سما سعدات: لا ينبغي أن تستسلم المرأة للجهل
طالبان تجبر المنظمات الخيرية التي تعمل بشكل خاص من أجل النساء في أفغانستان على تقدم الرجل كرئيس، وإلا فعليها التوقف عن أنشطتها.
بهاران لهيب
كابول ـ لم تكتفي حركة طالبان بطرد النساء من المكاتب الحكومية وأصدرت أوامر تقضي بحظر عملهن مع المنظمات الدولية الأممية، وتزيد الضغط على المؤسسات المحلية لوقف أنشطتها الخاصة بالنساء.
تضطر المنظمات الخيرية التي تعمل من أجل النساء في أفغانستان إلى تقديم الرجل كرئيس للمنظمة، وإلا فسيتعين عليها التوقف عن أنشطتها، حيث يتجه عناصر طالبان إلى مكاتب المؤسسات الخيرية النسائية كل يوم ويتدخلون في شؤون عملهم بذرائع مختلفة بسبب كراهيتهم للمرأة.
وعن سوء سلوك طالبان تقول مديرة إدارة التعليم بإحدى المؤسسات الأفغانية سما سعادت لوكالتنا، أن عناصر طالبان قدموا إلى مكاتبهم عدة مرات تحت مسمى التحقيق، إلى أن اعتقل عدداً منهم وتعرض آخرون للتهديد.
وأوضحت أن طالبان أغلق مكتبهم منذ حوالي الأربعة أشهر "في الأسبوع الماضي، جاء رجال استخبارات طالبان إلى مكتبنا مرة أخرى وعرقلوا عملنا، قائلين إنه لا ينبغي علينا العمل من أجل تعليم النساء".
وأشارت إلى أنه عليهم اللجوء إلى طرق مختلفة لمواصلة عملهم، لافتةً إلى أنه "في كل مرة يأتي فيها عناصر طالبان إلى مكتبهم يوجهون الإهانات للعضوات، لا يرغبون حتى في التحدث إليهم، لأنهم يعتبرون النساء أدنى منزلة من الرجال".
وأضافت "آخر مرة جاءوا إلى مكتبنا، لم يتحدثوا معنا وكانوا عدوانيين جداً معنا، لقد اعتقدوا أننا نعمل بشكل غير قانوني، إلا أن قدمنا لهم الأوراق الرسمية"، مشيرةً إلى أنهم أجبروا على تقديم رجل على أنه رئيس المؤسسة ليكون بإمكانهم مواصلة عملهم.
وأكدت سما سعادت التي تعمل منذ حوالي 20 عاماً في مكاتب لتعليم النساء في مختلف مقاطعات أفغانستان، على أنهم سيحاولون جاهدين ألا يغلق مكتبهم "إذا اضطررت سأذهب إلى منازل الطلاب وأحاول تعليم الفتيات"، ووجهت رسالة للنساء شددت فيها على أنه "لا يجب أن تستسلم النساء للجهل، قد لا تكسبن حتى المال مقابل عملهن، لكنهن ستحاولن جعل الأخريات تعرفن القراءة والكتابة".