التعليم الإلكتروني يفاقم معاناة الطالبات في قطاع غزة
أكدت الطالبة آية الجرجاوي على أن تعليم عن بعد بسبب الحرب في غزة صعبة للغاية حيث أن بطاقات الإنترنت اليومية وأوراق الدراسة باهظة الثمن، مشيرةً إلى أنها تواصل التعليم لأنه جزء أساسي من نضالها للحصول على حقوقها.
رفيف اسليم
غزة ـ في ظل الحرب القائمة على قطاع غزة، أعلنت وزارة التعليم عن توفير دراسة عن بعد، حيث أن عدم توفر شبكة الإنترنت وغلاء أسعار بطاقتها التي تستمر لساعات قليلة وصعوبة شحن بطارية الهواتف قد فاقمت من معاناة الطلاب هناك.
بعد أكثر من عام عن إغلاق كافة المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات في قطاع غزة نتيجة الحرب، قررت وزارة التربية والتعليم العالي استئناف الدراسة عن بعد، من خلال دمج العامين الدراسيين بعام واحد وتوزيع الرزم التعليمية والامتحانات النهائية إلكترونياً، وقد جارتها الجامعات الفلسطينية بتلك الخطوة وأعادت هي الأخرى تفعيل خطة التعليم عن بعد، لكن تلك الخطط اصطدمت بعدة مشكلات.
وأشارت الطالبة آية الجرجاوي إلى أن خطة التعليم عن بعد ليست حديثة بل تم اعتمادها من قبل كافة المؤسسات التعليمية منذ انتشار جائحة كورونا عام 2020، وقد تم إعادة تفعيلها في الوقت الحالي، لكن مع وجود مفارقات كبيرة وهي خلال الأزمة الأولى كان الجميع في بيوتهم يمتلك أجهزة وانترنت، أما اليوم فالغالبية العظمى من الطالبات فقدن بيوتهن وأجهزتهن سواءً الهاتف أو الكمبيوتر المحمول.
ولفتت إلى أن تلك الظروف الصعبة لا تعني أن يبقى الجميع بلا تعليم خاصة وأن الحرب على قطاع غزة لا يعرف أحد متى وكيف ستنتهي، وبالتالي فإن الوضع الحالي يتطلب سياسات مرنة من قبل المؤسسات التعليمية وأساتذة الجامعات والمدراس، لمحاربة سياسة التجهيل التي يحاول الاحتلال فرضها على سكان قطاع غزة.
ونوهت إلى أن التعليم ليس رفاهية بل حاجة ملحة خاصة للفتيات فلا يعقل تحول جيل كامل لجيل أمي لا يفقه القراءة أو الكتابة ولا يعرف شيء في الثقافة العامة، كون المرأة هي من تربي الأجيال يجب عليها التمسك بحقها ومواصلة التعليم لأنه جزء أساسي من نضالها في الحياة، ومقدرتها على مواصلة الحصول على حقوقها وخطوة في سبيل توليها المراكز القيادية.
وعن صعوبات التعليم الإلكتروني، بينت أن عدم توافر الإنترنت في شمال قطاع غزة وغلاء ثمن الحصول على الخدمة هو ما يمثل كابوس بالنسبة لغالبية الطالبات، حيث أن تكلفة اليوم الواحد كان أقل من ربع دولار وأن اليوم في ظل الحروب قد ارتفعت إلى دولارين ونصف في اليوم، عدا عن تكلفة شحن الأجهزة كون مدينة غزة حرمت من الكهرباء منذ أول يوم في الحرب.
وأضافت آية الجرجاوي أن حرق الكتب والدفاتر كوقود للخبز وانعدام المصادر التعليمية من كتب وأبحاث هو ما يشكل أزمة حقيقة، حيث أن المراجع الإلكترونية قد لا تكون فعالة عند دراسة مواضيع معينة ذات اختصاص دقيق، وزيادة التكلفة التي يطلبها مدرسيّ الجامعات من أوراق بحثية وأوراق عمل في مدة زمنية قصيرة تجعل من المستحيل تسليمها في الوقت المحدد.
وأوضحت أنها تخرج كل عدة أيام من منزلها إلى أقرب نقطة إنترنت وتقوم بتحميل كافة المحاضرات والواجبات المقرر تسليمها، ثم تعود للمنزل وتشاهد تلك المحاضرات وحدها كي تلخص ما ورد فيها وتقوم بالتحضير للمواد الأخرى، مشيرةً إلى أن ذلك كله انهار عندما تلف هاتفها الذكي ولم تجد هاتف واحد لشرائه أو قطع غيار لإصلاحه، وإن وجدت يكون ثمنه باهظ أي بثمن شراء مركبة.
ولفتت إلى أنها تحاول تفادي المشكلة من خلال استخدام هاتف والدتها أو أحد أشقائها كي تكمل ما بدأته، لكيلا تعود بعد تلك المدة الزمنية الطويلة من الدراسة وكأنها لم تدرس أبداً، وأنها دوماً تشجع صديقاتها وشقيقاتها أن تفعلن مثلها ولا تستسلمن للضغوطات التي تفرضها الحياة لأنهن أقوى منها.
وعن الامتحانات، أوضحت أن نظام الامتحان مفتوح، حيث يبدأ بتوقيت العاشرة صباحاً ويغلق بتوقيت السادسة مساءً ويمكن للطلبة اختيار أي ساعة خلال النهار لتقديم الامتحان خلالها، أما إذا ما فصل الانترنت بشكل اجباري فإنه يسمح للطلبة بإعادة المحاولة لمرات عدة كي لا تضيع جهودها عبثاً وتستطيع الإجابة عن كافة الأسئلة المقررة التي تعبر عن مدى فهمهم للمادة التعليمية.
ولا تنقطع محاولات آية الجرجاوي، في تذليل العقبات خاصة تلك التي تنحصر بطباعة الأوراق والحصول على القرطاسية في بلد أتلف الهجوم بها أي محاولة بسيطة للتعليم أو الثقافة، منوهة إلى أن الحصول على كتاب ورقي واحد للمقرر الدراسي قد يكلفها ما يقارب 50 دولار في وقت تشتد به المجاعة والظروف الميدانية الخطرة يوماً بعد يوم.