سياسيات وحقوقيات: الهجمات التركية تعرقل أي فرصة للحوار السوري
ناشدت شخصيات حقوقية وسياسية بالتدخل الفوري للدول ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على خروج الاحتلال التركي من الأراضي السورية ووقف هجماته على المنطقة ومحاسبته في المحكمة الدولية.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250206-almadt-mdlt-jpg8c6936-image.jpg)
زينب خليف
مركز الأخبار ـ منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تشهد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تصعيداً عسكرياً من هجمات جوية وبرية من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته بشكل مستمر على مدينة كوباني والقرى التابعة لها، حيث أقدم الاحتلال على ارتكاب مجازر في مدينة صرين وناحية عين عيسى ضد المدنيين من خلال قصفهم للمنازل وأماكن عامة أخرى مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
في ظل تصاعد هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا يبدي الأهالي مقاومة عظيمة أمام السياسات التي تمارس ضدهم وتستهدفهم بشكل مستمر، مؤكدين تمسكهم بأرضهم ومشروعهم الديمقراطي ليزيدهم إصراراَ في الاستمرار بالمقاومة أمام الهجمات وارتكاب المجازر.
قالت العضوة في تجمع نساء زنوبيا بمقاطعة دير الزور أميرة محمود العواد إن المجازر التي يرتكبها الاحتلال التركي في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تتصاعد بشكل مقلق، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتعدّ من جرائم الحرب والابادة الإنسانية.
وبينت أن مجزرة مدينة صرين التي ارتكبت في الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي، كانت من أكبر المجازر في الآونة الأخيرة وذلك عبر استهداف مسيرة تابعة للاحتلال التركي المدنيين والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً بينهم أطفال ونساء، لتضاف هذه المجزرة أيضاً إلى سلسلة جرائم الاحتلال التركي ضد الشعب.
وأَضافت "الوجود التركي في الأراضي السورية هو سياسة ممنهجة اتبعتها لاحتلال المنطقة وفرض سياستها العثمانية على المناطق التي احتلتها مثل عفرين وكري سبي وسري كانيه وغيرهم من المناطق، بهدف إفشال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يعد الحل الأمثل داخل سوريا"، موضحةً أن الاحتلال التركي يستغل الفوضى في البلاد التي أعقبت سقوط نظام الأسد لتنفيذ هجماته الدموية على المناطق، مستهدفاً المدنيين والبنية التحتية.
وأشارت إلى أن الهجمات الأخيرة في مدينة صرين وريف كوباني وناحية زركان أثبتت مدى وحشية الاحتلال التركي ضد أهالي المنطقة والكسر من إرادتهم التي يقاوم بها تلك الهجمات وسياستهم العدائية، مؤكدة أن هذه المجازر تندرج ضمن جرائم الحرب وعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية وعدم التزام الصمت.
وطالبت أميرة العواد جميع الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية في الخروج عن صمتهم أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق المدنيين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا والعمل على إخراجه من جميع الأراضي التي احتلها، وفرض إجراءات حازمة لوقف الجرائم، مؤكدة أن صمتهم وعدم تحملهم مسؤولية الانتهاكات سيفتح المجال الأوسع أمام الاحتلال لمواصلته بإرتكاب مجازر أخرى بحق شعبنا.
وأوضحت أن أهالي إقليم شمال وشرق سوريا لن يتوقفوا عن تقديم التضحيات في سبيل حماية أراضيهم ومكتسباتهم "بقينا صامدين رغم المحاولات التركية المتكررة لكسر عزيمتنا وإرادتنا، ولكنهم لن يستطيعوا عبر سياستهم إبعادنا عن نضالنا ومقاومتنا وسنبقى ندعم المشروع الديمقراطي الذي جمع كافة المكونات تحت سقف ديمقراطي واحد وسندافع عن أراضينا إلى جانب قواتنا العسكرية في مواجهة هجمات الاحتلال التركي".
من جانب آخر ناشدت نائبة هيئة المرأة في مدينة كوباني خاليصة حاج عبد القادر المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الطفل بالتدخل لوقف الهجمات والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق الإدارة الذاتية على يد الاحتلال التركي، مشيرةً إلى أن الهجمات تتضاعف منذ أكثر من شهرين في خرق الاحتلال التركي لجميع القوانين والمواثيق الدولية عبر ارتكاب المجازر بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء بحجج واهية منها محاربة قوات سوريا الديمقراطية وحماية أمنها القومي، مؤكدة أن قتل الأطفال جريمة بحق الإنسانية لذا يجب محاسبة الاحتلال ومرتزقته على انتهاكاتهم.
وأكدت أن قتل الأطفال جريمة بحق الإنسانية ومخالف للقوانيين الدولية وتمثل هذه الانتهاكات جريمة حرب وفقاً للقوانين الدولية، فاستهداف الأطفال في النزاعات المسلحة محرم.
وعن تأثير الهجمات على حياة الأطفال، قالت إن "الهجمات تؤثر سلباً على الأطفال وحقوقهم، وخاصة في مجالات التعليم والصحة النفسية، هناك حالات عديدة من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة الخوف المستمر من الهجمات والطائرات".
بدورها قالت الإدارية في منظمة حقوق الإنسان في سوريا أفين جمعة إن "الهجمات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا هي استمرار لحرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال ومرتزقته بحق الشعب السوري"، مضيفة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية يهدف إلى التضييق عليهم وتهجيرهم من المنطقة ومن ثم احتلالها.
وأوضحت أن استهداف الاحتلال التركي عبر طائراته المسيرة مدينة صرين وغيرها والتي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين جريمة حرب متمثلة في استهداف مباشر للمدنيين، مبينة أن كل هذه الهجمات تحدث في وقت حاسم كان يجب أن يكون فترة انتقالية لتحسين الوضع في سوريا وهذه الهجمات تعرقل أي فرصة للحوار السوري وكتابة دستوراً جديداً لبناء سوريا المستقبل.