أمراض صدرية تحاصر أطفال المخيمات في إدلب على مدار العام
يعاني الأطفال في مخيمات الشمال السوري من أمراض الزكام والتهاب القصبات بشكل مستمر وبنسب كبيرة على مدار العام
سهير الإدلبي
إدلب ـ يعاني الأطفال في مخيمات الشمال السوري من أمراض الزكام والتهاب القصبات بشكل مستمر وبنسب كبيرة على مدار العام نتيجة أسباب عدة أولها الدخان المنبعث من المدافئ والناتج عن حرق النفايات وأكياس النايلون، وليس أخرها الغبار المتصاعد جراء المقالع والطرق الترابية في فصل الصيف، كل ذلك مصاحباً لقلة الاهتمام وتراجع الخدمات والرعاية الطبية.
قالت صباح الحميد (٣٢) عاماً أنها مضطرة لأخذ أبنها علاء الدامي البالغ من العمر ثلاث سنوات للمشفى مرة كل شهر من أجل الحصول على علاج مجاني إثر إصابته بنوبات ربو متكررة منذ سكنهم في مخيمات كفر لوسين بعد نزوحهم عن بلدتهم الهبيط بريف حماه الشمالي أبان العمليات العسكرية الأخيرة على المنطقة.
وأضافت أن الدخان المنبعث من المدافئ إحدى أهم الأسباب التي أدت لإصابة أبنها بربو الأطفال وخاصة أن معظم ساكني المخيم يلجأون لتشغيل النايلون والفحم والملابس والأحذية البالية من أجل التدفئة وهو ما تسبب بروائح كريهة تغزو المخيم مسببة ضيق تنفس يطال الجميع دون استثناء، ويؤثر بشكل مضاعف على الأطفال وحديثي الولادة.
لا تنتهي مأساة الأطفال مع أمراض الجهاز التنفسي مع انتهاء فصل الشتاء وإنما تستمر في فصل الصيف أيضاً لما يحمله معه من الغبار التي تهاجم المخيمات مع أول نسمة هواء صيفية.
أكثر ما يؤرق ريمة الرضوان (٢٨) عاماً هو تدهور حالة طفلتها ليلى البالغة من العمر سنة ونصف حين يضيق صدرها وتشعر بضيق التنفس بعد منتصف الليل، في الوقت الذي يفتقر فيه مخيمهم الواقع في حربنوش شمال إدلب لأي مركز طبي أو إسعافي ما يضع النازحين أمام مأزق كبير وهو إما انتظار الصباح على أحر من الجمر لإسعاف أطفالهم لإحدى المشافي البعيدة والتألم حتى ذلك الحين برؤية أطفالهم بوضع يرثى له، وأما الحصول على سيارة أجرة تقلهم بوقت متأخر من الليل لإسعاف أطفالهم وهو ما يندر حدوثه في ظل انعدام الأمان وكثرة عمليات السطو المسلح والسرقات للسيارات العابرة في الطرق المنعزلة والبعيدة عن مراكز المدن والأماكن المأهولة.
وعن زيادة معدلات الأمراض الصدرية بين الأطفال في مخيمات الشمال السوري يقول الطبيب بسام النواف (٤٨) عاماً أن الأمراض التنفسية شهدت ارتفاعاً مضاعفاً عن السابق، وتعددت بين أمراض الربو والتهاب القصبات المزمن الإنسدادي وسرطان القصبات وأمراض الزكام والتهاب الرئة، وأكثر الفئات المتضررة هم الأطفال وحديثي الولادة.
ويرجع الطبيب زيادة معدلات هذه الأمراض إلى سوء أوضاع النازحين في مخيمات تخلو من أدنى مقومات الحياة وانهيار البنى التحتية وتصاعد الغبار والغازات السامة وقلة وسائل النظافة واقتراب مكبات النفايات ومقالع الحجارة في المخيمات المأهولة بالسكان، عدا عن وسائل التدفئة الغير صحية التي يلجأ إليها النازحون في ظل الفقر المتفشي في أوساطهم.
ويدعو الطبيب بسام النواف لمزيد من الاهتمام بمخيمات النازحين وتزويدها بمراكز صحية وأدوية مجانية ومراكز إسعافية والعمل على رفع مستوى الخدمات ومقومات النظافة.