'التسلح بالعلم الطريق الأبرز للوصول إلى الحرية والاستقلالية'
طالبت فوزية الدكالي بضرورة العمل على تغيير النظرة المجتمعية لبعض الأسر المغربية التي تروج لفكرة الزواج المبكر، معبرةً عن أسفها من استمرار المعتقدات الرافضة لفكرة تعليم الفتيات لدى بعض العوائل خاصة في الأرياف التي تعاني أساساً أوضاع هشة.
حنان حارت
المغرب ـ ضعف الجهود الرامية إلى تعزيز المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم والتمييز بين الجنسين، أبرز أسباب ارتفاع الأمية في المغرب خاصة في الأرياف، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع نسب ظاهرة الزواج المبكر في صفوف الفتيات.
دعت فوزية الدكالي أستاذة الفلسفة والمتخصصة في المجال التربوي، النساء والفتيات إلى التسلح بالعلم، لأنه الطريق الوحيد نحو الحرية والاستقلالية وإثبات ذواتهن في المجتمع، لافتةً إلى أنه بالرغم من تحسن المؤشرات المتعلقة بتعليم الفتيات في المغرب، إلا أن ما تم تحقيقه لازال غير كاف للنهوض بالواقع التعليمي، خاصة على مستوى تعليم الفتيات في القرى.
وتطرقت إلى ارتفاع معدلات الأمية في صفوف النساء، وانتشار ظاهرة التسرب والانقطاع المدرسي في الأرياف، محذرةً من مخاطر ذلك، ولافتةً إلى أن ظاهرة الانقطاع المدرسي إشكالية تواجه المنظومة التعليمية في المغرب، مما يحتم تكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم والتمييز بين الجنسين، مرجعةً ارتفاع الأمية لعوامل ثقافية واجتماعية بحتة "هناك أسر في وضعية الهشاشة تفضل انقطاع بناتهن عن التعليم، إذ تسود لديها بعض الأفكار التي لا تقدر أهمية تعليم الفتيات، وتعطي الأولوية لزواجهن في سن مبكر".
وعبرت عن أسفها من استمرار المعتقدات الرافضة لفكرة تعليم الفتيات، والتي تعتبر أن المكان الطبيعي للفتاة هو البيت والمطبخ وأن تأمين مستقبلها لن يكون إلا بتزويجها مبكراً.
وترى فوزية الدكالي، أن الزواج المبكر معضلة حقيقية تواجه البلاد، مضيفةً أن المشكلة الكبرى تبقى في عادات وثقافة سائدة لدى فئة كبيرة من المجتمع المغربي، التي تقبله وتشجع عليه ولا ترى ضرورة لتعليم الفتيات.
ودعت إلى ضرورة العمل على تغيير أفكار تلك الأسر والفتيات "على الأسر أن تعي أهمية التعليم وفيما يقدمه للفتاة لتحقيق مستقبل أفضل، كما أنه يجب على الفتيات أن تعلمن أن الطريق الوحيد نحو الحرية والاستقلالية وإثبات ذواتهن هو طريق العلم، حتى تصبحن عناصر فعالة في المجتمع".
وقالت إن الاعلام بجميع أشكاله التلفزيوني والسمعي والرقمي والمكتوب يجب أن يتحرك في حملات لتوعية الأسر خاصة في القرى، بأهمية التعليم بالنسبة لمستقبل الفتيات.
أما عن مساهمة النساء في التغيير قالت فوزية الدكالي إنه على المجتمعات أن تعي أن تحقيق التنمية وتكوين مجتمع جديد، لن يتحقق إلا إذا كان للمرأة دور في صياغة القرارات التي تتعلق بحياتها الخاصة والعامة.
كما تطرقت إلى وجود النساء في مراكز صنع القرار والعراقيل التي تواجههن "هناك ضغط كبير تتعرض له النساء في هذه المراكز، حيث تواجهن صعوبة في التكيف مع بيئة يهيمن عليها الرجال"، مضيفةً "عندما تصل النساء لمناصب صنع القرار تتم مراقبة أدائهن عن كثب لرصد أخطاءهن بهدف الانتقاص من عملهن، وبالتالي خلق لديهن شعور بالحاجة إلى إثبات أنفسهن".
وبينت "الكفاءة تعطى للرجال بصفة تلقائية، فيما نحن النساء عندما تعطى لنا المسؤولية لابد لنا أن نبرهن على كفاءتنا، كما لو كنا نجتاز اختباراً"، موضحةً أن المرأة تحمل على عاتقها أكثر مما يتحمله الرجل من مسؤوليات، لكن المجتمع لا يعترف بجهودها.
ودعت فوزية الدكالي في ختام حديثها إلى تمكين المرأة كون ضعفها وانخفاض مشاركتها يشكل التحدي الأهم لتحقيق التنمية على أساس المشاركة والفرص المتساوية "ما تحقق لنا اليوم كنساء، لم يأت صدفة بل نتاج نضال وجهد كبير خضناه على مدى سنوات للوصول إلى ما نحن عليه اليوم".