آمنة خضرو تتحدى العادات والتقاليد البالية لتثبت وجودها في ثورة روج آفا

تعد عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة حلب بشمال وشرق سوريا آمنة خضرو، واحدة من النساء المقاومات اللواتي حاربن كافة المفاهيم الخاطئة لتحقيق حريتها وحرية النساء.

سيبيلييا الإبراهيم

حلب ـ استطاعت النساء في مناطق شمال شرق سوريا كسر العادات والتقاليد البالية والمفاهيم التي كانت تقف عائق أمامهن، حيث استطعن محاربتها وتجاوزها لتصبحن اليوم قياديات ورياديات في المؤسسات المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية.

مع بداية ثورة روج أفا في شمال وشرق سوريا كسرت العديد من النساء القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد البالية وحاربن كافة العراقيل والمفاهيم الخاطئة التي وضعت المرأة ضمن قوالب معينة، لتصلن بذلك إلى مراكز صنع القرار وقيادة المجتمع والثورة ولتصبحن مثالاً يحتذ بهن ومن بين هؤلاء النساء عضوة منسقيه مؤتمر ستار في مدينة حلب أمنة خضرو التي كرست حياتها مع بداية الثورة في تنظيم المجتمع وقيادة الثورة وأصبحت من النساء المؤثرات في المجتمع.

أجرت وكالتنا لقاء مع عضوة منسقيه مؤتمر ستار في حلب بشمال وشرق سوريا أمنة خضرو التي تحدثت عن بداية انخراطها ضمن ثورة روج أفا وكيف استطاعت تغير واقعها كامرأة ضمن المجتمع الذي يحكمه الذهنية الذكورية.

"تعرفت النساء قبل ثورة روج أفا على فكر القائد عبد الله أوجلان وعلى الرغم من معرفتي لفكر القائد ألا أنني كنت امرأة عادية كانت اهتماماتي مختصرة على عائلتي ومنزلي، علاقاتي الاجتماعية كانت بين الأقارب وأصدقاء الدراسة، لكن بعد اندلاع الحرب السورية انخرطت ضمن الأعمال الاجتماعية فكنت أعمل بشكل تطوعي على تنظيم المجتمع قبل تأسيس الكومينات ومع تشكيل التنظيمات والفصائل المسلحة لم نكن نود أن ينخرط المجتمع ضمن هذه الفصائل فواصلنا من خلال عملنا التطوعي على تنظيم المجتمع وتوعيته".

ومع بداية اندلاع الثورة السورية التي أدت إلى موجة نزوح للأهالي من المناطق التي دارت فيها الحرب إلى البلدان المجاورة والدول الخارجية أوضحت أن "الحرب بين الفصائل المسلحة أدت إلى نزوح عدد كبير من الأهالي نتيجة استهدفها للمباني والشوارع لننزح نحن أيضاً إلى مدينة عفرين لكن على الرغم من العراقيل التي واجهتني إلا أنني واصلت عملي في تنظيم المجتمع والوقوف على قضايا المرأة وكيفية توعيتها بالتصرف أثناء الحرب".

وعن كيفية تخطيها العراقيل التي واجهتها لتستمر بنضالها ضمن المجتمع تقول أمنة خضر "بإرادتي وإصراري للعمل والنضال ضمن الثورة تجاوزت العراقيل والحالات المجتمعية التي ظهرت، طورت نفسي من خلال التدريب والاجتماعات التي أعطتني الخبرة الكافية لأستطيع أن أتقرب من المجتمع حسب الألية التنظيمية التي نقف عليها، لنستمر هكذا حتى تأسيس مجلس مناطق الشهباء فكنت من النساء الأوائل اللواتي قاموا بتنظيم المجتمع وتأسيس المؤسسات".

وأضافت أنه "بعد تحرير مناطق تل رفعت وأحرص من المناطق قمنا بأنشاء أرضية عمل لنضال المرأة كل هذا لم يكن بالشيء السهل بحكم أن المنطقة عانت من تواجد تنظيمات إرهابية وفكر متشددة ففي البداية كانت النساء تخشين أن تأخذن دورهن ضمن المؤسسات، لكن خلال مناقشاتنا واجتماعاتنا قمنا بتوعية المرأة وتعريفها على فكر القائد عبدالله أوجلان حيث عشقت المرأة هذا الفكر وبدأت تنضم وتنخرط بالعمل ضمن المؤسسات والكومينات، فالعادات والتقاليد البالية والمفاهيم الضيقة كانت العائق أمام تقدم المرأة حيث استطاعت المرأة محاربتها من خلال توعية المجتمع والنساء على حقيقة هذا الفكر، حتى استطاعت تجاوز كل هذه العراقيل بعقلية نيرة حسب فكر وايدلوجية واسعة، والكثير منهن اصبحوا اليوم قياديات ورياديات في المؤسسات المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من أثار الحرب النفسية والضغوطات التي مرت بها المرأة لكنها لم تستسلم استمرت بنضالها على الرغم من الحرب طورت نفسها وخلقت أرضية فكرية لها، حيث كان لتجربتها الشخصية النصيب الكبير ضمن الثورة عملت في الكثير من المؤسسات كاقتصاد المرأة، وهيئة المرأة، ولجنة الداخلية والخارجية والعلاقات الدبلوماسية"، لافتةً إلى أنها الآن عضوة في منسقية مؤتمر ستار في حلب التي شهدت صرعات وحروب رغم ذلك استطاعت المرأة أن تحارب وتنظم نفسها وأخذت دورها في الخنادق واستطاعت دعم القوات العسكرية فكان لها الدور البارز في تغير الواقع.

وعن أهمية دور وعمل مؤتمر ستار، تقول "عمل مؤتمر ستار في حلب الوقوف على القضايا الموجودة والعالقة كتوعية المرأة وكيفية تجاوزها للعراقيل وحالات تزويج القاصرات، والطلاق، وحالات الانتحار، فمن خلال النضال والندوات والدور الذي قدمته المرأة وصلنا إلى ما نصبو إليه كتوعية الشعب كي لا يكون أداة للعدو في تحقيق مآربه".

وأضافت عن تجربتها بالانضمام ثورة روج آفا والتغيرات التي طرأت على شخصيتها "استطعت التخلص من العادات والتقاليد البالية التي اكتسبتها منذ طفولتي ضمن المجتمع، انضمامي إلى ثورة روج افا حقق لي الكثير من المكاسب وجعلني أتعرف بشكل أعمق على حقيقة فكر ومشروع الأمة الديمقراطية وحركة المرأة، كما ساهم في تغير شخصيتي من خلال التدريبات والتجارب".

وقالت "نظمت بين وجباتي الأسرية وعملي ضمن المؤسسات على الرغم من الصعوبات التي واجهتني في البداية لكن كل تلك المصاعب جعلتني من النساء المحظوظات اللواتي كان لهن الدور ضمن هذه الثورة، كل هذا خلق لدي الدافع الاكبر لأخدم قضيتي من تنظيم الوقت والعمل والوقوف بشكل جدي على كل الاعمال"

وفي ختام حديثها قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة حلب آمنة خضرو "الهدف من نضالي الوصول إلى حرية القائد عبد الله أوجلان الذي طرح مشروع حرية المرأة وفكره الذي جعلنا ذات بصمة بهذه الثورة بأطلاقه عنان الحرية في قلوبنا، أدعو النساء في كافة أنحاء العالم إلى التعرف على فكر القائد عبد الله أوجلان ولتتعرف على ذاتها من خلاله".