'الحركة النسائية الفلسطينية تؤمن بأن التغيير قادم'
تواصل الناشطات الفلسطينيات نضالهن بإصرار رغم التحديات والصمت الدولي، معزِّزات الوعي المحلي والدولي، ومؤمنات بعودة الدعم العربي لقضيتهن العادلة.
نغم كراجة
غزة ـ تستمر المرأة الفلسطينية في نضالها لأخذ حقوقها بالرغم من الظروف القاسية التي تعيشها فلسطين تحت الحرب في ظل الصمت العربي والدولي تُضاعف الناشطات الفلسطينيات جهودهن لمواصلة الكفاح من أجل حقوق النساء والمجتمع بأسره رغم التحديات الكبيرة التي تواجههن.
أوضحت الناشطة النسوية ريما نزال أن الحركة النسائية الفلسطينية واجهت تحديات كبيرة في ظل الحرب المستمرة والفصل العنصري، هذه الظروف تتفاقم بعد كل تصعيد عسكري، كما هو الحال في الحروب المتكررة على قطاع غزة التي تستهدف كل شرائح الشعب الفلسطيني بلا استثناء، بما في ذلك النساء، الأطفال، والمسنين.
وتعاني النساء من دمار المنازل، المستشفيات، المدارس، الجامعات، دور العبادة، والمرافق الثقافية والصحية، مما يزيد من تعقيد حياتهن اليومية ويضاعف من الأعباء الواقعة على عاتقهن، مبينة أنه "لا تقتصر معاناة النساء الفلسطينيات على قطاع غزة، بل تمتد لتشمل الضفة الغربية أيضاً حيث تواجهن إجراءات قمعية من قبل القوات الإسرائيلية مثل الاجتياحات المستمرة التي تهدف إلى القتل أو الاعتقال، سياسة عزل المدن والقرى وانفلات المستوطنين على الطرق والقرى بهدف القتل أو حرق الممتلكات الزراعية والمنازل والسيارات".
وتواجه الحركة النسائية الفلسطينية انخفاضاً ملحوظاً في مستوى التضامن العربي والذي يتباين من دولة لأخرى، هذا التباين في الدعم يثير حيرة واستهجان الناشطات الفلسطينيات خاصة وأن القضية الفلسطينية كانت دائماً تُعتبر القضية المركزية للعالم العربي "التراجع في الدعم العربي يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل من بينها اتفاقيات التطبيع التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل، مما أدى إلى انحسار الالتفاف الشعبي حول القضية الفلسطينية، إضافة إلى قمع التحركات المساندة لها".
استراتيجيات الحركة النسائية الفلسطينية لمواجهة التحديات
بالرغم من هذه التحديات، أكدت ريما نزال أن الحركة النسائية الفلسطينية تواصل نضالها بإصرار وعزيمة حيث تمكنت الناشطات من تحقيق العديد من الإنجازات من خلال توظيف استراتيجيات متنوعة لتوعية المجتمع المحلي والدولي حول واقع المرأة الفلسطينية "قمنا بإصدار العديد من البيانات التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيات ودورهن في النضال بهدف نشر الوعي حول القضايا التي تواجه المرأة الفلسطينية وإثارة الاهتمام المحلي والدولي بهذه القضايا، وإعداد نداءات لجمع التواقيع من أجل دعم قضاياهن".
هذه الحملات تسعى إلى جذب انتباه المجتمع الدولي وإظهار الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، مما يساهم في الضغط على صناع القرار للتحرك واتخاذ إجراءات ملموسة.
وتابعت "عقدنا العديد من المؤتمرات المحلية لتعزيز الوعي والدعوة للمشاركة في الأنشطة الإغاثية والمظاهرات المنظمة، بالإضافة إلى ذلك شاركنا الناشطات في مؤتمرات دولية وعربية لعرض الحقائق على أرض الواقع وتوضيح تأثير الاحتلال والحروب على النساء الفلسطينيات".
وعلى صعيدها الشخصي حضرت ريما نزال اجتماع لجنة المرأة في الأمم المتحدة في آذار/مارس الماضي كان فرصة لشرح الواقع الفلسطيني في ظل حرب الإبادة والتركيز على أثرها على النساء والأطفال، كما شاركت في اجتماع المحكمة العالمية وقدمت ورقة حول تكييف القرار 1325 ليتناسب مع واقع المرأة وأثر الجينوسايد (الإبادة الجماعية) والأبارتايد (نظام الفصل العنصري) على المرأة، لافتة إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز الوعي القانوني والدولي بالقضايا التي تواجه المرأة الفلسطينية والسعي نحو تحقيق العدالة.
الأثر الإيجابي والمستقبل الواعد للحركة النسائية الفلسطينية
وعلى الرغم من الصعوبات، حققت الحركة النسائية الفلسطينية العديد من الإنجازات التي تعزز من مكانتها وقدرتها على التأثير، الصمت العربي وإن كان مؤثراً لم يمنع النساء الفلسطينيات من تحقيق أهدافهن والإيمان بأن الحالة العربية مؤقتة وستعود إلى سابق عهدها من النشاط الجماهيري والدعم للقضية الفلسطينية.
فمن خلال الجهود المستمرة في تعزيز الوعي وتنظيم الأنشطة، استطاعت الحركة النسائية زيادة مشاركة النساء في المجتمع وتعزيز قدراتهن القيادية "هذه الجهود تساعد على بناء مجتمع أكثر وعياً وإدراكاً للقضايا التي تواجه النساء، مما يعزز من الوحدة الوطنية والصمود أمام التحديات".
وأثمرت جهود الناشطات الفلسطينيات في تحشيد الدعم الدولي والتعاطف مع القضية الفلسطينية، وترى ريما نزال أن المشاركة في المؤتمرات الدولية والاجتماعات الأممية ساعدت في تسليط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات وجذب الاهتمام الدولي نحو قضيتهم، وتفيد بأن "هذا الدعم الدولي يمثل قوة إضافية للحركة النسائية في سعيها لتحقيق العدالة والمساواة".
بالرغم من كل التحديات، تبقى الناشطات الفلسطينيات متمسكات بالأمل والإيمان بمستقبل أفضل، هذا الإيمان يعزز من عزيمتهن لمواصلة النضال والعمل من أجل حقوق النساء والمجتمع بأسره، الحركة النسائية الفلسطينية تؤمن بأن التغيير قادم، وأن التضامن العربي والعالمي سيعود بشكل أقوى لدعم القضية الفلسطينية.
واختتمت ريما نزال إن "نضال المرأة الفلسطينية لا يقتصر فقط على المطالبة بحقوقها، بل هو جزء من نضال أكبر لتحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني بأكمله".
بالرغم من الصعوبات والتحديات الهائلة، تظل الناشطات الفلسطينيات مثالاً للإصرار والصمود، وجهودهن المستمرة بتسلط الضوء على قوة المرأة الفلسطينية ودورها الحيوي في المقاومة والثبات وتجسد الأمل في مستقبل أفضل وأكثر عدالة للجميع.