التنمر يلاحق نساء غزة خلال ممارستهن لرياضة المشي

تواجه النساء في غزة خلال ممارستهن لرياضة المشي التنمر كما يتم نعتهن بصفات غير جيدة.

رفيف اسليم

غزة ـ الرياضة حق للنساء ولهن حرية الاختيار في ممارستها أي كان نوعها، وفي السابق لم تكن النساء تتواجد بتلك الأعداد على كورنيش البحر في غزة، الأمر الدال على تغير الثقافة لديهن ومحاولة إجبار المجتمع على تقبل الأمر الواقع في ممارسة حقهن.

تواجه النساء خلال ممارستهن رياضة المشي عبارات تمييزية، وعن ذلك قالت إحدى المشاركات في الفعالية شيرين مقداد أن الانتقادات اللاذعة والتعليقات السلبية التي تسمعها خلال ممارستها لرياضة المشي لا تهمها، لأنها قد ملت من سماع تلك العبارات من زوجها الذي لا يكف عن التنمر على قوامها وشكل جسدها بعد اكتسابها الوزن الزائد، لافتةً إلى إن تلك التعليقات في بداية الأمر أصابتها بالإحباط إلى إن قررت ممارسة رياضة المشي بشكل يومي بمعدل ساعة كل يوم والاشتراك في نادي رياضي وبالفعل تغيرت حياتها.

وأوضحت أنها يوم بعد يوم بدأت تلاحظ آثار تلك الرياضة على جسدها، وأختفى الألم الذي كانت تعاني منه في قدميها، واستطاعت أداء مهامها اليومية بشكل أفضل، مشيرةً إلى أنها تشجع النساء على ممارسة تلك الرياضة البسيطة لما لها من فوائد عديدة على الصحة النفسية والجسدية.

 

 

وأشارت نسمة أبو حصيرة إلى أنها تجد في رياضة المشي منفذ على العالم الخارجي لقراءة أفكار الناس واستلهام أفكار جديدة للوحاتها المختلفة خاصة في قصص العابرين ومشاهدة الصيادين والشباك وغيرها من التفاصيل اليومية التي تراها في كل صباح، لافتةً إلى إنه من الضروري أن تهتم المرأة بنفسها خاصة أنها تنسى الاهتمام بصحتها خلال قيامها بواجبات المنزل.

وأوضحت أن التنمر والعبارات السلبية تلاحق المرأة أينما حلت فتواجهها في العمل أو في المنزل من الأقارب أو العابرين، لذلك عليها أن تتعامل مع تلك الظاهرة على أنها غير موجودة ليتثنى لها ممارسة مهامها الطبيعية، لافتةً إلى أنه في السابق لم تكن النساء تتواجد بتلك الأعداد على كورنيش البحر في غزة، الأمر الدال على تغير الثقافة لديهن ومحاولة إجبار المجتمع على تقبل الأمر الواقع في ممارسة حقهن.

 

 

وبدورها قالت لينا شكشك أنها عانت من التنمر الذي يلاحقها في كل مكان بسبب وزنها الزائد، وأنها في السابق لم تستطيع المشي على الكورنيش لأن العبارات السلبية كانت تحيط بها، فتدخل في نوبات بكاء هستيرية، الأمر الذي أوصلها للإصابة باكتئاب.

وأضافت أنها اتخذت قرار أن تتجه لممارسة الرياضة، وفي بادئ الأمر كانت تضع سماعات الأذن كي لا تسمع عباراتهم مثل "تلك الفتاة تشبه البالون المنفوخ" وأخرى أكثر قسوة، وبعد مرور شهر لاحظت الفرق في وزنها وتغيرات كثيرة انعكست على صحتها الجسدية، فقررت أن تستمر لتنتزع حقها في ممارسة الرياضة أي كان الذي ستواجه أو ستسمعه.

 

 

وقالت المدربة نهيل عليان أن الرياضة حق للنساء ولهن حرية الاختيار في ممارستها أي كان نوعها كالياقة البدنية  واليوغا أو المشي والركض، سواء بالمناطق المغلقة أو تلك المفتوحة والعامة كشاطئ البحر والحدائق، لذلك على بعض الأفراد الكف عن تلك النظرة السلبية الموجهة للنساء أو الفتيات اللواتي ما زلن في مقتبل العمر، خاصة أن البعض منهن لن تستطعن سماع تلك التعليقات السخيفة في كل يوم ومن ثم المواصلة.

وأكدت على أن الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة يوازي الصحة الجسدية فيجب أن تدرك النساء أن الاهتمام بصحتهن ضرورة وليست رفاهية، خاصة أن الإهمال يترتب عليه العديد من الأمراض كالسمنة والتهاب المفاصل وخشونة الركب وغيرها، والأهم فقدان الثقة بنفسها، وبالتالي تنطوي على نفسها وترفض الاختلاط في غالب الأحيان. 

 

 

وأشارت إلى أن المشي في الهواء الطلق لمسافات مستقيمة بطريقة معينة له عدة فوائد منها التفريغ النفسي وتنشيط الدورة الدموية وإفراز هرمون الدوبامين الذي يحسن المزاج، كما أن تغير الوتيرة ما بين سريعة وبطيئة ومتوسطة يساعد الجسم على الاستفادة بشكل أفضل، موضحةً أنهن تنتبهن لكيفية ممارستهن الرياضة كي لا يقمن بمجهود بدني دون الحصول على نتائج مرضية، لذلك يفضل أن تتم المتابعة في البداية مع مختصة لتجنب الإصابات.