رغم الحروب وألم الفقدان لا يزال نضال المرأة الفلسطينية مستمراً
أكدت رئيسة لجنة المرأة في المنطقة العربية عايشة حموضة أن نضال المرأة الفلسطينية في مقدمة كافة النضالات، وستبقى أيقونة الصمود والتحدي في تاريخ العالم.
نغم كراجة
غزة- تتعرض النساء الفلسطينيات لسلسلة من الانتهاكات والممارسات الممنهجة من قبل إسرائيل التي تتنافى تماماً مع اتفاقيات حماية المرأة وحقوق الإنسان في ظل صمت وتجاهل دولي، لكن ذلك لم يثني من قوة وثبات المرأة الفلسطينية بل عزز صمودها ونضالها وسط الحرب الهمجية المستمرة في قطاع غزة.
قالت رئيسة لجنة المرأة في المنطقة العربية عايشة حموضة "تسطر المرأة الفلسطينية دوراً بطولياً مناضلاً كما سطرته في السابق، وتأوي أبنائها تحت جدران البيوت المهدمة، وتلعب دوراً كبيراً في حماية أسرتها وتحمل كافة المسؤوليات في ظل هذه الانتهاكات ووجودهن في أماكن ليست ملائمة للعيش".
وبينت أن المرأة الفلسطينية تتلقى الاشاعات المغرضة من قبل إسرائيل لتعمل على حماية أسرتها خاصة عند نزوحهم من المناطق الشمالية إلى الجنوبية "شهدنا استهدافات إسرائيلية غادرة في طرقات النازحين إحداهما أدت إلى مقتل 120 شخص أكثر من نصفهم نساء وأطفال كانت كل جريمتهم هروبهم من الموت الذي سيلحق بهم في بيوتهم".
وأوضحت أن القصف تسبب بوفاة أكثر 520 امرأة وآلاف الجريحات بجروح بالغة الخطورة وغالبيتهن بحاجة ماسة للعلاج في الخارج نظراً لقلة الإمكانيات الطبية "كل ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من استهداف وتشرد وقتل والآلام فهو أيضاً نضال، وصمودها تحت الدمار ليس وليد هذه الحرب الدامية بل العالم كله شاهد على أنها جبل المحامل في كل أزمة".
ونوهت أن "النساء تعانين من تدهور الأوضاع الصحية ولا يوجد هناك من يسعفهن وينقلهن للمراكز الطبية لكي تتلقين العلاج"، مضيفة أن "إسرائيل منعت سفر المصابات والمريضات لاستكمال رحلة علاجهن في الخارج وهذا يعتبر بمثابة حكم الإعدام ومع ذلك يصمدن في وجه هذه الممارسات".
وقالت إن "المرأة الفلسطينية تعيش حالياً ظروفاً صعبة وحرجة بسبب الحرب الهمجية التي تعصف بها حتى الآن، ورغم تعرضها للاعتداءات العنفوانية المستمرة إلا أن نضالها وصمودها سيبقى نموذجاً للقوة والإصرار ومثالاً ملهماً يحتذى به بين نساء العالم أجمع".
وأكدت أن "المرأة الفلسطينية في كل حرب تشن على قطاع غزة تثبت قوتها وصمودها وتلملم جراحها برغم الضغوطات النفسية الهائلة التي أخلفتها الانتهاكات الغير شرعية وممارساته القمعية الفاشية بحقهن".
وأوضحت أنه "بعد إظهار صور الانتهاكات والمشاهد الدامية عبر وسائل الإعلام العربية والغربية لم تتحقق حتى الآن العدالة الدولية للنساء الفلسطينيات، ولم يتم ردع إسرائيل ومحاسبتها على عمليات العنف والتعذيب التي ارتكبت ضدهن في قطاع غزة، بل زادت استفزازاته وعدوانه، مما أدى إلى ارتفاع مستمر في عدد النساء القتلى والمصابات بين كل ساعة وأخرى".
وأضافت "النساء تحملن عبء المسؤولية على عاتقهن وتكتمن صرخاتهن ويتحفظن على أوجاعهن خاصة أن نسبة كبيرة منهن فقدن أزواجهن معيلين الأسر مما فاقم من معاناتهن وأعبائهن، كذلك أجبرن على ترك منازلهن وتشردن مع أطفالهن بحثاً عن مأوى آمن في ظل استمرار القصف فوق رؤوسهن واحتمالية استهدافهن خلال سيرهن إلى الملاجئ بعد إنذارهن بالإخلاء القسري".
وأكد أنها لم ترى مثل ثبات ونضال المرأة الفلسطينية في المعارك والحروب "شاهدت إحدى الممرضات اللواتي تسعفن الجرحى تلقت نبأ مقتل عائلتها بعد تدمير المنزل فوق رؤوسهم وهي على رأس عملها إذ بصرخاتها تتعالى في المكان من هول الخبر، وباشرت عملها النضالي برغم هذه الحادثة المفجعة".
وقالت "نستحضر اليوم حجم الجرائم المسجلة بحق المرأة الفلسطينية من خلال تعرض أكثر من 11 ألف امرأة للأسر منذ سنة 1948 وأكثر من 50 ألف طفل ما دون سنة الثامنة عشر منذ عام 1967 وما تعنيه هذه الأرقام من هتك ممنهج لكل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق المرأة والطفل".
وأشارت إلى إن حجم الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني نسائه وأطفاله لن يمثل سوى حافز للمرأة العربية للالتفاف حول القضية الفلسطينية العادلة وتقديم كل أوجه الدعم والتضامن لها في كل المحافل الدولية من أجل التشهير بالجرائم وتشديد الضغط لاحترام القرارات الشرعية الدولية من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
ودعت إلى التضامن وتقديم الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني واعتماد خطة عمل عربية ودولية من أجل الإسراع في تقديم المساعدات الغذائية والصحية لسكان غزة "هذه الحرب أثبتت لنا حقيقة عدم وجود مجتمع دولي ولا حقوق الإنسان ولا منظمات تهتم بالنساء والأطفال وكلها تنظيمات غربية تعمل لتحقيق مصالح دولها ضد العرب وجميع من يقف في وجوههم".