المرأة في شنكال: فلسفة العيش المشترك أساس لبناء مجتمع حر
أكدت النساء العربيات في قضاء شنكال أن تحرير المنطقة من رجس مرتزقة داعش كان نقطة تحول كبيرة في قضية تحرر المرأة والمجتمع وأن نظام الإدارة الذاتية هو النظام الأمثل لتعايش جميع الشعوب بمكوناته المختلفة بأمان وسلام
شنكال - .
في الذكرى السادسة لتحرير قضاء شنكال من مرتزقة داعش على يد مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعبHPG ، ووحدات مقاومة شنكال YBŞ و YJŞوالتي تصادف 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قالت كل من هنوف إسماعيل ونور عبد من المكون العربي في قضاء شنكال أنه بفلسفة القائد عبد الله لتحرير المرأة والمجتمع نحن النساء العربيات والإيزيديات في شنكال نمثل الحياة الحرة والتعايش المشترك بين الشعوب.
وشنت مرتزقة داعش في الثالث من آب/أغسطس عام 2014 هجوماً على قضاء شنكال وارتكبت العديد من المجازر بحق الشعب الإيزيدي والذي راح ضحيته أكثر من 5 آلاف شخص من نساء وأطفال وشيوخ، واختطفوا الآلاف من الإيزيديات وإلى الآن مصير المئات منهن مجهول. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015 وبعد معركة دامت أكثر من سنة تم تحرير المنطقة من رجس مرتزقة داعش وبدأت خطوات إعادة بناء المنطقة على نهج الأمة الديمقراطية تحت مظلة الإدارة الذاتية.
بعد 7 سنوات أين وصلت المرأة في شنكال؟
حول تحرير المنطقة قالت هنوف إسماعيل وهي إحدى النساء العربيات القاطنة في قضاء شنكال من قرية ربيعة أنه "عندما هاجمنا المرتزقة توجهنا إلى المناطق الداخلية كالموصل للحفاظ على أرواحنا ثم اتجهنا صوب روج آفا وهناك رحبوا بنا. وبقينا في مخيم الهول، وعند سماعنا بتحرير المنطقة على يد قوات الكريلا عمت فرحة كبيرة بيننا وما لبثنا أن عدنا. والآن نعيش بأمان وتآخي بين المكونين العربي والإيزيدي والمكونات الأخرى أيضاً، ونتمنى أن تدوم هذه المحبة بيننا وألا يفرق بيننا عدواً غاشم".
وبالنسبة لوضع المرأة وقضية تحررها في المنطقة أشارت هنوف إسماعيل إلى ما قبل المجزرة وما بعدها "لم يكن للمرأة سابقاً رأي في المجتمع، بل كانت مهامها محدودة في المنزل، وهذا الوضع البائس أزدادَ سوءاً بعد سيطرة داعش على المنطقة مدمراً وجود المرأة في الحياة".
وأضافت "بعد تحرير المنطقة من داعش وبفضل فلسفة القائد عبد الله أوجلان تعرفنا على معنى الحياة الحرة وضرورة تحرر المرأة وأنه كما للرجل حق في الحياة فالمرأة كذلك لها حق العيش بحرية وكرامة. الأمر الآخر والذي نفتخر به ونعتبره تطور كبير هو أننا نحن النساء عربيات وإيزيديات نعمل إلى جانب بعضناً البعض، لأن داعش بتعصبه وإرهابه حاول زرع الفتنة بيننا ولكن نحن النساء انتصرنا على هذه الحرب فنحن أخوات في الإنسانية ونظام الإدارة الذاتية مثال لاحتضان كافة الشعوب بمختلف مكوناتها".
المرأة العربية والإيزيدية قدوة لحياة ديمقراطية
نور عبد من المكون العربي من ناحية سنون التابعة لقضاء شنكال، تقول إنها فقدت أبنها وزوجها إثر هجوم داعش على المنطقة، "في بداية هجوم داعش كنا في مناطقنا وبعد أن شعرنا باقتراب الخطر هربنا، وأنا إحدى النساء اللواتي فقدت ابني وزوجي وبيتي وجميع أملاكي في هذا الاعتداء".
وتضيف "عند تحرير المنطقة كنا في روج آفا وعندما عم الفرح بيننا. وبعد عودتنا بدأ كل شيء يتطور تدريجياً وعلى وجه الخصوص المرأة تطورت وبدأت تسعى لنيل حريتها".
وفي ختام حديثها دعت نور عبد جميع النساء وعلى وجه الخصوص العربيات للانتفاض نيلاً لحريتهن "أنصح جميع النساء أن يسعين للاستفادة من تجربتنا، وأن يعملن لنيل حريتهن. يجب علينا كأمهات أن نربي جيل حر مبني على فكر يحترم حقوق المرأة ويشجع المساواة بين الجنسين. ونقول إن شنكال لنا وستبقى لأهلها بجميع مكوناتهم ومهما يحدث لن نتخلى عنها".