'يجب أن تدخل لجنة قانونية دولية إلى المناطق المحتلة'

قيمت عضو منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة ليلاف حسين، جرائم الدولة التركية المحتلة ضد النساء في المناطق التي احتلتها، ودعت إلى نشر لجنة قانونية دولية في المناطق المحتلة لرصد ومتابعة أوضاع النساء وتوثيق تصرفات وأعمال المحتلين

 سوركل شيخو
الحسكة - .
بعد احتلال عفرين وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، من قبل الدولة التركية المحتلة، تدهور وضع المرأة واتجه نحو الأسوأ. حيث تتعرض النساء للقتل والخطف، كما تفقد الكثير من الأمهات المسنات أيضاً حياتهن في السجون بسبب التعذيب. وذكرت الأمم المتحدة في بيان لها العام الماضي أن هناك جرائم تُرتكب في المناطق المحتلة ولكنها لم تحدد من هم الجناة وكيف ارتكبت هذه الجرائم. ويوماً بعد يوم تزداد أعمال وجرائم الدولة التركية وعصاباتها، لكن هذه الجرائم تتم بصمت دولي. وهذا يشكل تهديداً خطيراً على هوية تلك المناطق وخاصة على النساء. شاركتنا العضو المنسق لمؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا ليلاف حسين التقييمات التالية حول هذه المسألة.
 
"الصمت الدولي يمنح القوة للمحتلين"
قالت ليلاف حسين "نظمت النساء في المناطق المحتلة أنفسهن بنشاط قبل الاحتلال، وقمن ببناء المجتمع على أساس الحرية والديمقراطية، وكتبن ملاحم تاريخية. ولكن للأسف أصبحت هؤلاء النساء الرائدات ضحايا جرائم الدولة التركية المحتلة. وبحسب تقصينا، يتم استهداف النساء والجدات والأطفال وخطفهم واغتصابهم بشكل يومي في المناطق المحتلة، وتقع نساء تلك المناطق ضحية للسياسة القذرة التي تمارس ضدهن، وفي نفس الوقت يعيش المدنيون الوضع ذاته. هذه السياسة موجهة بشكل خاص ضد المرأة الكردية، كما هو واضح في عفرين. ومن خلال فرض ارتداء العباءة السوداء والاغتصاب الجماعي والعديد من الحوادث الأخرى، تتضح وحشية الدولة التركية وعزمها على احتلال هذه الأرضي. العالم يسمع ويرى أعمال وتصرفات الدولة التركية جيداً ولكن للأسف يبقى صامتاً. وبالطبع فإن صمتهم يمنح المحتلين القوة لمواصلة أعمالهم وجرائمهم".
 
"نتواصل مع المؤسسات والمنظمات النسائية" 
وأضافت ليلاف حسين بأنهم يحاولون مشاركة وإيصال وضع المرأة في المناطق المحتلة إلى المنظمات النسائية الأجنبية "بصفتنا منظمة نسائية نحاول إيصال وضع المرأة التي تعاني في المناطق المحتلة إلى المنظمات النسائية. نحاول توضيح وكشف الحقائق في تلك المناطق من خلال البيانات واللقاءات مع المؤسسات والهيئات والمنظمات النسائية. لكن عدد الجرائم والأعمال يتزايد يوماً بعد يوم ولا يوجد موقف أو آلية يمكن أن تمنعها أو توقفها".
 
"داعش والدولة التركية أعداء حرية المرأة والمجتمع"
لفتت ليلاف حسين الانتباه إلى ذهنية داعش والدولة التركية الذين هم أعداء لحرية المرأة والمجتمع، وقالت "على مر التاريخ سعى الحكام والطغاة إلى تدمير النساء وتحطيم قوتهن وكسر شوكتهن. ظهرت هذه الحقيقة أيضاً في حرب داعش والدولة التركية فكلاهما عدو لحرية المرأة والمجتمع. يريدون في حربهم هزيمة وتدمير انجازات النساء في روج افا، وخاصة النساء العربيات اللواتي جذبن انتباه جميع نساء العالم وتركن بصمتهن على تاريخ حرية المرأة والمجتمع. إنهم يحاولون عدم تطوير نظام المرأة وتنظيمها كي لا تكون قدوة ونموذجاً يحتذى به للمرأة في جميع أنحاء العالم. يريد المحتلون هزيمة ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا في شخص المرأة القيادية والحرة".
 
"هناك قوى مهيمنة داعمة للدولة التركية" 
بينت ليلاف حسين أن هناك قوى مهيمنة مثل روسيا والولايات المتحدة تدعم الدولة التركية، "قد تكون الدولة التركية ثاني أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها تأخذ المزيد من مواقفها من القوى المهيمنة مثل روسيا والولايات المتحدة وإيران... الخ. والهجمات على عفرين وسري كانيه وكري سبي كانت لعبة دولية، قد تكون الدولة التركية هي الواجهة لها، لكن القوى التي تديرها عديدة. فالدولة التركية بمفردها لا تستطيع أن تخطو خطوة نحو دولة أخرى دون تحالفات وخطط".
 
"يجب أن تكون أعمال العنف والجرائم ضد المرأة على أجندة جميع المنظمات النسائية الدولية"
تحدثت ليلاف حسين عن موقف النساء في جميع أنحاء العالم تجاه الاجراءات والأعمال ضد المرأة في المناطق المحتلة "في جميع أنحاء العالم والشرق الأوسط، موقف المنظمات النسائية من أفعال وجرائم الدولة التركية ضد المرأة ضعيف للغاية. على المنظمات النسائية أن تأخذ جرائم الدولة التركية بحق نساء عفرين وسري كانيه وكري سبي كأجندة رئيسية لها. لأن هذه ليست قضية ومسألة نظام، يتم قتل النساء واغتصابهن وتدمر حياتهن بشكل يومي. يجب على المنظمات النسائية أن تمارس الضغط على حكومات بلادها لتعي وتدرك تلك الحكومات الوضع والجرائم التي تحدث ولتكون قادرة على منع مثل هذه الأعمال. البيانات والمسيرات التي تقام خارج البلاد وحدها لا تكفي. يجب أن يتصرفوا بقوة أكبر. لا يجب أن تكون قوة الحلول التنظيمية على هذا المستوى، بل يجب أن تكون أقوى".
 
"يجب إنهاء أعمال الاحتلال"
اختتمت ليلاف حسين حديثها بالقول "لا يجب أن يكون العالم شريكاً للدولة التركية في المجازر التي ترتكب بحق شعبنا. كما يجب أن تدخل لجنة قانونية دولية إلى المناطق المحتلة وتوثق الجرائم. وإذا لم يحدث ذلك ستزداد الجرائم وستتعمق المشاكل أكثر".