التدريب وسيلة لتوعية النساء وتعريفهن بتاريخهن وحقوقهن

تعمل الأكاديميات الخاصة بالمرأة على افتتاح دورات تدريبية من أجل تعريف النساء بتاريخهن ورفع مستوى وعيهن لأنهن الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ يعد التدريب وسيلة للوصول لمجتمع ديمقراطي حر ولإعادة تاريخ وحقيقة المرأة والمجتمع كما تساهم الأكاديميات الخاصة بالنساء بافتتاح دورات توعوية لتغيير واقع المرأة والمجتمع.

يعتبر التدريب من أهم مقومات حماية الشعوب والمرأة ويعد عاملاً أساسياً في القيادة وتحسين بيئة المجتمع للوصول لمجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة، كما يمنح الإنسان للتعرف على ذاته، ويساهم في تطوير المجتمع ونهضة الأمم وازدهارها.

تقول الإدارية في أكاديمية "آدار هارون" الخاصة بتجمع نساء زنوبيا على مستوى المناطق المحررة ليلى محمد إن "الدورة التدريبية التوعوية التي قمنا بافتتاحها ستستمر لمدة عشرين يوماً وتضم 22 امرأة من المناطق المحررة، تتلقين خلالها مصطلحات تاريخ المرأة وأسلوب الخطابة، لذلك هناك إقبال وتفاعل من قبل المنضمات للتدريب".

ولفتت إلى أن النساء انضممن إلى الدورة التوعوية كان لديهن دافع التعرف على ذاتهن وتاريخهن وحقيقتهن، خاصةً بعد الأزمة السورية التي تركت أثراً كبيراً عليهن، وجعلتهن تبتعدن عن حقيقة جوهرهن "من خلال التدريب تحاول النساء إعادة تاريخهم والتعرف عليه، لأنها الوسيلة الأهم لتوجيه المجتمعات وتحريرها من الاستعباد".

وعن أهمية التدريب والذي ركز عليه أغلب الفلاسفة والعلماء ومن بينهم القائد عبد الله أوجلان أوضحت أن القائد أوجلان قال إن "التدريب كالماء والأوكسجين والهواء لا يمكن العيش بدونه ولا يمكن التخلي عنه، لأنه بالتدريب نعيد حقيقة المجتمعات والتاريخ".

وحول دور التدريب في رفع الوعي لدى المجتمعات والمرأة أضافت أن التدريب ساهم في رفع الوعي لدى النساء وتغير واقعهن، فكل النساء اللواتي انضممن للتدريب ستقمن بتوعية النساء في المحيط الذي تعشن فيه، لأنه إذا علمت امرأة فأنك تعلم مجتمعاً كاملاً، ولأن المرأة بطبعها معطاءة تعطي كل ما تتعلمه".

عاشت المرأة سنوات طويلة من التهميش نتيجة الذهنية الذكورية السلطوية التي حددت دورها في المنزل وفي بعض المجالات فقط، بينما اليوم ونتيجة الوعي الذي وصلت إليه المرأة نراها تتواجد في أماكن صنع القرار وباتت الرئيسة المشتركة فتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية ساهم في تغير واقع النساء، وفق ما أوضحته ليلى محمد.

وعن الخطط القادمة لتطوير آلية التدريب أكدت أنهم يقومون بإعطاء محاضرات عن الحياة والشخصيات المناضلة "نسعى لتطوير هذه الآلية لإيصال الصورة الصحيحة للمتدربات، لذلك على النساء تدريب ذواتهن، وسنحاول خلال الأيام القادمة الوصول إلى كافة النساء للانضمام إلى التدريبات".

 

 

"المرأة المحررة تستطيع تحرير مجتمع بأسره"

بدورها قالت المتدربة هيفي محمد عبد القادر من مقاطعة منبج "إن انضمامي للتدريب كان بهدف تغيير واقع المرأة فمهما قلنا إن المرأة باتت محررة لكنها لا تزال تعاني من ضغوطات المجتمع والذهنية الذكورية"، مشيرةً إلى أنها تلقت العديد من الدروس المتعلقة بتاريخ المرأة "أدركنا خلال التدريبات حقيقة واقع المرأة في المجتمع الطبيعي والاكتشافات والإنجازات التي حققتها، كما أن التدريب ضم العديد من نساء من أغلب المناطق من أجل تبادل الأفكار والتعرف على واقع كل منطقة لأن معاناة المرأة تختلف من بيئة إلى أخرى".

وأوضحت أنه "إذا قمنا بالتعمق بواقع المرأة في مقاطعة دير الزور سنرى أن هناك نساء لا تزلن تعانين من العادات والتقاليد البالية والتشدد والذهنية الذكورية فواقع النساء هناك أشد مرارة من باقي المناطق، لذلك للتدريب في مثل هذا الوقت وفي ظل ما تشهده المنطقة من إنجازات وتطورات وهجمات وانتهاكات من قبل دولة الاحتلال التركي أهمية كبيرة".

"من خلال التدريب يتم مناقشة حقيقة السياسة المعادية والحرب الخاصة التي يتم تسييسها على الشعوب من انتشار لظاهرة المخدرات وغيرها الكثير من الأمور، كما نحاول مجابهة هذه التحديات التي تعترض طريقنا فالمرأة المحررة تستطيع أن تحرر مجتمعاً باسره، وفق ما قالته هيفي محمد عبد القادر.

ولفتت إلى أن المرأة التي تتلقى التدريب ستتمكن من معرفة حقوقها وسيصبح لها إدارك ووعي أكثر وتستطيع نشره بدءاً من أسرتها وصولاً إلى المجتمع حيال الحروب الخاصة التي تشهدها المنطقة من قبل الجهات المعادية، "بعد انضمامنا للتدريب أدركنا حقيقة وجوهر المرأة بكل تفاصيلها، وكيف حاربتها السلطة وسلبت منها حقوقها، كما تعرفنا على حقيقة النساء المناضلات وكيف وقفن بوجه السطلة التي حاربتهن لأنه بإمكانهن تحرير المرأة المجتمع بأكمله".

وعن أهمية التركيز على بناء مجتمع أخلاقي وسياسي خلال التدريبات المكثفة بينت هيفي محمد عبد القادر أنه خلال التدريب يتم التركيز على هذه النقطة لأن المجتمعات التي لا تمتلك الأخلاق ستتجه إلى حافة الهاوية، فالمجتمع الأخلاقي لا يحتاج إلى قانون، ويقول القائد أوجلان أنه ضد فكرة تأسيس الدولة لذا نسعى إلى تطبيق فكرة وهي بناء الإدارات الذاتية التي تأخذ صلاحياتها من الشعب ويدير نفسه بنفسه، لذلك نرى كيف تتم محاربة هذا المشروع الذي يقف عائقاً أمام مصالح الدول الرأسمالية.

ووجهت رسالة للنساء أن التدريب هو سلاح ذو حدين من أجل توعية المرأة لمواجهة كافة العوائق والتحديات خاصة في ظل نظرة المجتمع الدونية تجاهها، فعليها أن ترى نفسها بحقيقة جوهرها على أنها أساس المجتمع.

 

 

من جهتها قالت المتدربة أسماء محمود شحادة من مقاطعة الرقة إن الدافع الأساسي وراء انضمامها للتدريب هو التعرف على فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي يهدف لتحرير المرأة وتغيير واقعها وتحقيق المساواة في المجتمع للوصول لمجتمع أخلاقي وسياسي، مؤكدةً أن الإنسان بحاجة للتدريب للوصول للتحرر الفكري "استطعنا كنساء التعرف على تاريخنا خاصة بعد تطبيق نظام الرئاسة المشتركة الذي يعد نموذج فريد من نوعه في المنطقة"، مشددةً على ضرورة اخضاع النساء للتدريبات الفكرية التي تساهم في معرفتها لحقيقة جوهرها وتاريخها ولبناء شخصية قوية.