اليوم الدولي للتوحد... توعية باضطراب يعاني منه 70 مليون شخص حول العالم
في عام 2007 خُصص الثاني من نيسان/أبريل يوماً عالمياً لاضطراب التوحد والذي يعاني منه نحو 70 مليون شخص حول العالم، في حين يمكن الوقاية منه، ودرء خطر الإصابة به من خلال التوعية.
مركز الأخبار ـ
يصاب بالتوحد من 1 إلى 2 من كل ألف شخص في جميع أنحاء العالم، كما أشارت إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية في عام 2016 إلى أن طفلاً واحداً من بين 160 طفلاً مصاب بالتوحد، وبحسب أرقام للأمم المتحدة فإن واحد بالمئة من سكان العالم مصابين به أي نحو 70 مليون شخص حول العالم، كما أن معدل انتشاره يزداد على المستوى العالمي.
أهمية اليوم العالمي للتوحد
يتمتع الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بقوانين واتفاقيات دولية تضمن حقوقهم، وعلى ذلك تم نفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي أقرتها الأمم المتحدة والمؤلفة من 50 مادة، في عام 2008، بُغية حماية هؤلاء الأشخاص وضمان تمتعهم بحقوقهم على قدم المساواة مع الأشخاص الأسوياء، وتعزيز احترامهم لذاتهم.
اليوم العالمي للتوحد هو يوم للتوعية من خلال تسليط الضوء على هذا الاضطراب الذي يلفه الغموض، بهدف تحسين نوعية حياة المصابين به ليعيشوا حياة كاملة كجزء من المجتمع.
تاريخ التوحد
شخص الطبيب النمساوي والذي يحمل الجنسية الأمريكية "ليو كانر" والمختص بالطب النفسي للأطفال، اضطراب التوحد لأول مرة في عام 1943، عندما نشر لأول مرة ورقة بحثية بعنوان "اضطرابات التوحد في التواصل العاطفي"، بعد أن درس حالة 11 طفلاً امتازوا بالذكاء الشديد، لكنهم أبدوا رغبة شديدة بالوحدة. حيث وصفت الورقة التوحد بـ "مرض التوحد الطفولي المبكر".
ماذا تعني الإصابة بالتوحد؟
قالت المؤسسة الأمريكية "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية"، والتي تعمل على الصعيدين المحلي والعالمي، إن التوحد والذي يصيب الأطفال الذكور أكثر من الفتيات زاد بمعدل أربعة اضعاف منذ الثمانينات. فما هو التوحد؟
التوحد ويسمى أيضاً باضطراب طيف التوحد، مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تسبب ضعفاً في مهارات الاتصال مع الآخرين، ويصيب الطفل في عمر أقل من ثلاث سنوات، ويستمر مدى الحياة إذا أهملت الحالة ولم يتم التدخل العلاجي.
يعرف الطفل أنه مصاب بالتوحد من خلال مراقبة نموه وتواصله مع الآخرين، حيث لا يوجد اختبار طبي خاص للكشف عنه أو تشخصيه. وأبرز الملاحظات التي تثبت أن الطفل مصاب بالتوحد هي صعوبة تواصله مع الآخرين، والتفاعل مع الأحاديث والانخراط فيها، وتكوين صداقات مع الأقران.
ما تزال العديد من جوانب التوحد مجهولة حتى اليوم، فجيناته معقدة بحسب علماء، قالوا أيضاً أن له أسس وراثية. ويطلق عليه أيضاً اسم الذاتوية.
طبياً فإن التوحد اضطراب في جزء ما من الدماغ يعيق نمو القدرات العقلية ويؤدي إلى مشاكل عصبية تؤدي بدورها لصعوبات في التطورات النمائية والإدراكية، وسلوكيات غريبة وروتينية.
كيفية العلاج
العلاج النفسي والاجتماعي يشكل أساساً لتحسين حالة المريض وحياته، ولا يمكن إغفال بعض نتائج الدراسات التي تؤكد على عوامل وراثية وبيئية تؤدي للإصابة بالتوحد.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الوالدين يؤديان دوراً أساسياً في دعم الطفل المصاب بالتوحد، من خلال تقديم بيئة رعاية تساعد على تحفيزه ونموه وتقديم العلاجات النفسية والسلوكية.
الأخطاء الشائعة حول إصابة الأطفال بالتوحد نتيجة لتلقيهم بعض اللقاحات هو اعتقاد خاطئ بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد على أن البيانات التي خلصت إليها المنظمة تنفي وجود أي صلة بين استعمال المواد الحافظة في اللقاحات والإصابة بالتوحد.
ولا بد من الإشارة إلى أن مستوى الأداء الذهني لدى مصابي التوحد متغير من شخص إلى آخر وهو يتراوح بين قصور خفيف وآخر شديد، كما أن حوالي 50 بالمئة من المصابين بالتوحد لديهم إعاقة ذهنية.