الحصار وانتشار الأمراض يفاقمان معاناة مهجري عفرين
يعاني أهالي مدينة الشهباء بشمال وشرق سوريا، من تدهور الوضع المعيشي وصعوبة في تأمين المواد الأولية كالأدوية الطبية، على خلفية الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق.
روبارين بكر
الشهباء ـ ضاعف الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، من معاناة مهجري عفرين، في الوقت الذي انتشرت فيه الأمراض في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
تفرض حكومة دمشق حصاراً خانقاً على الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية منذ أكثر من 5 سنوات، وشددته في آب/أغسطس 2022، تمنع خلاله مرور المواد الأساسية والمحروقات والأدوية، وهو ما يؤثر على عدة قطاعات حيوية هامة في المنطقة، منها القطاع الصحي وعمل المشفى والتي تتركز معظمها في مخيمات المهجرين، ممن هم أكثر عرضةً للأمراض، نظراً لطبيعة المخيمات واختلاط قاطنيها.
وتعد مقاطعة الشهباء بؤرة لبعض الأمراض كاللشمانيا في فصل الصيف، ويكون التأثير الأكبر على الأطفال والمسنين.
وبالرغم من مرور خمسة أعوام على تهجيرهم وتفاقم معاناتهم، لم يبقى أمام مهجري عفرين خيار سوى المقاومة، على أمل العودة إلى مدينتهم عفرين، وتقول المهجرة هالة عبد الرحمن خليل "يسوء وضعنا عام بعد آخر خاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة وتنتشر الأمراض، فالحصار المفروض على المقاطعة حرمنا من تلقي العلاج، ويعرض المراكز الطبية لخطر التوقف، كما أن معظم الأدوية مفقودة والمتوفرة منها على وشك النفاذ".
وأضافت "تمارس العديد من السياسات الممنهجة ضدنا كاستمرار الهجمات والحصار، بهدف القضاء علينا وعلى مقاومتنا، ولكن عليه أن يعلم أننا نتحمل كل هذه المعاناة فقط في سبيل العودة إلى عفرين".
من جانبها قالت عائشة خلو أنهم يتحملون العيش في الخيام بصعوبة فهي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف "هذه الخيم لا تستطيع حمايتنا من أشعة الشمس القوية، حتى المنازل في الشهباء مدمرة وغير صالحة للسكن، وبالرغم من كل هذه المعاناة إراداتنا قوية وسنتخطى كل هذه المشاكل".
وأشارت إلى أن نقص الأدوية يؤثر بشكل كبير على أهالي المقاطعة "نحن في فصل الصيف ودرجات الحرارة مرتفعة لذا تنتشر العديد من الأمراض خاصةً بين الأطفال، كما أن الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق التي تتبع سياسة التجويع، يفاقم من معاناتنا".
وتقول الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة عفرين - الشهباء شمال شرق سوريا عليا محمد إن "معاناة المهجرين القاطنين في المخيمات تزداد في فصل الصيف، تكثر الحشرات التي تؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية وخاصة اللشمانيا".
وأشارت إلى أن الحصار الخانق المفروض على المنطقة منذ سنوات من قبل حكومة دمشق، ضاعف من معاناة المهجرين، حيث لم تعد تتوفر المواد الأساسية خاصة الأدوية والمعدات الطبية بالإضافة إلى نقص في المحروقات التي أدت إلى توقف معظم المرافق الطبية عن العمل وتدهور حالة بعض المرضى.
ولفتت إلى أن أمراض المعدة والجفاف لدى الأطفال والمسنين أكثر الأمراض انتشاراً من خلال الأطعمة والخضروات الملوثة لعدم وجود حافظات للأغذية والبرادات في ظل انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وكذلك عدم توفر المواد الأساسية للتهوية.
وناشدت كافة المنظمات الإنسانية بأخذ أوضاع المهجرين قسراً في الشهباء بعين الاعتبار وفتح المعابر والطرق أمامهم ليستطيعوا العيش بعيداً عن المعاناة والأمراض.