العنف ضد المرأة يسلبها أرادتها وقوتها
في ظل الأزمات المتعددة تعاني المرأة من العنف الذي يتسبب بفشلها في الحياة ويسلب أرادتها وقوتها
ريم محمد
الرقة ـ لزيادة الوعي المعرفي لدى المجتمع يجب لفت الانتباه إلى آفة العنف ضد المرأة التي تتسبب بتحطيم معنوياتها وتهميش دورها وانتهاك حقوقها، وهذا يجعل النساء غير مرئيات ويدفعهن بعيداً عن الفضاء العام.
حول الآثار السلبية للعنف الممارس ضد المرأة قالت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا خود العلي "عندما نتحدث عن المرأة يجب أن نتحدث عن المجتمع الذي تعيش فيه، وخاصةً في الشرق الأوسط فدائماً ما تكون المرأة مكبلة بسبب الأفكار الرجعية والأنظمة السلطوية الحاكمة بحيث يتم سلب إرادتها وحقوقها، ويحاصرها المجتمع لمنعها من أخذ دورها كشخص فاعل".
وأشارت إلى أن للعنف العديد من الأشكال، وتمارسه مختلف الجهات من العائلة والمجتمع إلى الأنظمة السلطوية، مبينةً أن "كل هذه الأسباب تجعل من المرأة شخصاً ضعيفاً ليس لديه القوة والإرادة".
وحول العنف الذي يمارسه المجتمع قالت "المجتمع يعنف المرأة عندما لا يعطيها حقها بالتعلم والعمل والانتخابات، أو أن تساهم في تطوير المجتمع، وهذا ما يؤثر على الحالة النفسية للمرأة ويخلق مجتمع ضعيف وغير متزن".
أما عن طرق الحد من العنف ضد المرأة بينت "لدينا الكثير من السبل للحد من العنف لضمان حقوق المرأة في المحاكم وفي القانون، ونستطيع الحد من هذا العنف عبر التوعية ووسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكدةً أنه "على المرأة أن تمتلك القوة لتقديم الشكوى على من قام بتعنيفها لتأخذ حقها ولتكون مثال لغيرها ممن لا تستطعن أن تمنعن العنف الممارس عليهن مثل زواج القاصرات وحرمانهن من الميراث".
وأضافت خود العلي أن هناك العديد من الوسائل التي نتواصل عن طريقها مع المرأة وهي "الندوات والاجتماعات لتعريف المرأة على ذاتها وكيف يمكنها أخذ حقها وإثبات نفسها فالعنف يدفع النساء للانتحار أو الطلاق أو الأمراض النفسية كالاكتئاب".
وقالت عن الآثار التي يتركها العنف على شخصية المرأة "عندما تعنف المرأة نفسياً تدخل في دوامة الحزن والاكتئاب وعدم توازن أفكارها، فتهتز شخصيتها وتسلب منها الإرادة والتصميم على مقاومة الحياة بصعوباتها، كما أن تعنيف المرأة جسدياً يعني سلب إرادة المرأة واستعبادها".
وأشارت خود العلي إلى أنه "عندما حاولت المرأة أخذ دورها في مجال السياسة لاقت صعوبة بسبب الموروثات المجتمعية، فالرجل يخشى من المرأة التي تمتلك قراراً، فالذهنية المتسلطة لا تعني فقط الرجل بل إنها تعني السلطة وبعض النساء أيضاً".
واختتمت خود العلي حديثها بالتأكيد على أنه "يجب على المرأة أن تعرف قيمة نفسها وتكون امرأة قوية وتدافع عن حقها أينما كانت، وحقوقها في المجتمع لتنشئ جيل قوي ومتماسك".