المجتمع الدولي يتغافل عن انتهاك حق السياسيين/ات في القضية التي وحدت العالم
في الوقت الذي تنادي فيها الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، لمحاكمة أخطر تنظيم إرهابي داعش، تحاكم تركيا من تضامن مع مقاومة كوباني المقاومة التي بدأت من أجل داعش، أمام مرأى العالم.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ اعتبرت عضو تجمع نساء زنوبيا هيفي محمد، صمت المجتمع الدولي تواطئ مع تركيا في قضية الحكم على السياسيين/ات الذي تضامنوا مع مقاومة كوباني التي وحدت موقف جميع مجتمعات العالم تجاه مرتزقة داعش.
اعتقلت السياسية فيغين يوكسكداغ والسياسي صلاح الدين ديمرطاش الرؤساء المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي سابقاً في شمال كردستان مع 13 نائباً عن الحزب في تشرين الأول/أكتوبر عام 2016، على خلفية تضامنهم مع مقاومة كوباني في عام 2014 أثناء تعرضها لهجوم وحشي من قبل مرتزقة داعش، وفي 16 أيار/مايو الجاري أصدر بحقهم أحكام تعسفية، وقد حكم على السياسية فيغين يوكسكداغ بالسجن لمدة 30 عاماً وثلاثة أشهراً، وبينما حكم على السياسي صلاح الدين ديمرطاش بـ 40 عاماً، وحكم على نواب الحزب بما لا يقل عن 10 أعوام.
واعتبرت هيفي محمد عضو مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا أن الأحكام الصادرة سياسة ممنهجة لزرع الخوف في قلب الشعب الكردي ومنعهم من التضامن مع بعضهم ولكن النتيجة عكس ما تسعى لها تركيا والمتآمرين.
وعبرت عن رفضها للأحكام التي فرضت على السياسيين/ات المعتقلين في سجون الدولة التركية ووصفتها باللاإنسانية "هذا الحكم التعسفي بحق السياسيين/ات المعتقلين/ات بتهمة دعمهم لمقاومة كوباني، غير إنساني ولا يقبله الوجدان، فكوباني ومقاومتها استطاعت كسر شوكة داعش، وهذا الدعم المعنوي كان يرفع من وتيرة الكفاح بوجه أخطر إرهاب في العالم، كما أن موقف شعب شمال كردستان كان باسل فكسروا سور الحدود وانضموا لهذه المقاومة، وما تبقوا منهم في الداخل التركي دعموا كوباني معنوياً واستطاعوا إيصال هذه المقاومة بتضامنهم للعالم أجمع، وهذا ما تراه تركيا جريمة، فتركيا هي الراعي الأساسي لداعش وهي من كانت تدعمه".
وأضافت "تركيا أو العثمانية الحديثة من أزل التاريخ كانت تعادي الشعب الكردي، وكانت من إحدى مساعيها أن تسقط كوباني بيد داعش، ولكن هذا الأحلام كانت بعيدة عن التحقيق، لأن الكرد من أجزاء كردستان الأربعة دعموا مقاومة كوباني ولاحقوا داعش وقضوا على فلوله في كافة مقاطعات شمال وشرق سوريا، وهذا الاعتقال التعسفي الأخير هو بمثابة انتقام لانتهاء داعش".
ولفتت إلى الأحكام الجائرة التي نفذتها تركيا بحق السياسيين المعتقلين "تركيا أرادت كسر إرادة الشعوب والنساء بفرض هذه الأحكام على السياسيين/ات، فهؤلاء حكم عليهم لأنهم لم يرضخوا للانتهاكات التركية، وكانوا دائماً بموقف الانتفاضة بوجه الاعتداءات التركية تجاه الشعب الكردي"، مؤكدة أن "إرادتهم لم ولن تكسر لأن هؤلاء المعتقلين يقتادون بمقاومة سجن آمد وبنضال القائد عبد الله اوجلان في إيمرالي، وهذا ما يزيد الشعب الكردي إصراراً للمضي قدماً على خط المقاومة الذي رسمه هؤلاء المناضلين/ات".
وفي 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تضامنت كافة مجتمعات العالم مع مقاومة كوباني وأعلن هذا اليوم يوم العالمي للتضامن مع كوباني، وحول ذلك قالت "كافة مجتمعات العالم أعلنوا تضامنهم مع كوباني عبر نزولهم إلى الشوارع والتعبير عن دعمهم لها بكل حرية".
واعتبرت الصمت الدولي تجاه الاعتداءات التركية وأحكامها التعسفية تواطئاً مع تركيا "قضية كوباني أصبحت قضية عالمية، ومرتزقة داعش هو خطر يهدد إرهابه العالم أجمع، ورغم جميع النداءات لمحاكمة داعش لا توجد تلبية بينما من تضامنوا مع قضية كوباني هم في المعتقلات التركيا أي عدلاً هذا ولما هذا التغافل والتجاهل من المجتمع الدولي".
وتطرقت إلى المساعي التركية في تفريق الشعب الكردي عن بعضه "تسعى تركيا بهذه الأحكام التعسفية إلى زرع الخوف في قلب الشعب الكردي كي لا يتضامن مع بعضه، فسابقاً عبر التاريخ فرقوا الكرد جغرافياً عبر اتفاقية قصر شيرين، واتفاقية سايكس بيكو، والآن يودون تقسيم روح الكرد وإرادتهم عن بعضهم لينالوا منهم كيلا تتوحد أجزاء كردستان الأربع مرة أخرى، لكن دماء الكرد في أجزاء كردستان الأربعة امتزجت في كوباني وسوف يبقى الكرد يداً واحد مهما طالتهم المؤامرات".
وفي ختام حديثها أكدت عضو مجلس تجمع نساء زنوبيا هيفي محمد على تضامنهم ودعهم للسياسيات والسياسيين الكرد المعتقلين في شمال كردستان "نحن مدينون لموقفهم تجاه قضية كوباني ولا يمكننا إيفاء دينهم إلا بالسير على نهج المقاومة ومناهضة السياسات الفاشية التي تسعى للنيل منا، وعدم الرضوخ لها مهما كلفنا الثمن".