أهالي قرى شيراوا المحاصرة ... أوضاع معيشية صعبة واستغلال متعدد الجهات

تتضاعف معاناة وقسوة الحياة اليومية لدى أهالي ناحية شيراوا المحاصرة في مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا

روبارين بكر

الشهباء - تتضاعف معاناة وقسوة الحياة اليومية لدى أهالي ناحية شيراوا المحاصرة في مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا، مع ارتفاع الأسعار بشكل فاق قدرة النازحين على الشراء، وفقدان قوت الحياة اليومية بضغط حصار النظام السوري من جهة والاحتلال التركي وقصفه من جهة أخرى  ليأتي استغلال التجار ويزيد معاناتهم.

باحتلال تركيا ومرتزقتها لمقاطعة عفرين في 18 آذار/مارس 2018، تغير مجرى حياة الأهالي رأساً على عقب، من مهجرين اضطروا للخروج من ديارهم قسراً، لفقدان المئات من العوائل أبنائهم وذويهم في الحرب، وصولاً لحياة أهالي ناحية شيراوا، حيث أصبحت ستة قرى في الناحية محاصرة ومنفصلة عن باقي القرى، وهي كل من "باشمره، كوندي مزن، كوليته، برج القاص، مياسة وزرناعيته"، في حصار بين الاحتلال التركي من الجهة الغربية والنظام السوري من الجهة الشرقية.

يعتمد أهالي قرى ناحية شيراوا عموماً والمحاصرة خصوصاً على تربية المواشي والزراعة لتأمين قوت يومهم، إلا أنهم يواجهون الكثير من المصاعب والعوائق في حياتهم اليومية.  

 

استغلال ولاإنسانية من تجار نبل لمهجري عفرين

ليلى علو صاحبة إحدى محلات البقالة من قرية برج قاص أشارت إلى أنهم يتوجهون لقرية نبل الخاضعة لسيطرة النظام السوري لشراء المواد والخضروات بالجملة لبيعها في محلها بالمفرق، "التجار في تلك المناطق يستغلون حاجتنا ويبيعون المواد بأسعار مضاعفة".    

وذكرت بعض أسعار الخضراوات وقالت إنه رغم ارتفاع أسعارها إلا أنها ليست بالجيدة أو الطازجة، "نضطر لشراء الخضراوات، فلا خيار لدينا، هذه الأسعار باهظة وسط الحصار المفروض على المنطقة وعدم توفر العمل يمنع الأهالي من شراء احتياجاتهم الضرورية".

 

استمرار القصف على القرى المحاصرة

في حين أشارت حسناء رشيد إلى أنه مع قدوم شهر رمضان وصيامهم في القرى المحاصرة يواجهون الكثير من المصاعب والضغوطات اليومية، إذ أن الغلاء الكبير الذي انتشر في الآونة الأخيرة بسوريا عموماً وطال قرى شيراوا تضاعف في شهر رمضان.

ولا يقتصر حال ومعاناة أهالي ناحية شيراوا في القرى المحاصرة على الحصار والأحوال المعيشية الصعبة فحسب، كما تقول حسناء رشيد "لا نتمكن من التجول وزراعة أراضينا بأمان في ظل استهداف الاحتلال التركي قرانا بين الحين والآخر وزع الألغام حولنا".   

 

مواجهة الحصار والغلاء والهجمات

الرئيسة المشتركة لكومين قرية برج قاص نجاح محمد أشارت إلى أنهم في ظل الظروف والأوضاع الراهنة يواجهون الكثير من المشاكل والعوائق في حياتهم اليومية، خاصةً مع ارتفاع أسعار المواد وفقدانها في الكثير من الأحيان في القرية، "مع مرور المواد من مناطق سيطرة النظام وصولاً إلى قرانا تزداد الأسعار نتيجة للضراب التي يفرضها النظام على التجار مما ينعكس على المستهلك".

ونوهت إلى أن هذه العوائق والصعوبات التي يواجهونها لن تكون حاجزاً أمامهم للمقاومة والنضال "الأهالي يسعون لتأمين حياتهم وفق لما يتوفر في القرى وينظمون أنفسهم على هذا الأساس".

وعن دور وسبل مساندة الكومين للأهالي قالت نجاح محمد "نساهم في مساندة الأهالي وتخفيف عبء الحصار والظروف المعيشية الصعبة عنهم، من خلال تقدم أساسيات الحياة من اسطوانات الغاز، المعونة الشهرية التي تشمل مواد غذائية مختلفة ومنظفات بالإضافة لتأمين الخبز اليومي، وتقديم الدعم المعنوي".