الحرب تُجبر السودانيات للعودة إلى استخدام الأدوات المنزلية البدائية
بعد مضي قرون عليها عادت المرأة السودانية من جديد إلى استخدام الأدوات المنزلية البدائية بسبب الظروف الصعبة التي تعانيها جراء الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
آية إبراهيم
السودان ـ بعد عودتهن إلى الولايات التي نشأنا بها من العاصمة الخرطوم بسبب الموجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجدت ربات المنازل أنفسهن أمام واقع جديد لتحضير احتياجاتهن المنزلية من طعام وغيره وذلك باستخدام معدات بدائية كانت تستخدم منذ سنوات.
تحتاج عملية صناعة الخبز المنزلي ما يعرف بـ "القراصة والفطير" من ربة المنزل ابتسام محمد علي قرابة الساعة بسبب صعوبة عملية التجهيز سواء تحضير المعدات أو إعداد العجين.
وتقول ابتسام محمد علي وهي ربة منزل من الولاية الشمالية تجاوز عمرها الخمسون عاماً إن ظروف الحرب أجبرتهم على النزوح من العاصمة الخرطوم للولاية الشمالية وأنها عادت إلى زمن أجدادهن وذلك من خلال صنع "القراصة" الخبز البلدي على الحطب، فقبل الحرب كانت تتم صناعته عبر غاز الطهي ولكن لعدم توفره وارتفاع سعره تضطر إلى تصنيعه بطريقة بدائية.
وتمثل عملية الحصول على المياه معاناة أخرى لربات المنازل اللواتي تقمن بإخراجها من الآبار، عن طريق "نشل الماء" وهي عبارة عن إناء مصنع خصيصاً للحصول على المياه من داخل البئر يتم ربطه بحبل طويل حتى يصل إلى قاع البئر ومن ثم إخراجه محمل بالمياه في عملية تتكرر خلال اليوم عدة مرات.
وتروي شذى محجوب قصة معاناتها في الحصول على المياه خلال اليوم بعد نزوحها من العاصمة الخرطوم إلى الولاية التي نشأت بها وتقول إنهم وجدوا صعوبة كبيرة في الحصول على المياه ما أضطرهم للحصول عليها من الآبار وهي العملية التي كانت تتم منذ قرون عن طريق أباءهم وأجدادهم، فوجود الآبار في المنازل منذ قديم الزمان ساعدهم كثيراً.
ومن الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم في عصور سابقة ما يسمى "المشلعيب" وهو عبارة عن وعاء يصنع من السعف ثلاثي الأضلاع له قاعدة في شكل دائرة صغيرة ولها في الجزء العلوي رباط من أجل تعليقها على سقف المنزل الذي كان يصنع من الخشب أو الزنك أو غيره، ويشغل "المشلعيب" حيز داخل البيت ومازال يستخدم في أنحاء واسعة بمعظم مناطق السودان التي تفتقد التيار الكهربائي.
تقول زينب بابكر عمر أنه آلة بلدية يدوية تُصنع من السعف أو الحديد لها أضلاع وقاعدة لوضع الأواني المنزلية فيه وأنه يستخدم بديلاً للثلاجة لحفظ ما تبقى من الطعام حال انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أنه كان يستخدم في عصور سابقة من قبل أجدادهم كما أنه يستخدم لتجفيف الطعام الذي يمكن أن يحفظ لوقت طويل وبشكل جيد إلى حين استخدامه.
وبعد دخول الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثاني ونزوح الكثير من السودانيات من العاصمة الخرطوم إلى مناطق بدائية بدأن التعود على استخدام الآلات المنزلية البدائية بشكل كبير فهناك الكثير من المسميات التي تطلق على الأعمال البدائية المنزلية السودانية التي كانت تستخدم قبل قرون عدة فإلى جانب "المشلعيب" وغيره هنالك ما يسمى "السعن" وهو مصنوع من جلد الماعز أو الضأن بشكل شبه مستطيل يتم وضعه بمكان مخصص له وهو يستخدم لتبريد المياه وشربها حال انقطاع التيار الكهربائي.