكل عائق في طريقه لتحقيق أطماعه".
وترى أن مصطلح حقوق الإنسان لم يعد له وجود أو معنى في ظل هذا الكم الهائل والمفزع من الانتهاكات والخروقات التي ترتكبها الدولة التركية في المناطق المحتلة "الحركات والمؤسسات النسوية الدولية والإقليمية تخلت عن دورها وواجبها، بصمتها".
وفي ختام حديثها أشارت أمينة ملا حسن إلى أن الوقوف إلى جانب النساء اللواتي تتعرضن للظلم والتهميش والعنف من أولويات أعمال هيئة المرأة في الشهباء "سنبقى الداعم الأساسي للنساء في المناطق المحتلة، وسنبقى نطالب المؤسسات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل السريع لإنهاء معاناتهن ومحاسبة أعدائهن".