الانتفاضة الأخيرة في إيران تعيد الحرية للنساء والفتيات

يعتبر خلع الحجاب الإلزامي وإضرام النار فيه أولى خطوات الاحتجاج التي اتخذتها النساء في الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، وأصبح خروجهن إلى الشوارع بدون الحجاب رمزاً للحرية.

لارا جوهري

مهاباد ـ إن خلع الحجاب أصبح بمثابة حركة احتجاجية جديدة في إيران ضد إجبار النساء على ارتداءه، وهو علامة على تشكيل حركة نسائية جديدة وتغيير اجتماعي في البلاد، وحركة تحارب الثقافة والقانون الخاطئين في نفس الوقت.

على الرغم من وجود ضغوط لارتداء الحجاب داخل المدارس، إلا أن العديد من الفتيات بعد إغلاق المدارس تخلعن الحجاب وتعدن إلى المنزل بدونه.

وعن تجاربهن في حرية ارتداء الحجاب، أجريت وكالتنا لقاء مع العديد من النساء اللواتي خرجن إلى الشارع دون الحجاب الإلزامي.

 

"ترديد شعار Jin Jiyan Azadî الشيء الوحيد الذي أسمعه في المدينة"

وعن لبس الحجاب قالت نجيبة قادربيجي وهي أم لثلاثة أطفال "أهل زوجي ليس لديهم مشكلة بخلع الحجاب وهم في الغالب لا يلبسونه في الأماكن العامة والحفلات والأعراس، لكن زوجي لم يسمح لي بذلك. ولكن بعد الاحتجاجات المستمرة في البلاد لم أعد أرتدي الحجاب".

وأشارت إلى أنه "منذ أكثر من ثلاثة أشهر تخرج نساء وفتيات مدينة مهاباد إلى الشوارع بدون حجاب، وكان معظمهن تضعن الحجاب على أكتافهن، لكن الآن أصبحن تخرجن بدونه".

وبدورها قالت ميديا أحمدي وهي فتاة كردية من مدينة أورمية "كنت دائماً ضد الحجاب، ففي المرة الأولى التي أجبرت فيها على ارتداء الحجاب قاومت، وبعد ذلك تحت تأثير حملات "أيام الأربعاء الأبيض" التي أطلقت في عام 2018 ضد قانون الحجاب القسري، اكتسبت المزيد من الشجاعة وقمت بخلع الحجاب".

وأضافت "ذات يوم أربعاء في خريف 2018، مشيت في شارع الخيام وشارع الإمام أورمية دون أن أرتدي الحجاب، لكن ردة فعل الناس وخاصةً الرجال أرعبتني، ومرت سيارة من جانبي وبدأ صاحبها بشتمي. لكن اليوم عندما أسير في نفس الشارع، لا أحد ينظر إلي بطريقة سيئة، والشيء الوحيد الذي أسمعه في هذه الشوارع هي ترديد شعار Jin Jiyan Azadî".

 

"المجتمع يدعم حركتنا الاحتجاجية"

تناضل سحر نيكنام وهي من مدينة سردشت، ضد الحجاب الإلزامي منذ سنوات عديدة، وعن ذلك تقول "مدينة سردشت لها نسيج تقليدي وولدت من عائلة تقليدية، ومعظم النساء في عائلتنا غير متعلمات، لكنني أكملت تعليمي ودخلت في الجامعة اختصاص فلسفة، وكنت أخلع الحجاب فقط في حفلات الزفاف والحفلات العائلية".

وأضافت "بعد فترة وجيزة، بدأ أشقائي يعادونني وفي كثير من الأحيان كانوا يهددوني بالقتل، فقمت بمقاضاتهم في المحكمة حتى يخافوا ولا يتمكنوا من تهديدي مرة أخرى".

ولفتت إلى أنه شيئاً فشيئاً، أصبح خلع حجابها أمراً طبيعياً، كما خلعت معظم النساء في عائلتها الحجاب، وبعد الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة في إيران وشرق كردستان، أصبحت معظم النساء والفتيات تخرجن إلى شوارع سردشت بدون حجاب.

وعن الأشهر الثلاثة الأخيرة، قالت سمية نادرخاه وهي من مدينة مهاباد "خلال المظاهرة الأولى، رأيت نساء مسنات تخلعن حجابهن كدليل على الاحتجاج. نقود السيارة ونمشي في الشوارع بدون حجاب ولكننا نتوخى الحذر في الأماكن الخاصة. معظم صديقات لا ترتدين الحجاب في أماكن عملهن".

وعن دعم المجتمع للنساء اللواتي خلعن الحجاب، توضح أنه "في البداية كان الناس ينظرون إلى النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب بغرابة، لكن يوماً بعد يوم زاد عدد النساء اللواتي خلعن الحجاب وأصبح الأمر عادياً أكثر مما كان عليه في الماضي".

ولفتت إلى أن "المجتمع يدعم حركتنا والرجال يعرفون أن خلع الحجاب كانت الخطوة الأولى للانتفاضة. في أحد أيام الخميس، عندما كان الشارع مزدحماً للغاية، مررت أمام جميع الضباط بدون حجاب، ونظرت في عيني أحدهم، وبسبب الحشد لم يجرؤوا حتى على النظر إلينا".