العنف المنزلي ظاهرة تفتك بالأطفال والنساء في إيران
على المرأة أن تكسر صمتها وتتجاوز الشعور بالخوف من العنف، والتعاون مع المعنفات الأخريات لإعادة دمجهن بالمجتمع والحياة.
شبنم توكلي
طهران ـ على الرغم من كل القوانين الجديدة والتغيرات الثقافية، إلا أنه لا يزال العالم في العصر الجديد يشهد كافة أشكال العنف ضد المرأة وسط تجاهل حقوق الإنسان من قبل المجتمع والأفراد، وسيكون الحصول على السلام والحرية على الأقل بالنسبة للعديد من النساء، حلماً بعيد المنال.
في أغلب الأحيان يحرم العنف المرأة من فرصة صقل موهبتها وإمكانية النمو والتقدم في مختلف الأبعاد الثقافية والاجتماعية، فالمرأة التي تتعرض لكل أشكال العنف تعيش في خوف وقلق دائمين، وهو ما يدفعها في أحسن الأحوال إلى اليأس والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات، فهو يسبب أمراضاً نفسية وفي أسوأ الأحوال يؤدي إلى الانتحار، ومن ناحية أخرى، تشير الإحصائيات إلى أن النساء اللواتي تتعرضن للعنف أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهن.
تقول راحلة. ب البالغة من العمر ( 42 عاماً)، وهي أم لطفلين، عن حملها المؤلم "حدثت خلافات كثيرة بيني وبين زوجي، بإصرار من العائلة وإيماناً منا أنه إذا كان لدينا طفل ستختفي الخلافات من تلقاء نفسها، لذلك قررنا أن ننجب طفلاً، ولكن على العكس تماماً فقد أخذت تلك الخلافات شكلاً مختلفاً حيث أصبح زوجي يشتمني ويسخر من مظهري في الوقت الذي كنت بحاجة فيه للمزيد من الاهتمام والحب، وعلاوة على ذلك اكتشفت خيانة زوجي لي، فقررت إجهاض الجنين عدة مرات ثم أنهي حياتي، لكن في كل مرة كانت إحدى صديقاتي المقربات تثنيني عن ذلك. زوجي جعلني أفقد ثقتي بنفسي، وبعد الولادة أصبت باكتئاب وأخذت الحبوب والاستشارة لفترة طويلة، ومن ثم قررت أن أبدأ مشروعاً خاص بي، لأنني أعتقد أن الاستقلال المالي هو أول خطوة نحو نجاح المرأة".
الأشخاص الذين يتعرضون للعنف الأسري، والذي يعد من أكثر أشكال العنف شيوعاً، هم النساء والأطفال، وقد تتعرض النساء لأشكال عديدة من العنف المنزلي خلال حياتهن، وذلك بسبب الاعتقاد الخاطئ السائد بين المجتمع.
وتقول نازنين. م البالغة من العمر (39 عاماً) إنه "لم يسبق لي أن تعرضت للإيذاء الجسدي من زوجي، لكني أعرف رجالاً كثيرين ضربوا زوجاتهم، حتى والدي كان كذلك، ووالدتي بعد سنوات من تقديم الشكوى ضده، انفصلت عنه. عشت طفولة صعبة، كل ذكريات طفولتي كانت صوت بكاء والدتي تحت لكمات وركلات والدي بعد عودته من العمل غاضباً بسبب مشاجرة بينه وبين صاحب العمل. لم نكن نفهم شيء كنا نلعب ونضحك، والآن بعد مرور سنوات عديدة، لم أنسى هذه الذكرى، ومنذ سنوات وأنا أستيقظ على كابوس معارك والدي وأعتقد أن جميع الرجال قساة ومخيفون مثله".
وأضافت "على الرغم من أن شقيقي يحاول جاهداً ألا يكون كذلك مثل والدي، إلا أنه أصبح عصبياً للغاية لأنه مر بطفولة صعبة، كما تأصل الخوف بداخلي وعدم الثقة في نفسي. من سيعوض شقيقي وطفولتي الصعبة وشباب والدتي الضائع؟ والآن بعد أن أصبحت أماً، أقول لطفلتي باستمرار إنها يجب أن تحاول أن تكون فتاة قوية ومستقلة قدر الإمكان، أي لا تعتمد على أي شخص".