'الانتفاضة الأخيرة تتماشى مع المطالب الرئيسية للنساء'
أكدت إحدى طالبات مدينة جوانرود بشرق كردستان، أن الانتفاضة الأخيرة تتماشى مع المطالب الرئيسية للنساء، مشددةً على ضرورة مواصلة النضال للحصول على كافة الحقوق.
جوان كرمي
كرماشان ـ لطالما تحدث الرجال عن أنفسهم وعن النساء، فمعظم ما نقرأه ونسمعه ونعرفه عن العالم هو بصوت الرجال، ولكن حان الوقت بأن تأخذ المرأة المنابر وتكون صوتها الخاص من أجل استرداد حقوقها المنزوعة والمساواة بين الجنسين.
يجب ألا يعتمد الناس على سرد عالم المرأة فقط من وجهة نظر المثقفات والمفكرات، بل التحدث مباشرة مع النساء من كافة الطبقات الاجتماعية، لذلك التقت وكالتنا مع الطالبة (س. ا) التي رفضت الكشف عن اسمها كونها تنحدر من عائلة تقليدية وأبوية تقطن في مدينة جوانرود بشرق كردستان، وتناضل (س. ا) من أجل الحصول على حقوقها كامرأة حرة.
التمييز ضد المرأة
عن التمييز التي تعرضت له، لفتت (س. ا) إلى أنه "منذ طفولتي وسنوات الدراسة الابتدائية، وبسبب الذهنية الأبوية التي سادت في الأسرة والمجتمع التقليدي، شعرت بالتمييز بين الجنسين والتهميش. لقد نشأنا مع هذه الثقافة المعادية للمرأة".
وأشارت إلى أن الفتيات لا تتمتعن بحرية كالفتيان كمنعهن من الذهاب إلى المدرسة بمفردهن، أو التعامل مع الجنس الآخر كونها تعتبر "جريمة وخطيئة لا تغتفر ولها عقاب شديد"، مضيفةً "لقد شاهدت عن كثب عقاب العديد من الفتيات من حولي اللواتي كان ذنبهن الوحيد هو التواصل مع الجنس الآخر".
تأثير الاستقلال الاقتصادي على حياة النساء
وبينت (س. ا) أنها ليست متزوجة لكن ما تراه في المجتمع الإيراني أن الفتيات ليس لديهن الحق في اختيار شريك حياتهن "أُجبرت بعض الفتيات على الزواج في سن مبكرة، ووافق البعض الآخر على الاقتراح الأول الذي جاء فقط للهروب من هيمنة الأسرة. في حال عدم وجود طريقة أخرى أمامكِ وعليكِ اتخاذ قرار تحت الضغط، فلا يوجد خيار".
وحول تأثير الاستقلال الاقتصادي على النساء، أكدت على أن "الاستقلال المادي يعد أحد أهم القضايا التي تصب في صالح المرأة، ويمكنه إلى حد كبير إزالة بعض مشاكلها. ولكن بسبب العيش في مجتمعات أبوية، تناضل النساء مع قيود لا حصر لها، ولا يمكن للاستقلال المادي سوى إزالة عدد قليل من هذه القيود".
"لم يفهم معظمهم المعنى الأساسي لشعار Jin Jiyan Azadî"
وأوضحت (س. ا) أن انتفاضة الأخيرة تتماشى مع المطالب الرئيسية لنساء شرق كردستان وإيران، لكن النساء والرجال الذين خرجوا إلى الشوارع ورددوا شعار Jin Jiyan Azadî، لم يفهم معظمهم المعنى الأساسي لهذا الشعار.
ولفتت إلى أن "نسبة كبيرة من هؤلاء النساء لا تدركن الكثير من حقوقهن الإنسانية بسبب الذهنية الأبوية والديكتاتورية السائدة في المجتمع. شارك الرجال في هذه الانتفاضة فقط بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة، وليس مطالب النساء. لم يصلوا إلى مستوى الوعي بالنهوض ضد النظام الأبوي والمناهض للنسوية، في حين أن هذا النظام هو أيضاً السبب الجذري لاستعباد الرجال وعبوديتهم".
وفي ختام حديثها نوهت إلى أنه "إذا أحدثت هذه الانتفاضة تغييرات سياسية جوهرية وسارت في الطريق الصحيح، فمن المتوقع أن يتم وضع المرأة في مكانها الصحيح والحصول على حقوقها. إن تغيير النظام السياسي والقانوني دون تغييرات ثقافية واجتماعية أساسية سيكون بلا جدوى، لأنه في هذه الحالة لن يكون للقانون ضمان تنفيذي".