المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش

المرأة الريفية الرائدة في بناء المجتمع والمجاهدة في كافة الاعمال الشاقة، ورغم ذلك هي مسلوبة اهم حقوقها وغير معترف بجهوده في المجتمع.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ تعتبر المرأة الريفية اللبنة الأساسية في مجتمعها، ورغم جهود النساء وتحملهن للكثير من الأعباء تتعرضن للتهميش وإنكار لدورهن.

تشكل نساء الريف بصفتهن مزارعات وعاملات في أغلب الأعمال الشاقة سواءً في مجال البستنة، وبائعات في السوق، ومربيات للمواشي ورائدات أعمال وقياديات في المجتمع، أكثر من ربع سكان العالم، وتمثّلن ما يقارب 43 بالمائة تقريباً من القوة العاملة الزراعية في الدول النامية خصوصاً، رغم ذلك لا يتم الاعتراف بجهودهن ويبقى دورهن مهمش وغائب، مع التطور الملحوظ لكن لا تزال المرأة الريفية تعيش واقع عاشته منذ قرون مضت.

وعن واقع المرأة الريفية وسط الظروف الصعبة التي فرضت عليها  بسبب الحروب التي تعرضت لها المنطقة والنزوح والأزمات الاقتصادية المزرية قالت متحدة المرعي أم لثلاثة بنات وسبعة أولاد نازحة من مدينة سفيرة تقطن في قرية حويجة الحبش بمدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا "نقوم بشكل يومي في كافة الأعمال الزراعية في سبيل الاعتماد على الذات وتأمين قوت يومنا، ففي ظل  الأوضاع المعيشية الصعبة وظروف النزوح المرأة الريفية عملت في مختلف الأعمال حتى الشاقة منها، فلا يقتصر عملها على شيء محدد من حصاد، وجني ثمار الأشجار والعناية بها، وكونه موسم جني الثمار لأغلب الأشجار المثمرة فنقوم بجنى محصول الدراق حالياً".

ولفتت إلى أنه "إضافة لما سبق كون المرأة في الريف يجب أن تربي عدد من المواشي سواء الأغنام أو الدجاج وغيرها، وبالتالي نبدأ عملنا منذ الصباح الباكر أحياناً قبل طلوع الشمس ولغاية فترة الظهيرة التي نحصل فيها على استراحة قصيرة قبل أن نعود لعملنا الذي يمتد حتى غروب الشمس"، ونقوم في صناعة الخبز بالطريقة البدائية"

وعن عمل النساء في الأراضي الزراعية قالت "في ظل ما يقع على عاتق النساء من أعمال زراعية وغيرها، تتحمل العبء الأكبر على عكس الرجل الذي تكون أعماله محددة، فالنساء هن من تتحملن مسؤولية بناء الأسرة والأعمال المنزلية اليومية إضافة إلى عملهن في الأرضي الزراعية بكافة أنواعها وتربية المواشي، وبالتالي يقع على عاتقها الجزء الأكبر في رفع اقتصاد البلاد، عملنا يساهم في النهوض بقطاع المواد الغذائية والخضار والفواكه والألبان والأجبان التي تصدر للمدن التي تعتمد بشكل كبير على منتجات الأرياف".

بالرغم من أن المرأة هي البنية الأساسية في المجتمع وخاصة الأرياف والتي يقع على عاتقها الكثير من المهام لكن مع كل ذلك تعاني من التهميش وحرمانها من أهم حقوقها في المجتمع، هذا ما أكدت عليه متحدة المرعي " نعاني من التهميش في المجتمع وصعوبات وصول المؤسسات المعنية بحقوق النساء"، كيف يمكن للمرأة ان تحصل على حقوقها المسلوبة؟" مجاوبةُ" كيف ستحصل على حقوقها من زوجها العاجز والتي دفعتني بان أصبح المسؤولية في كافة الأمور في الاسرة، اما من أبنائها الذين كل منهم ملتهى بعائلته".

وعن المعاناة الصحية التي تعيشها النساء الأرياف بشكل عام لفتت إلى أنه "في ظل عدم وجود مستوصفات ومشافي في القرى وبعدها عن المدن التي تضم العديد الخدمات الصحية، فنعاني أثناء حالات الطوارئ نتيجة بُعد المسافة والأمر الذي قد يهدد حياتنا"، ولتخفيف عبء المسافات هنالك العديد من النساء اللواتي لجئنا إلى تعلم أساسيات التوليد وغيرها من الخدمات الصحية كإعطاء الحقن وفتح الوريد، ومن هؤلاء النساء متحدة المرعي التي باتت قابلة في القرية " فالظروف الصعبة دفعتنا لتعلم العديد من الأمور".

وعن المعوقات التي تعترض طريقهن في العمل تطرقت "نعاني من قلة وجود مادة المازوت لتشغيل الجرارات لخدمة الأرضي الزراعية إلى جانب انعدام مياه الشرب مما يدفعني إلى الذهاب إلى محطات المياه لإحضار كميات قليلة من المياه".

وفي ختام حديثها ناشدت متحدة المرعي التنظيمات النسوية للنظر في أحوالهن "نطالب المؤسسات النسوية المساهمة في رفع الوعي لدى النساء في الأرياف اللواتي تعانين من التهميش والإقصاء والتغييب، وفتح المشاريع المهنية الخاصة بالنساء كدورات الخياطة والتمريض للتحسين من اقتصادهن والاعتماد على ذاتهن بأعمال غير شاقة، كما نحن بحاجة توصيل مياه الشرب من المحطات إلى المنازل لتخفيف عبء المسافات بينهما، وتعبيد الطرقات في القرية لتسهيل التنقل، وبناء مستوصفات لتخفيف معاناتنا الصحية فواقعنا مرير نتيجة غياب أغلب الخدمات وسبل العيش مما يدفعنا للجوء للوسائل البدائية".