الصحفيات في الرقة... خطوات نجاح كبيرة وسط معوقات عدة
بالرغم من المعوقات الجمة تقدم الإعلاميات إنجازات عديدة في مجال الإعلام ومساهمات ومساعي لتغيير النظرة النمطية ضمن المجتمع وإيصال الصوت النسوي للرأي العام.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ تواجه الصحفيات في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا العديد من المعوقات نتيجة رواسب الفكر الإرهابي المتطرف الذي سيطر على المنطقة والعادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع والذهنية الذكورية المؤثرة على واقع المرأة، لكنها تخطي خطوات نجاح مبهرة وسط كافة العراقيل لتثبت كيانها وتكون صوت النساء والمجتمع.
مثلت المرأة نسبة جيدة في مجال الإعلام في أغلب دول العالم لكنها كانت شكلية فقط ولم يكن بإمكانها لعب دورها كصحفية بفكر ورأي المرأة، لكن في إقليم شمال وشرق سوريا كان الأمر مختلفاً تماماً فمع ثورة روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية أتيح المجال أمام النساء لإبراز دورهن في كافة الساحات وأبرزها مجال الإعلام فأثبتن ذواتهن، ومثلن صوت النساء واستطعن إيصال معاناة وكفاح ونضال المرأة في المنطقة إلى العالم.
وحول ذلك قالت الصحفية في تلفزيون روج آفا في مقاطعة الرقة بيرفان دودخ "بداية كل عمل دائماً ما تكون هنالك عوائق ومصاعب وظروف تعرقل سيرورة العمل، لكن رغم أنها تجربة جديدة في المنطقة وخاصة الرقة والسنوات السوداء التي مرت عليها إبان سيطرة مرتزقة داعش، لعبت الإعلاميات دور حقيقي واستطعن إيصال صوت الشعوب إلى الرأي العام العالمي".
وحول تأثير العادات والتقاليد البالية ورواسب الفكر الإرهابي في المنطقة على واقع المرأة في المجتمع بشكل عام بينت أن "المرأة عانت من العادات والتقاليد البالية التي أثرت بشكل سلبي وكبير على واقعها في المجتمع وخاصة في الرقة، من جهة الدين الذي أتبعوه بمنحى آخر وخاصة خلال حقبة سيطرة داعش على المنطقة، حيث كان له تأثير بالغ على المرأة، بالإضافة إلى العادات الدخيلة في المجتمع"، مشيرة إلى أن المرأة تحاول محاربة ذلك لتتحرر من القيود التي فرضت عليها والأفكار التي زرعت بداخلها.
وعن نسبة تمثيل المرأة في مجال الإعلام أشارت إلى أن "نسبة تمثيل النساء في مجال الإعلام تبلغ الـ 50% لكنها ليست بالمستوى المطلوب ويعود ذلك للأسباب التي تقيد المرأة ونظرة المجتمع التي ترى أنه لا يمكن للمرأة أن تكون بهذا المجال وأن صوتها عورة"، مشيرةً إلى أن الصعوبات تتمثل في إيجاد مقدمات للبرامج التلفزيونية، فهن تخشين الظهور على شاشة التلفزيون وأمام الكاميرا، خوفاً من نظرة المجتمع.
ولفتت إلى أنه رغم كافة المعوقات والحقب السوداء التي مرت لكن هناك خطوات نجاح خطتها النساء في مجال الإعلام "استطاعت المرأة من خلال العمل الذي تقوم به أن تثبت نفسها، وأن تكون إعلامية ناجحة وصوت النساء وتوصل صوت المجتمع والحضارات والثقافات والواقع في المنطقة، فالإعلام بات مرآة المرأة في المجتمع".
وعن مساعيهن في مجال الإعلام أوضحت أنه "من خلال عملنا كإعلاميات وصحفيات ومراسلات ومقدمات برامج في التلفزيونات والوكالات نسعى لتسليط الضوء على دور المرأة في المجتمع وكافة المجالات وتأسيس برامج وأعمال خاصة بالمرأة لنكون قادرين على أثبات دورها وإيصال صوت الحقيقة".
ومن جانبها قالت الصحفية في دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا ومقدمة برنامج منبر المرأة في تلفزيون المرأة عذراء السعدو إنه "مع بداية انخراط المرأة في المجال الإعلامي بالمناطق المحررة الأربعة واجهت العديد من الصعوبات والتحديات أبرزها المفاهيم الخاطئة التي يتمسك بها المجتمع والتي أثرت بشكل كبير على المرأة لكن بإصرارها استطاعت أن تحقق تطور ملحوظ في هذا القطاع، من خلال تغطيتها ومواكبة كافة الأحداث الهامة والمصيرية، كان له حضور بارز في الجبهات الأولى ونقلت صورة الحقيقة للعالم أجمع".
وأوضحت أن "واقع الإعلام في مناطقنا يختلف عن باقي المناطق، فالمرأة أبرزت فكرها ورأيها ولونها ولعبت دور محوري، وكان أبرزها افتتاح قناة تلفزيونية ووكالة خاصة بالمرأة"، مشيرةً إلى أن المرأة لعبت دور بارز في توعية المجتمع والمرأة من خلال التقارير والبرامج الاجتماعية والسياسية التي قدمتها في ظل كافة التحديات والحرب الخاصة والسياسيات المعادية التي تواجه شعوب المنطقة، واستطعن إثبات ذواتهن في كافة المجالات.
وأكدت أنهن كصحفيات تبذلن جهود مضاعفة لتكن صوت النساء في المنطقة وصدى لكل قصة نضال ومعاناة وكفاح خاضتها المرأة في المجتمع.