"العزلة المشددة على القائد أوجلان وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم"
أعربت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن قلقهن حيال وضع القائد عبد الله أوجلان عقب الزلزال الأخير الذي ضرب إيمرالي.
يسرى الأحمد
الرقة ـ طالبت نساء مقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا، منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالضغط على تركيا للكشف عن وضع القائد أوجلان الصحي، بعد الزلزال الأخير، مؤكدات على تصعيد وتيرة النضال حتى إنهاء العزلة المشدة عليه ونيل حريته الجسدية.
يحتجز القائد عبد الله أوجلان في جزيرة إيمرالي التابعة لناحية كمليك بمدينة بورصة التركية منذ 25 عاماً من قبل الاحتلال التركي وبمؤامرة دولية، وأعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل بتاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن زلزالاً بقوة 5.1 ضرب غرب تركيا على بعد 32 كم شمال غرب مدينة بورصة مكان تواجد القائد أوجلان. ومنذ 25 آذار/مارس 2021 تمنع السلطات الكشف عن أي معلومات عنه، وهذا ما سبب قلقاً واسعاً وردود فعل غاضبة وقوية من النساء تجاه سياسية الدولة التركية الممنهجة بفرض العزلة المشددة على القائد أوجلان، وخاصة اللواتي آمن بفكره وفلسفته، وتمكن من خلاله نيل حقوقهن، مطالبات بالكشف الفوري عن وضعه.
استنكرت إدارية أكاديميات البلديات عواطف العيسى الصمت المجتمع الدولي حيال وضع القائد أوجلان في جزيرة إيمرالي، منددة بالانتهاكات والسياسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي تمارس بحق القائد أوجلان في سجن إيمرالي، والتي تخترق بها كل القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان "الأسباب الكامنة وراء التزام المجتمع الدولي الصمت يدل على شيء واحد وهو شركاء في استمرار هذه المؤامرة والعزلة المشددة، لذلك يتم منحهم الضوء الأخضر".
وقالت أن فكر القائد أوجلان هو الحل الأمثل لقضايا الشرق الأوسط وإحلال السلام في جميع أنحاء العالم "يتم فرض العزلة المشددة على القائد أوجلان لأنهم يدركون تماماً أن فكره وفلسفته ومشروعه الأممي القائم على الديمقراطية ووحدة الشعوب، هو الحل لقضايا وصراعات مناطق الشرق الأوسط والذي يشكل خطر حقيقي يتعارض مع خططهم ومصالحهم في فرض سيطرتهم على تلك المناطق".
وأشارت إلى أن أكثر من 75 دولة انضمت إلى الحملة العالمية التي انطلقت تحت شعار "الحرية الجسدية للقائد أوجلان... الحل السياسي للقضية الكردية"، بعدما رأوا الأهداف السامية في فكره وفلسفته التي انتشرت في جميع أنحاء العالم.
وحول التغيرات التي طرأت على شخصية النساء اللواتي أعتقن فكر وفلسفة القائد أوجلان أوضحت "تعرفت النساء أكثر بعد تحرر مقاطعة الرقة من مرتزقة داعش على فكر وفلسفة القائد أوجلان وتأثرهن به، ومضين على نهجه لتحققن الكثير من الانجازات، والتففنا حول المفاهيم التي طرحها وتعرفن على دورهن في المجتمع، الذي مكنهن من الحصول على حريتهن وحقوقهن".
وحول مطالبهن بالكشف عن وضع القائد أوجلان بينت أنه أوضحت "كنساء وشعوب شمال وشرق سوريا بعد أن تعرفنا على حقيقة وجودنا وآمنا بفكر القائد وفلسفته، التي نادى بها لدفع المرأة لتنتفض بوجه العنف والظلم، يقع على عاتقنا أن نوحد صفوفنا ومواقفنا ونجدد عهدنا بالنضال والمقاومة والاستمرار حتى نيل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولن نتوقف عن مطالبنا ودعواتنا في الكشف عن وضعه، ولن نتوانى للحظة عن المضي والنضال من أجل تحطيم قيود إيمرالي وتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، فمهما فعلوا لن يستطيعوا حجب فكره الحر عن الشعوب التواقة للحرية".
ومن جانبها بينت الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في شمال وشرق سوريا وعضو في المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان بشيرة جمال الدين، أنه "بفضل مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان، القائم على مبدأ وحدة الشعوب والمساواة والعدل بين الجنسين، مُنحت المرأة كافة حقوقها ولعبت دورها في جميع المجالات".
وأشارت إلى أن الدولة التركية تخترق القوانين الدولية في عدم الكشف على وضع القائد أوجلان الصحي وسط صمت دولي "منذ أكثر من عامين تمنع الدولة التركية محامي وذوي القائد أوجلان من اللقاء به، خاصةً بعد حادثة الزلزال التي ضربت جزيرة كميلك في بحر مرمرة، وكل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع العالم"، مضيفةً "أن سياسات العزلة المشددة التي تمارسها الدولة التركية على القائد أوجلان دون رادع ما هي إلا وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم".
ونددت بصمت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي، مؤكدة أنه "كمحاميات يقع على عاتقنا الدفاع عن القائد أوجلان وحريته وحقوقه، عبر فضح السياسة والانتهاكات الممنهجة التي تتبعها الدولة التركية بحقه لفك العزلة المشددة المفروضة عليه والتي تنتهك وتخالف كافة القوانين الدولية حيال معاملة الأسرى السجناء، لن نتوقف عن نضالنا حتى تحقيق العدالة بحق القائد أوجلان ونيل حريته الجسدية".
وعن تحرر المرأة من قيود العبودية والظلم على يد مرتزقة داعش أشارت العضوة في لجنة الصلح بمجلس تجمع نساء زنوبيا غادة محمد إلى أن "سياسات تركيا الممنهجة على القائد أوجلان تسعى للقضاء على فكره وفلسفته والتي هي الحل لجميع القضايا".
وأكدت أنه على الشعوب التي تؤمن بفكر القائد أوجلان وفلسفته النضال حتى تحريره جسدياً، معبرة عن قلقها حيال وضعه الصحي في حال حدوث زلزال آخر أقوى "هنالك أخبار تتنبئ بحدوث كارثة زلزال أقوى، وهذا ما جعلنا في حالة من الخوف والقلق الشديد على وضع القائد أوجلان".
وعن الانتهاكات التي ارتكبت بحق المرأة أوضحت "ارتكبت مرتزقة داعش أبشع الانتهاكات الوحشية والقمعية بحق المرأة، وكانت ثورة روج آفا بقيادة المرأة السبيل لتحريرها من الظلم والاستبداد الذي حرمها من حريتها وسلب حقوقها، لتنتفضن في وجه العبودية والعنف والتمييز الجنسوي