التمييز ضد المرأة أحد أهم حالات التمييز الجنسي
تقول المستشارة والناشطة الاجتماعية ليلى خادميان إن الأدب المتحيز جنسياً يستهدف النساء في الغالب، وهذا يمكن أن يجعل بيئة العمل صعبة وغير محتملة.
هوجين شيخي
ديواندره ـ التحيز الجنسي هو نوع من النظرة والفكرة التي تصنف الأشخاص على أساس الجنس، وهذه الصور النمطية هي في الواقع معتقدات وصور ذهنية ثابتة حول جنس الأشخاص، وهو أساس التمييز بين الجنسين.
يعد التمييز بين الجنسين أحد الحالات المهمة للقوالب النمطية الجنسانية والتحيز الجنسي، وتؤدي هذه الصور النمطية المتعلقة بالمرأة إلى سلوكيات وأحكام مسبقة تظهر مكانتها على أنها أقل قيمة من الرجل لذلك، من المهم جداً أن تكون على دراية بماهية الصور النمطية والتحيز الجنسي.
وعرّفت المستشارة والناشطة الاجتماعية ليلى خادميان التعليم الجندري وتقول إنه نوع من التعريف الخاطئ والنمطي للنوع الاجتماعي، جوهره يبدأ من الأسرة ويتشكل لاحقاً في المجتمع ويخلق الأساس لعدم المساواة بين الجنسين.
وأضافت "تبدأ المعايير الجنسانية للفتيان والفتيات منذ بداية مرحلة الطفولة على سبيل المثال، تلعب الفتيات بالدمى ويلعب الأولاد بالبنادق أو السيوف أو يلعبون دور سائق الشاحنة. يتم تحديد أدوار الجنسين من خلال العوامل البيولوجية والثقافية. نرى هذه الأدوار يلعبها آباؤنا، وزملائنا، وجيراننا، وأقاربنا، ومعلمونا، ووسائل الإعلام. ودائماً ما يُتوقع من الأولاد الصغار أن يحبوا الجرارات والسيارات، وأن يكونوا مغامرين وصاخبين بينما يُتوقع من الفتيات الصغيرات ارتداء فساتين الأميرة واللعب بالدمى ويطلب منهن دائماً خفض صوتهن".
ويقال في مجتمعنا؛ لا تستطيع المرأة قيادة السيارة أو أن تصبح مهندسة أو الدراسة في الخارج أو اختيار شريك حياتها أو القيام بأنشطة اقتصادية أو أن تكون حاضرة في القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها الكثير من الأمور المتجذرة في التمييز الجنسي على نطاق واسع وتضرب بجذورها في كافة جوانب الحياة، بحسب ما أوضحته ليلى خادميان.
وأشارت إلى أنه "لا يهم إذا كان الشخص الذي أمامنا رجلاً أو امرأة. غالباً ما تستهدف الأدبيات المتحيزة جنسياً النساء، مما قد يجعل بيئة العمل صعبة وغير محتملة على سبيل المثال، أتذكر منذ وقت ليس ببعيد أن أحد الزملاء كان يقول للزميلة الوحيدة في الغرفة (أنتِ فتاة ماهرة تمكنتِ من العثور على وظيفة بين الكثير من الرجال) قد يبدو هذا مجاملة في البداية، ولكن أولاً وقبل كل شيء، كان زميلنا يحط من قدر جنس جميع النساء".
ولفتت إلى تعريف الجنس الذي قدمته الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار من خلال كتابها الشهير "الجنس الآخر" الذي نشرته في عام 1949 حيث أجابت فيه على سؤال "من هي المرأة؟"، مبينةً أن "المرأة ليست إلا نتيجة ونتاج قوى اجتماعية واقتصادية".
وتم منع نمو لغة المرأة، في ثقافة وعلم اجتماع اللغة، وتم استخدام المرأة كشخص آخر، بالإضافة إلى أن الشخصية الأنثوية في اللغة تعتبر مخفية وأحياناً مصدراً للخزي والعار، ففي اللغة الجنسانية تنسب كل الصفات الإيجابية إلى الرجل وكل الصفات السلبية إلى المرأة، بحسب ما قالته ليلى خادميان.
إن اللغة الجنسانية تغذي التمييز السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، مما يحرم المرأة من كل فرص تطورها وتقدمها، ويتجلى في كثير من الحالات في حظر المرأة وإقصائها وتقييدها.
وفي ختام حديثها لفتت إلى أنه "في معظم الحالات، تلعب الأسرة دوراً مهماً في التنشئة الاجتماعية للأطفال فمنذ البداية، تقوم بتدريب الفتيات على تحقيق دورهن كامرأة وإعداد الأولاد لقبول دور الرجل كرئيس للأسرة، وبهذه الطريقة، يتم غرس التمييز من قبل الأسرة في بداية حياتهم ويتم تدريبهم على قبول الأدوار الاجتماعية في المستقبل حسب كونهم فتاة أو صبي".