'التمييز بين الجنسين يؤثر على الصحة العقلية للأطفال'
سيران بدخشان، مستشارة وناشطة في مجال حقوق الطفل تقول إن "التمييز بين الجنسين يؤثر على الصحة العقلية لهما، ويشكل خلفية للعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق".
جينو درخشان
سنه ـ التمييز يعني المعاملة غير العادلة أو المتحيزة للأطفال بسبب مظهرهم أو عمرهم أو جنسهم أو توقعات الأسرة أو المواهب وما إلى ذلك، ويمكن أن يكون للتمييز بين الأطفال من قبل الوالدين تأثيرات كبيرة على أطفالهم.
لقد تعرض الآباء للتجربة الموضوعية في معاملة الفتيات في الأسرة أثناء طفولتهن، كون الأم شهدت سلوك والديها معها وشهد الأب سلوك والديه مع أخته وبنات الأسرة، وما تعلموه في مرحلة الطفولة سيمارسونه في مرحلة البلوغ دون وعي، يتصرف الآباء وفقاً لتعاليمهم الداخلية ويفعلون ما استوعبوه، سواء كان تقليدياً أو معاصراً.
أبرز السلوكيات التمييزية عدم السماح للفتيات في مجال التواصل مع الغرباء والدراسة، والإكراه في اختيار الزوج، وآلاف القيود الأخرى التي هي أصل وأساس العنف ضد المرأة.
"الاختلافات بين الجنسين متجذر في المعتقدات الأبوية"
حول أسوأ الاختلافات التي يمكن أن يطبقها الآباء على أطفالهم، تقول المستشارة والناشطة في مجال حقوق الطفل سيران بدخشان إن "الاختلافات بين الجنسين متجذرة في المعتقدات الأبوية، ونرى الكثير من الآباء، عندما يتعلق الأمر بجنس المولود، يقولون مجاملة "لا يهم، طالما أن وضعه الصحي جيد"، ولكن في داخهم، لا يزال يفضلون الأبناء على البنات، وهو التفضيل الذي يشكل على المدى الطويل مصدراً للتمييز المؤلم الذي لا يمكن إصلاحه، وفي رأيي أن هذه التفضيلات متجذرة في التقاليد القديمة والمعتقدات الدينية للمجتمعات الأبوية في كثير من الحالات".
وعن كون أن الجنس لا يمكن أن يحدد نجاح الأطفال قالت "تتمتع الأسر ذات الثقافة الأبوية التي لديها أطفال ذكور بمزيد من حرية العمل في التواصل واختيار الزوجة، ولديهم أنشطة خارج المنزل، ولهذه العوامل تأثير كبير على نمو شخصية الأطفال، فمثلاً في هذه الثقافة من حق الابن أن يتواجد خارج المنزل ومع الأصدقاء ليلاً، كما يمارس هواياته المفضلة، أما الفتاة فيجب عليها أن تخضع للعديد من العادات"، مضيفةً أنه "في العديد من المناطق، هناك فتيات محرومات من التعليم بسبب التمييز بين الجنسين أو نساء لا يسمح لهن بالمشاركة في بعض الأنشطة الاجتماعية".
ولفتت إلى أن "المجتمع الذي تتمتع فيه المرأة بحضور ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي نشط، يمكن أن يسلك طريقاً أكثر سلاسة لتحقيق النمو والازدهار، على خلاف المجتمع الذي لا يزال أطفاله متورطين في الصور النمطية الجنسانية عند الولادة لذلك لا يمكن أن تكون هناك عدالة بين الجنسين".
"تلعب الأسرة دوراً هاماً في تكوين وجهات النظر للطفل المتعلقة بالجنس"
عن دور الأسرة في تكون وجهات النظر قالت سيران بدخشان "يتلقى الأطفال رسائل حول جنسهم من والديهم في وقت مبكر من حياتهم وعندما يكونون أطفالاً، إحدى أهم القضايا التي لا تتم معالجتها للأسف هي الصور النمطية المتعلقة بالجنسين في تربية الأطفال، لذلك تلعب الأسرة دوراً هاماً في تكوين نظرة الطفل تجاه الجنس الأخر، فعندما يطلب الابن شراء دمية أو يحب شراء لعبة طبخ يُواجه بسؤال "هل أنت فتاة؟".
وأضافت "هناك عدد كبير من هذه الجمل التمييزية، التي تنسب بشكل مباشر أو غير مباشر منها صفات الكسل والخجل والحساسية للفتيات، وصفات الشجاعة والقوة والعدوانية والقوة للأبناء، وكما هو الحال مع الأسرة، يساهم المجتمع أيضاً في نقل هذه الصور النمطية، على سبيل المثال، من المعتاد في المجتمع أن اللون الأزرق مخصص للأولاد ويجب أن يحبوه، ولا يجب عليهم استخدام اللون الوردي لأن هذا اللون مخصص للفتيات".
وعن مدى تأثر الصحة العقلية للأطفال بالتمييز قالت "إذا أعلنت فتاة في المدرسة أنها مهتمة بوظيفة مصلح أو كهربائي أو نجار أو ما إلى ذلك، فإنها تُمنع كما يقال لها أن "هذه وظيفة للولد"، وبذلك يؤثر التمييز بين الجنسين على الصحة العقلية للضحايا ويخلق خلفية للعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق".
وأضافت "وفقاً للدراسات، فإن التمييز بين الجنسين له علاقة كبيرة بالفقر والتخلف في المجتمع، ويتم تبرير هذه السلوكيات بشكل رئيسي من قبل الآباء الجاهلين، وفي المجتمع الأبوي يتم تعزيزه، ولكن لسوء الحظ فإن آثار التمييز بين الأطفال لها تأثير سلبي على نموهم وصحتهم العقلية ويمكن أن تؤثر على سلوكهم المستقبلي في مرحلة البلوغ".