اليوم العالمي للصحة... توفير الرعاية الصحية والتوعية بها
تعمل منظمة الصحة العالمية على توفير الرعاية الصحية التي تتعلق بسلامة الفرد، ومعالجة دور العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية في الصحة العامة
مركز الأخبار ـ ، وفي ذكرى تأسيسها الذي يصادف الـ 7من نيسان/أبريل، كانت قد خصصت يوماً عالمياً للصحة بهدف التوعية، وإحياء ذكرها.
منظمة لتعزيز الظروف الصحية
عند إنشاء عصبة الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الأولى في عام 1919 تم التركيز على موضوع الصحة العالمية خاصة في ظل انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالبشرية.
وفي اجتماع الأمم المتحدة عام 1945، ناقش الدبلوماسيون قرار إنشاء منظمة صحية عالمية تحت رعاية الأمم المتحدة، لتعزيز التعاون الدولي، وتحسين الظروف الصحية في مختلف دول العالم، والذي رُحب به في الاجتماع.
تم التوقيع على دستور منظمة الصحة العالمية من قبل جميع دول الأمم المتحدة في 22تموز/يوليو 1946، ودخل حيز التنفيذ في 7 نيسان/أبريل 1948، وحددت منظمة الصحة العالمية هذا التاريخ كـ يوم عالمي للصحة وإحياءً لذكرى تأسيسها، ويحتفل به منذ عام 1950 في 7نيسان/أبريل من كل عام.
وتحتفل منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم باعتماد إطلاق شعار يركز على القضايا الصحية التي تؤثر في المجتمع، ليتم مناقشته وتسليط الضوء عليه، والتي تختلف من عام إلى آخر، ففي عام 2000 "سلامة الدم مسؤولية كل فرد فينا وفي الدم المأمون إنقاذ للحياة"، وفي عام 2009 أطلقت شعار "المستشفيات الآمنة تنقذ الأرواح أثناء الطوارئ"، وفي عام 2019 "التغطية الصحية الشاملة"، وفي عام 2020 كان شعارها "عام الممرضة والقابلة" للإشادة بدور التمريض والقبالة في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في أوقات تفشي الأوبئة والنزاعات.
ويُتاح في هذا اليوم مشاركة لمختلف الأفراد في كل مجتمع للاحتفال بالصحة من خلال إقامة الأنشطة المتنوعة والترفيهية وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، وإقامة معارض لعرض الاختراعات والاكتشافات التي تعزز الجوانب الصحية، وإقامة العروض الفنية والمسرحيات والأفلام وتشجيع المناقشات الجماعية، إلى جانب حملات التوعية التي تقدمها المؤسسات الصحية المتخصصة.
وتُعتبر منظمة الصحة العالمية وهي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بالصحة، بمثابة السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص مجال الصحة في وضع البرامج والمعايير والقواعد لمعالجة المسائل الصحية العالمية، ويرمز لها اختصاراً "WHO"، مقرها الحالي في العاصمة السويسرية جنيف، ولها ستة مكاتب إقليمية حول العالم، وتضم 150 مكتباً قطرياً، كما تشغل حوالي سبعة آلاف شخص من الأطباء والأخصائيين الخبراء العلميين في علوم الإدارة والاقتصاد والإغاثة في حالات الطوارئ. ويديرها حالياً تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
أنشطة المنظمة
قدمت منظمة الصحة العالمية تقرير دولي حول الإعاقة والعوائق التي يواجها الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة بصورة شاملة في مجتمعاتهم؛ لدعم تنفيذ ميثاق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات "CRPD".
ونشرت مطبوعات خاصة بالصحة وتشمل لوائح وتقارير صحية وإحصائيات عامة للأمراض، إضافة إلى النشرات الطبية والتقنيات الصحية التي تغطي مختلف المجالات العامة والتخصصية، منها الجراحة في مشافي الضواحي، واستراتيجية الطب التقليدي.
وترعى برامج الوقاية والعلاج في مكافحة العديد من الأمراض والأوبئة والفيروسات، بالإضافة إلى الأعمال التي تقوم بها لتنسيق الجهود العالمية لمراقبة نشوء أمراض العدوى مثل "مرض سارس ومرض البرداء ومرض الإيدز وغيرها".
تتمحور مهامها حول إجراءات الحجر الصحي، بالإضافة إلى تطوير وتوزيع لقاحات آمنة وفعالة، وتدعم الكواشف الصيدلانية والأدوية.
ولا يقتصر عملها على مكافحة الأمراض بل أنه يتعداها لكل ما يعزز صحة الفرد مثل تشجيع استهلاك الخضار والفواكه والنباتات الطبيعية المفيدة للصحة ومحاربة انتشار التدخين في العالم، وأصدرت تقريراً عن أهم الأخطار الصحية عالمياً، والتي عدت عملية التدخين أحد أهم عشرة أخطار صحية.
كما أنها تجري العديد من الأبحاث ومنها تأثير الحقول الكهرطيسية "الهاتف الخليوي" على الصحة، وناقشت شركات صناعة السكر، وأوصت بعدم تجاوز نسبة السكر 10% من القوت الصحي.
توسيع دائرة المعارف العلمية
تمكنت المنظمة بطاقمها البشري من القضاء على مرض الجدري عام 1980، بعد مكافحتها له لأكثر من عقدين، كما أنها نجحت في تطوير لقاح الإنفلونزا.
وأطلقت في عام 1988 المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، حيث أنها نجحت في تقليص الإصابة بهذا المرض بنسبة 99%.
وفي عام 2003 اعتمدت اتفاقية بشأن مكافحة التبغ، وتبنت استراتيجية عالمية للنظام الغذائي والنشاط البدني والصحي في عام 2004.
في عام 2018، دعت المنظمة إلى حظر "اختبار العذرية" الذي يفرض على بعض الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش أو المقبلات على الزواج للتأكد من عذريتهن.
عملت منظمة الصحة العالمية على توسيع دائرة المعارف العلمية حول الفيروس المستجد كوفيد 19، وتتبعت مناحي انتشاره حول قارات العالم عام 2020، واتخذت التدابير اللازمة من أجل حماية الصحة والسلامة العامة للجميع.
الأهداف التي رمت إليها
الغرض الرئيسي الذي تسعى إليه منظمة الصحة العالمية هو توفير أفضل ما يمكن من الحالة الصحية لجميع الشعوب، ولتحقيق هذا الهدف بدأت حملة "الصحة للجميع في القرن الواحد والعشرين" في عام 1998.
وتسعى بأن تكون درجة الصحة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي عالمياً بحيث يسمح لجميع الناس بالإنتاج اعتماداً على إعلان ألما آتا من عام 1978، وقد دعا هذا الإعلان جميع الدول والعاملين في الصحة والتنمية لتعزير صحة الفرد في العالم.
ووضعت المنظمة تعريف دقيق لمفهوم تعزيز الصحة في ميثاق أوتاوا لعام 1986، والذي عرف بأنه جزء أساسي من التنمية البشرية المتطورة، كما تصحح دستور منظمة الصحة العالمية من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً والرفاه الاجتماعي ووجود المرض أو العجز، بالإضافة إلى أنها تلبي احتياجات ورغبات وآمال الأفراد والجماعات، وتعمل على تصوير بيئتهم الاجتماعية وكيفية التعامل مع التغيير الذي يطرأ على المجتمعات.
تعمل على تعزيز التعاون التقني وتنسيق البحوث العلمية المتعلقة بالخدمات الطبية الحيوية والخدمات الصحية، وترسخ المعايير الدولية للمنتجات البيولوجية والصيدلانية والمنتجات المماثلة، وتوحد إجراءات التشخيص، كما تحض الأفراد على الوقاية من الأمراض الوبائية المنتشرة والمزمنة كافة.
وتقدم المساعدات التقنية المناسبة في حالات الطوارئ، بما فيها المعونة اللازمة، وذلك بناءً على طلب الحكومات أو قبولها للمساعدة، وتتعاون مع الوكالات المتخصصة الأخرى عند الضرورة، والعمل على تحسين التغذية والإسكان والصحة العامة بما يتناسق مع أهداف التنمية المستدامة.
العمل على زيادة فرصة حصول الفرد على المواد الطبية اللازمة وبجودة عالية، ومساعدة البلدان التي تسعى إلى إحراز تقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، ومعالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الصحة العامة.
تواجه المنظمة كما هو حال جميع المنظمات المهتمة بالشؤون الإنسانية تحديات تتجلى في ازدياد رقعة الصراع في العالم وما تنشره الحروب من أمراض وأوبئة، وتمنع الأطراف المتصارعة في مختلف البلدان التي تشهد حروباً منظمة الصحة العالمية من الوصول للمرضى وتقديم العلاج لهم.