المرأة في خضم النضال الاجتماعي والقمع
عندما وصلت حركة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، قامت بقمع النساء تدريجياً، وبالإضافة إلى إغلاق أبواب وأماكن الدراسة والعمل، فقد أغلقت أيضاً الأماكن الترفيهية.
بهاران لهيب
كابول - باغ بابار هي واحدة من الأماكن التاريخية في أفغانستان، والتي تقع في العاصمة كابول، تم إنشاء هذه الحديقة عام 1528م على يد بابارشاه جوركاني.
بعد سنوات أصبحت هذه الحديقة من الأماكن الترفيهية، لكنها كانت خلال الحروب الأهلية من الأماكن التي نهبت آثارها التاريخية وتحولت إلى أطلال، وبعد عام 2001، تولت منظمة اليونسكو مسؤولية ترميم المناطق التاريخية التي دمرتها الحروب الأهلية، كما تم ترميم حديقة بابور.
وعندما وصلت حركة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، قامت بقمع النساء تدريجياً، وبالإضافة إلى إغلاق أبواب أماكن الدراسة والعمل، فقد أغلقت أيضاً الأماكن الترفيهية، بما في ذلك حديقة بابور، أمام النساء.
بالقرب من بوابة الدخول توجد محلات للحرف اليدوية كان بائعوها من النساء، ولكن الآن، كما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى لا توجد إلا القليل منهن، فبعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، انخفض عدد العاملين في باغ بابار من 120 شخصاً، 20 منهم امرأة، إلى 20 شخصاً، فقد تم طرد جميع الموظفات وبعض الرجال، ففي السابق، كان الموظفون يحصلون على أجور أفضل، لكنهم الآن يحصلون على القليل، رغم أن هذا العديد القليل مسؤول عن الصيانة والبستنة والتنظيف وحراسة الحديقة.
قبل سيطرة حركة طالبان، كانت الحديقة تستقبل ما بين 40 إلى 50 ألف زائر في أيام العطل، أما الآن، مع إغلاق أبواب المنتجع أمام النساء، فإن عدد الزوار اليومي لا يصل حتى إلى عشرة، كما أن إيرادات الحديقة أصبحت معدومة عملياً.
وفي أحد أجزاء الحديقة يوجد تمثال مغطى بالقماش ولا يسمح للزوار برؤيته، وفقاً لطالبان، التمثال هو صنم وبالتالي يعتبر من المحرمات، تقول فوزية هاشمي، إحدى النساء اللاتي كن تبعن المشغولات اليدوية ومثل ملايين الأفغانيات الأخريات، تشتكي من الوضع في ظل سيطرة حركة طالبان "أنا، مثل النساء الأفغانيات الأخريات، تضررت من طالبان بكل الطرق، في السابق، عملت معي حوالي 20 امرأة في إنتاج الحرف اليدوية، لكن الآن، مع القيود الحالية، ليس لدي حتى دخل لأعيل نفسي، وهناك امرأتان فقط لهما متاجر هنا. كل يوم، تضغط علينا حركة طالبان لمغادرة المكان لكننا تعهدنا بعدم الاستماع إلى كلماتها بأي ثمن، والنساء اللاتي أغلقن متاجرهن عانين اقتصادياً أكثر من خوفهن من تهديدات طالبان".
وأضافت "أنا وجميع الأفغانيات لا نخاف من هذه التهديدات ونحاول أن نكون صوت المرأة الأفغانية من خلال القيام بأشياء صغيرة. لا ينبغي الصمت، ويجب أن نتذكر أن طالبان لم تسمح لنا بدخول الحديقة في البداية، ولكن بإصرار كبير، تمكنا أخيراً من الدخول، وبعد التحدث مع واحد أو اثنين من موظفي الحديقة، أجبرونا على مغادرة الحديقة في أسرع وقت ممكن".
ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى امتلاك متجر "أقوم كل يوم بعقد دروس تدريبية للفتيات اللاتي فاتتهن فرصة التعليم، وأحاول تثقيف المرأة الأفغانية والنضال من أجل حقوقها من المجتمع الأبوي والأصولي".