اللغة الكردية هوية وحقيقة وثقافة شعب
للغة الأم أهمية لكل فرد لدى كافة الشعوب فاللغة هوية وثقافة تتناقلها الشعوب وتحافظ عليها الأمهات
نورشان عبدي
كوباني ـ ما زالت النساء والأهالي في مقاطعة كوباني يحافظون على لغتهم الأم في منطقتهم بالرغم من محاولات الإبادة الثقافية التي طالتهم لعشرات السنوات، فهم يعتبرون حماية اللغة الكردية واجب وطني يقع على عاتق كل فرد منهم.
يصادف يوم 15 أيار/مايو يوم اللغة الكردية وتم إقرار هذا اليوم في عام 2006 من قبل المؤتمر القومي الكردستاني وذلك بالتاريخ الذي يصادف تاريخ صدور العدد الأول من مجلة هاوار الكردية في العاصمة السورية دمشق عام 1932.
وهاوار أول مجلة كردية بالأحرف اللاتينية حيث تعتبر الحدث التاريخي الهام الذي ساهم في تحويل اللغة الكردية في سوريا من لغة شفهية تستخدم فيها حروف اللغة العربية إلى لغة بالأحرف اللاتينية لها قواعد وأصول تميزها عن غيرها من اللغات.
الناطقة باسم إدارة المدارس في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا زوزان مستو قالت إنه مع تأسيس الإدارة الذاتية في المنطقة تطور مستوى تعليم اللغة الكردية "مرت مراحل تطور اللغة الكردية بالعديد من الصعوبات حتى وصلنا لهذه المرحلة"، مشيرةً لمنع الأنظمة السورية المتعاقبة للغة الكردية "عندما كان النظام السوري يسيطر على مناطقنا كنا نواجه الكثير من الصعوبات في الدراسة، وحرمنا من أبسط حقوقنا بالتحدث بلغتنا تحت كلمة ممنوع، وخطر الاعتقال"، مبينةً أنه بعد ثور 19 تموز/يوليو عام 2012 حصل الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا على كامل حقوقهم "خطينا العديد من الخطوات نحو التطور والتقدم من كافة النواحي بالطبع نحن جزء من سوريا ولكننا استطعنا بناء مستقبل لنا وللأجيال القادمة".
وأضافت "يمكننا في الوقت الحالي الولوج إلى المؤسسات المدنية وتحصيل الأوراق الخاصة بنا بلغتنا الأم"، مبينةً أنه "عندما نرى أطفالنا يدرسون ويتقنون اللغة الكردية في مدارس ومعاهد وجامعة كوباني نشعر بالفخر والاعتزاز".
وأكدت أنه "عندما ندرس لغتنا دون أن نواجه صعوبات نستطيع بناء جيل ناجح ومتمكن، ولن يواجه أطفالنا من المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية وحتى الجامعة الصعوبات التي مررنا بها نحن عندما كنا ندرس في مدارس النظام السوري، وفرضه اللغة العربية، ولكن اليوم أبناءنا يدرسون لغتهم وهم سعداء وفخورين بها".
وأثنت زوزان مستو على مشروع الأمة الديمقراطية وقالت إن بفضله يتمتعون بحقوقهم كما تتمتع جميع المكونات بحقوقها "أن نتحدث وندرس بلغتنا هو إنجاز مهم وأعتبره من أهم إنجازات الثورة، فكل مكون يدرس تاريخه وجغرافية أرضه بلغته، فالطالب الكردي يدرس بلغته تاريخ كردستان".
واختتمت الناطقة باسم إدارة المدراس بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا زوزان مستو حديثها بالتأكيد على أنه "نحن كمعلمات اللغة الكردية نفتخر بلغتنا ونحن سعداء بأننا سنساهم ببناء الأجيال ومستقبل أطفالنا، نشعر اليوم بأننا ولدنا من جديد"، مشيرةً إلى أن "يوم اللغة الكردية يوم هام لجميع الكرد لأنه الذي أعاد هوية وحقيقة وثقافة الكرد في جميع أنحاء العالم لأن كل شعب يعرف بلغته وثقافته".
"أمهات كوباني حافظن على اللغة"
من جانبها قالت عضو مجلس حركة الثقافة والفن في مزبوتاميا بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ليلى أحمد "تعتبر اللغة الأم هوية لكل شخص لذلك بشكل مستمر تقوم القوى المهيمنة بصهر لغات الشعوب بهدف إمحاء ثقافة هذه الشعوب"، مضيفةً "بالرغم من ضغوطات النظام السوري على شعب كوباني إلا أنه ارتبط بلغته، فهو أكثر شعب في روج آفا حافظ على لغته الكردية، وبالأخص أمهاتنا فكن تتحدثن بشكل مستمر بها وبذلك حافظن عليها من الاندثار".
وأكدت ليلى أحمد أن "كل دولة أو مكون يعرف من خلال لغته ونحن الكرد نعرف بلغتنا وهي هويتنا وثقافتنا، للغة الكردية أهمية خاصة بالنسبة لي"، مبينةً أنه "نتحدث بلغتنا وبحرية في ظل مشروع الأمة الديمقراطية، لم نمنح حقوقنا لكننا ناضلن للحصول عليها".