المرأة في مقاطعة دير الزور شريكة أساسية في بناء مجتمع متكامل ومتطور

تسعى المرأة في مقاطعة دير الزور إلى تحقيق دور فعال ومؤثر في المجتمع، بعد أن تبوأت مناصب قيادية داخل المؤسسات والمجالس المحلية، ومع استمرار هذا التوجه برز أهمية تعزيز دور المرأة وتمكينها لتحقيق المزيد من الإنجازات.

زينب خليف

دير الزور ـ شهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في دور المرأة ضمن المؤسسات والمجالس المحلية بعد أن اقتصر دورها على التعليم والمهارات البدائية، وصولاً إلى تحقيق رئاسات مشتركة ومشاركة فعالة في صنع القرار، وعلى الرغم من التحديات التي لا تزال قائمة، ألا أنها أثبتت قدرتها على تجاوز العقبات وأصبحت شريكة أساسية في بناء مجتمع متكامل ومتطور.

تقول الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب في بلدة هجين عايدة الجولان "شهد دور المرأة تحولات كبيرة واستقبلت النساء فكرة الرئاسات المشتركة بحماس كبير، إذ كانت بمثابة نقطة تحول في إدماجهن في العملية السياسية والإدارية وقد تغيرت الصورة النمطية للمرأة، التي كانت تقتصر على كونها معلمة أو ربة منزل أو فلاحة، في ظل وجود الإدارة الذاتية".

وأشارت إلى أن المرأة أصبحت تشارك بفعالية في صنع القرار، مما أتاح لها فرصة التأثير في القرارات التي تخص المنطقة ورغم وجود بعض التحديات وضعف التمكين، إلا أن ثقتها بنفسها بدأت تتزايد مما ساهم في تعزيز دورها داخل المؤسسات.

وأكدت أن عمل المرأة لم يقتصر ضمن الإدارة الذاتية، بل أثبتت جدارتها في مجالات متنوعة مثل التعليم والصحة والهندسة، حيث تخرجت العديد من النساء بشهادات كالدكتوراه والصيدلة، مشيرةً إلى أن هذا التطور عكس قدرة المرأة على تحقيق النجاح في مجالات كانت تُعتبر حكراً على الرجال.

وأوضحت أن الدعم الذي تلقته المرأة من مختلف الجهات الإدارية كان له تأثير كبير على تطورها المهني "اليوم يمكن القول إن المرأة أثبتت وجودها وكفاءتها، وأصبحت قادرة على النجاح وتحقيق الأهداف ليس فقط لنفسها بل للأجيال القادمة"، لافتةً إلى أن "ما تحقق حتى الآن هو بمثابة انطلاقة قوية للمرأة نحو مستقبل أفضل ومع مرور الوقت من المتوقع أن نرى المزيد من التطورات والإنجازات التي ستعزز مكانتها في المجتمع".

وأكدت أن المرأة تشكل أساس المجتمع ونجاح المؤسسات والمجالس يعتمد بالدرجة الأولى على دورها الفعال في كل جوانب الحياة التي تتكامل مع وجود المرأة، مما يعزز من تماسك المجتمع.

وشددت على ضرورة أن تكون الرؤية المستقبلية أكبر وأوسع، وأن تتجاوز النظرة الحالية "يجب استثمار الشهادات العلمية وتقديم الدعم للنساء العاطلات عن العمل، حيث ساهمت فكرة الإدارة الذاتية في تمكين النساء للمساهمة في المجتمع".

واختتمت عايدة الجولان حديثها بالتأكيد على أن المستقبل يحمل في طياته نجاحات أكبر مع استقطاب الخبرات وتقديم فرص عمل جديدة، مؤكدةً على ضرورة التزام الجميع بدعم النساء اللواتي لا تملكن فرص عمل "أتمنى لجميع نساء إقليم شمال وشرق سوريا النجاح في مسيرتهن نحو تحقيق المزيد من التطور والتمكين".