'المواكبة النفسية للنساء ضرورية لاستعادة استقرارهن النفسي ودمجهن في الحياة'

أكدت الناشطة نوال مستطاع أهمية المواكبة النفسية للنساء اللواتي تتعرض للعنف بمختلف أشكاله، لاستعادة استقرارهن النفسي ودمجهن في الحياة العامة والخاصة.

حنان حارت

المغرب ـ تتعرض النساء اللواتي يمارس عليهن العنف إلى صدمات نفسية تؤثر على مسار حياتهن، ما يجعل المواكبة النفسية أمر ضروري من أجل استعادة التوازن والاندماج في حياتهن اليومية.

أكدت الناشطة المدنية المتخصصة في المواكبة النفسية للنساء في وضع صعب نوال مستطاع، أن المرأة التي تتعرض للعنف بمختلف أشكاله، يمكن أن تخلق لديها العديد من الصدمات النفسية التي تؤثر على حياتها اليومية، مشيرةً إلى أن الأذى النفسي الناتج عن ذلك يمكن أن يستمر على المدى المتوسط والبعيد، بحيث يظهر في شكل اكتئاب أو قلق، ويمكن أن يدفعها إلى الانتحار.

وأكدت على أهمية المواكبة النفسية للنساء المعنفات في وضعية صعبة، ودورها في إدماجهن في الحياة العامة والخاصة، حيث أنّ إعادة الاستقرار النفسي يدفعهن إلى اتخاذ خطوات مهمة في حياتهن اليومية وتحريرهن من بطش السلبية وأي محن قد تعترض سبيلهن، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف ضد النساء ظاهرة عالمية وليست بجديدة، ولا ترتبط بدولة ما أو بالمغرب على وجه الخصوص.

وأوضحت أن ظاهرة العنف كان فعلاً مسكوت عنه بشكل تام، لكن ونتيجة لنضالات المجتمع المدني والحركات النسائية تم كسر "التابوهات" والشروع في معالجة أسبابها ومحاربتها، مضيفةً أن القوانين التي حققها المغرب بفضل النساء لمكافحة العنف، لم تفلح في الحد من ارتفاعها بسبب الذهنية الذكورية.

وحذرت من العنف الأسري الذي بات ظاهرة تفتك بالمغربيات، ويعد من أخطر ما تتعرض له النساء، إضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى استمرار تلك الظاهرة، لافتةً إلى أن العامل الثقافي يؤثر بشكل كبير في ارتفاع نسب العنف، لاسيما وأن بعض الكتب المدرسية تتضمن محتويات تكرس الصور النمطية والدونية إزاء المرأة.

ودعت إلى ضرورة تغيير ثقافة المجتمع وتكريس الوعي لدى الجنسين، معتبرةً أن عمل المجتمع المدني يجب أن ينصب على محاربة العادات والتقاليد البالية، لجعلها تنخرط في عملية نبذ العنف.

وقالت إن محاربة العنف ضد النساء والفتيات تحتاج إلى توعية الأهالي لنبذ ثقافة العنف ضد النساء، بالإضافة إلى زيادة وعي النساء بمكانتهن، وتمكينهن اقتصادياً حتى لا ترضخن لأي تعسف من قبل الرجال، منوهةً إلى أن العنف الرقمي ضد النساء، له آثار وخيمة يصعب علاجها في أمد قريب، فقد يبلغ مرحلة انتحار.

وحول مناهضة العنف ضد النساء والفتيات أوضحت أن تلك الظاهرة تقتضي محاربة ثقافة العنف بشكل عام لدى كافة فئات المجتمع والحد من انتشار العقلية الذكورية، داخل المجتمع والمؤسسات وإبراز قدرات المرأة ودعمها لا تقزيمها.

ودعت إلى تبني المقاربات بآليات قانونية جديدة من أجل تغيير العقليات وردع كل من تسول له نفسه ممارسة العنف "على الرغم من كل الظروف، ألا أن المرأة المغربية صامدة في وجه الأزمات التي تواجهها، قد تخونها أحياناً الثقة بنفسها، لكن سرعان ما تستجمع قوتها وتكسر حاجز الصمت بهدف وضع حد للعنف الذي تواجهه".