السليمانية ـ لقد بنى النظام الرأسمالي بقائه على استهداف النساء. تتحول المرأة إلى سلعة وتستخدم في أسواق الموضة والجمال. تهدف هذه السياسة الرأسمالية إلى تضليل مكانة المرأة وهويتها، لأنهم يؤمنون بالفلسفة القائلة بأن حرية المرأة هي حرية المجتمع ومن خلال استعبادهم لشخصية المرأة، فإنهم يستعبدون المجتمع من خلالها وينفذون كل خططهم.

شاتو محمد صحفية من إقليم كردستان تحدثت عن تاريخ عمليات التجميل بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية بالنسبة للجنود الذين تضررت وجوههم في المعارك وقالت إنه تم استخدام التجميل للعلاج، ولكن مع مرور الوقت، غيّر النظام الرأسمالي هذه الجراحة التجميلية من الضرورة إلى كسب رأس المال لافتةً إلى أن هذه الممارسة في تطور مستمر وتعتبر النساء المصدر الرئيسي لرأس المال لرجال الأعمال في النظام الرأسمالي.

ولفتت إلى أن عمليات التجميل منتشرة على نطاق واسع في إقليم كردستان "علينا أن نفرق بين عمليات التجميل فقد أصبحت هذه الجراحة شائعة ويخضع الكثير من الأشخاص لها دون دواعي طبية، وصلنا لمرحلة لا يمكن التعرف على الأشخاص لأنهم جميعاً متشابهون".

 

النظام الرأسمالي يشكل الاقتصاد وفقاً لمصالحه الخاصة

وعن وعي الفرد ضد استخدامات النظام الرأسمالي والذي يستهدف الشابات بشكل خاص تقول "جانب آخر من جوانب الجراحة التجميلية هو كسر الشخصية، مما يجعل الفرد يبدأ في المقارنة بينه وبين الآخرين، وهو ما يحدث باستمرار في المدارس والجامعات وقد تعلمنا أن هناك من هو أفضل منا، مما يجعلنا نبدأ في تغيير أنفسنا، سواء جسدياً أو في الملابس أو التصرفات، ونعتقد أنه بهذا التغيير يمكننا أن نصبح أشخاص أفضل دون أن ندرك أننا ندمر بسبب هذا الوضع ثقتنا بأنفسنا وسنخسر، ويجب ألا ننسى أن النظام الرأسمالي يعمل باستمرار على جعلك تنفق اقتصادك حسب رغبته".

وترى أن "معيار الجمال يختلف من زمن لآخر فإذا عدنا إلى ما قبل الثمانينات، فالأمر مختلف تماماً عما هو عليه اليوم، لأن هذا هو النظام الذي يقرر الآن ما يجب أن يكون عليه الجمال على سبيل المثال، كانت السمنة معياراً للجمال، ولكن بعد ذلك أصبحت النحافة معياراً للجمال ويحاول الناس إنقاص الوزن. أن هذه مشكلة وبالتالي النظام يعمل على الفرد كسلعة، وليس أنك شخص حقيقي، لذلك علينا أن نعمل على ذلك دعونا ننشر الوعي ونخبرهم أنه يجب عليكم أن تنظروا إلى أنفسكم كبشر، وليس كسلع تستخدمها الرأسمالية".

 

"على المرأة أن تكون يقظة"

وسلطت شاتو محمد الضوء على دور المرأة في المجتمع، والتي يستهدفها النظام دائماً حتى لا تتمكن من ممارسة دورها وإرادتها "عندما نقول النظام فإننا نعني الرأسمالية والذكورة التي تحاول دائماً صرف انتباه المجتمع عن قضايا مختلفة بحيث لا يكون واعياً، المرأة هي أحد أهداف النظام الرأسمالي والأبوي والرجال يخافون دائماً من المرأة الواعية، لذلك يريدون نساءً بعقلية رأسمالية وذكورية".

وأكدت أن "النظام لا يريد أبداً امرأة واعية، يريد السيطرة على النساء ولذلك فإن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو وعي المرأة وضرورة معرفة نفسها وإدارتها".