'التهديدات التركية لن تمنحنا إلا التكاتف والقوة'
نددت نساء منطقة صرين بشمال وشرق سوريا بهجمات الدولة التركية وتهديداتها المستمرة باحتلال مناطق أخرى
دلال رمضان
كوباني ـ ، وأكدن أن تلك التهديدات لا تزيدهن إلا اصراراً وقوةً وتكاتفاً في سبيل الدفاع عن أرضهن وحمايتها من الاحتلال.
منذ بداية الأزمة السورية التي بدأت مطلع عام 2012 والدولة التركية زجت نفسها في الصراع السوري، وحاولت بشتى الوسائل السرية والعلنية ومن خلال تقديم الدعم المادي واللوجستي للجماعات المسلحة والتطبيل الإعلامي لهم لتأجيج الصراع.
وبعد فشل ما يسمى الجيش الحر وجبهة النصرة بدأت بتقديم الدعم اللوجستي والمادي لداعش الذي سيطر على العديد من المناطق في شمال وشرق سوريا، ولكن بعد القضاء عليه من قبل وحدات حماية المرأة والشعب، وقوات سوريا الديمقراطية والتي بدأت عملياتها العسكرية من مدينة كوباني عام 2015 وانتهت بآخر معقل للمرتزقة في بلدة الباغوز بريف دير الزور عام 2019، هاجمت الدولة التركية بشكل مباشر واحتلت عدد من المناطق.
وبعد أن احتلت جرابلس وإعزاز احتلت الدولة التركية مدينة عفرين في بداية العام 2018 بعد ارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين العزل، كما هاجمت كل من مدينتي تل أبيض/كري سبي، ورأس العين/سري كانيه عام 2019 مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً.
حول الهجمات والتهديدات المستمرة من قبل تركيا لاحتلال مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا قالت نائبة الرئاسة المشتركة لمنطقة صرين إيناس جاسم "نرفض التهديدات التي تطال مناطقنا من جميع الدول التي تسعى لاحتلالها، فعند سيطرة مرتزقة داعش على منطقة صرين في عام 2014 عانينا كثيراً، وهجرنا من بيوتنا، أما من بقي فعاش حياةً صعبة في ظل سيطرة المرتزقة"، وأضافت "لا نريد الحرب التي دمرت مناطقنا فمن حقنا أن نعيش بسلام في كنف الإدارة الذاتية".
ولأنهم عاشوا الحرب يرفضون بشكل قاطع التهديدات "النساء وبشكل خاص عانيين كثيراً خلال سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة ودفعن الثمن الأكبر لوحشيته، لذلك لا نريد أن تدخل تركيا مرة أخرى مناطقنا من خلال جماعاتها المرتزقة، الذين هم من بقايا الدواعش ويحاولون العودة مرة أخرى إلى المناطق المحررة". داعيةً جميع النساء للتكاتف لرد الظلم عنهن جميعاً.
ومن جهتها رفضت عضو بلدية صرين كريمة الملا التهديدات التركية واستنكرت سياستها بحق مكونات وشعوب المنطقة "نحن شعب مسالم ونريد أن نعيش بسلام، ونرفض الحرب التي تهددنا بها تركيا مراراً وتكراراً"، وأضافت "تركيا تسعى لتخريب المنطقة وتغيير ديمغرافيتها؛ فأينما حلت هي ومرتزقتها يحل الخراب".
وناشدت الدول العربية للوقوف في وجه أطماع تركيا والتي باتت واضحةً من خلال تدخلها في شؤونها واستغلال الأزمات التي تحل بها، وأكدت أن على الضامن الروسي لعب دور فعال في حماية المنطقة من أطماع تركيا التوسعية.
وأكدت على وحدة وتكاتف مكونات المنطقة "نحن مكونات شمال وشرق سوريا نعيش بسلام، ومهما حاولت الدولة التركية زرع الفتنة بيننا من خلال الهجمات والتهديدات لا تستطيع تفرقتنا بل تزيدنا قوةً وإصرانا للدفاع عن مناطقنا وحماية مكتسباتنا وثقافتنا التي دافعنا عنها منذ بداية الأزمة السورية".
فيما أوضحت عضو مؤتمر ستار من منطقة صرين نهلة يوسف أن "التهديدات ليست بالجديدة وهدفها تهجيرنا وتشريدنا"، مؤكدةً أن "جميع مكونات المنطقة ونساء صرين نرفض هذه التهديدات وسنقف يداً واحد وصفاً واحداً ولن تخفينا التهديدات".
وأكدت بأنهم كمكون عربي يعيشون في ظل الإدارة الذاتية بكل حرية وديمقراطية "قوات سوريا الديمقراطية تشمل جميع المكونات وتدافع عنها جميعاً وبفضلها تحررت جميع المناطق التي كانت تحت سيطرة مرتزقة داعش المدعومة من الدولة التركية، ولذلك لا نقبل بأي قوة أخرى غير قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة لأنها الوحيدة التي سوف تحمينا وتدافع عنا".