الحماية الذاتية هي هوية النساء في روج آفا

تعتبر الحماية الذاتية الجوهرية بالنسبة للنساء هي ضمان حماية هويتهن وثورتهن بوجه الذهنية السلطوية الأبوية.

نورشان عبدي

كوباني- أثبتت المرأة الكردية ضمن ثورة التاسع عشر من تموز وضمن المقاومة التاريخية التي أبدتها في مدينة كوباني بتصديها لمرتزقة داعش، بأنها قادرة على حماية ذاتها وإرادتها من خلال تشكليها للقوات العسكرية النسائية والانخراط فيها.

لعبت المرأة دورها الريادي منذ بداية انطلاق ثورة 19 تموز/يوليو عام 2012 في المجال العسكري والسياسي والفكري واستطاعت الدفاع عن ذاتها والوقوف بوجه الأفكار التي تهدد أمنها وحريتها، كما ورسخت ضمن ثورتها مفهوم الحماية الذاتية والجوهرية لدى النساء لكي تتمكن من خلاله مواجهة ومحاربة الهجمات والاعتداءات التي تتعرض لها ضمن المجتمع تحت مسمى العادات والتقاليد والذهنية السلطوية والأبوية والدين وغيرها.

بعد انطلاق الثورة استعادت النساء قوتهن وإرادتهن وعلى مبدأ فكر وحرية وفلسفة القائد عبدالله أوجلان وبهدف التعليم وتنظيم المرأة ولأن النساء في المنطقة كنا بحاجة للدفاع عن أنفسهن، بدأت النساء في مدينة كوباني بالمشاركة في العديد من التدريبات الدفاع عن النفس وأهمية الحماية الذاتية بالنسبة لهن، وعلى هذا الأساس تم تشكيل قوات عسكرية خاصة بالنساء كوحدات حماية المرأة التي تأسست في الرابع من نيسان/أبريل عام 2013 وقوى الأمن الداخلي وقوات الحماية الجوهرية، وهذه القوات اليوم أصبحت هوية لكل امرأة في مناطق شمال وشرق سوريا.

بالتزامن مع الذكرى السنوية التاسعة لهجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني والتي بدأ في 15 أيلول/سبتمبر عام 2014 التقت وكالتنا مع الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي لمقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ديلبر قهرمان.

وحول أهمية الحماية الذاتية بالنسبة للنساء قالت ديلبر قهرمان "عندما نتحدث عن المرأة والحماية الذاتية بالطبع نحن نعلم بأن النساء عانين الكثير في المجتمعات حتى وصلن لمرحلة متقدمة وتمكن من الدفاع وحماية ذاتهن وهويتهن والوقوف بوجه الظلم والعبودية، لم يكن للنساء مكانة في المجتمع ولكن بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تعرفن على حقيقتهن وهويتهن، فبعد انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز الثورة التي عرفت بثورة المرأة الحرة وعن طريق التدريبات الفكرية والسياسية تعرفت على نظام الحماية الذاتية والجوهرية".

وأكدت أن النساء بالنضال والمقاومة حمين ذاتهن وهويتهن "بالرغم من تواجد الكثير من الاعتداءات على هوية المرأة إلا أن النساء بفكرهن الحر عمقن فلسفتهن في إطار الحماية الذاتية لهن وحمين ذواتهن وفكرهن".

وأضافت "أثبتت النساء في مناطق شمال وشرق سوريا بنضالهن ومقاومتهن بأن المرأة ليست فقط للعمل في المطبخ والمنزل وتربية الأطفال ولكن هي تستطيع إدارة المجتمع وفعل كل ما يقع على عاتقها من أجل قضيتها وحرية وطنها وفي كافة المجالات الإدارية والسياسية والعسكرية، والدليل الأكبر على ذلك تصدي نساء كوباني لهجوم مرتزقة داعش على مدينتهن ومشاركتهن في المقاومة والحرب لتحرير المدينة، فالنساء قاتلن في الخطوط الأمامية لجبهات القتال من أجل الوصول إلى الحرية وبدأت المرأة هذا النضال من مدينة كوباني وواصلت ناضلها في الخطوط الأمامية حتى مدينة منبج والرقة ودير الزور".

وأوضحت ديلبر قهرمان بأن كان لتنظيم النساء في كوباني منذ بداية الثورة وقبل بدأ هجوم داعش على المدينة أهمية كبيرة ودور فعال في تقوية إرادة المرأة لتتصدى لهجوم داعش "المقاومة التي أبدتها النساء في كوباني كانت مقاومة تاريخية لذلك نستطيع القول بأن النساء أذ لم تكن خضعن لتدريبات فكرية وسياسية ونظمن ذاتهن في إطار الحماية الجوهرية، لما استطعن التصدي ومحاربة أخطر قوة إرهابية أخافت العالم بأجمعه، ولكان فعلت داعش بنساء كوباني كما فعلت في شنكال والنساء الإيزيديات".

وأشارت إلى أن النساء بأعداد كبيرة شاركن في مقاومة كوباني وانتصرن "كان مشاركة المرأة في حرب كوباني خطوة تاريخية بالنسبة للمرأة التي كانت تعيش في ظل العبودية، النساء حملن السلاح وقاتلن في صفوف وحدات حماية المرأة وأيضاً قوى الأمن الداخلي للمرأة حاربن وقاتلن حتى وصلن لمرحلة الشهادة من أجل حماية وطنهن".

 

"قوات حماية المرأة مصدر أمان للنساء"

وقالت إن "انضمام المرأة إلى صفوف قوات الحماية العسكرية بدأ بتشكيل قوات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي وقوات الحماية الجوهرية لذلك تعتبر القوات التي تحارب من أجل حماية النساء هي هوية وقوة بالنسبة لنا".

وأوضحت بأن هجوم مرتزقة داعش على المدينة في 15 أيلول عام 2014 استهدف في البداية إرادة المرأة الحرة "تصدت المرأة الكردية لأخطر إرهاب في العالم وتحلت بقدرات قتالية كبيرة من أجل محاربة داعش وجهاً لوجه، وهنالك المئات منهن فقدهن حياتهن كأرين وريفانا وبيريفان وشيلان وسلافا اللواتي قاتلن ودافعن بكل قوة وشجاعة عن مبدأهن ومناطقهن وتحملن الكثير من الصعوبات خلال مقاومة كوباني حتى حررن المدينة من رجس داعش، وبتلك المقاومة أصبحت كوباني ونساء كوباني مثال القوة والنضال والمقاومة لكافة نساء العالم".

وفي ختام حديثها قالت الإدارة العامة لقوى الأمن الداخلي لمقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ديلبر قهرمان "وفي ذكرى هجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني نحن كقوى أمن داخلي نجدد العهد أمام شعبنا والنساء في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بأننا سنستمر بالنضال من أجل حماية مناطقنا من الانتهاكات التي تطال المدينة، وأنه يجب على النساء تدريب أنفسهن أكثر في إطار الحماية الذاتية والجوهرية لحماية مكتسبات ثورتهن".