سلوى لطيف: نساء الريف غير محميات بقانون العنف عدد 58

أكدت سلوى لطيف رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة بمدينة سوسة وناشطة المجتمع المدني أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية تقتصر على وضع صورها على لافتات الحملات الانتخابية أما التوصيات فتكون لصالح الرجل.

إخلاص حمروني

تونس ـ تعتبر رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة بمدينة سوسة بتونس سلوى لطيف أن وضع المرأة في محافظة سوسة أو الساحل "يختلف عن وضع باقي النساء في المناطق الأخرى بحكم تميز هذه المنطقة جغرافيا وتاريخيا وثقافيا".

قالت رئيسة الاتحاد الوطني وناشطة بالمجتمع المدني سلوى لطيف "يعد الساحل منطقة سياحية صناعية زراعية وهي من أكبر المناطق واعرقها في تونس يوجد بها عددٌ كبير من المصانع والأراضي الزراعية وأيضاً الكثير من الإدارات العمومية والمستشفيات، لذلك نجد المرأة في هذه المنطقة تتقلد مناصب عليا مثل القضاء، والطب، والمحاماة، وفي المقابل أيضاً توجد المرأة الكادحة العاملة في المصانع والقطاع الفلاحي".

وأوضحت أنه بالنسبة للمرأة العاملة في المؤسسات نجحت في إثبات ذاتها وبرهنت على نجاحها لأنها متمكنة معرفياً ومادياً، الأمر الذي جعلها تنجح في تحقيق استقلالها المادي وتربية صغارها رغم الغلاء المعيشي الذي تشهده المدينة، وترى أن المرأة التي يكون أجرها ضعيف، تصبح في حالة خاصة وعاجزة عن تحقيق توازن بين العمل والعائلة وهذا ما يجعلها فريسة للعنف بكافة أشكاله.

وفيما يخص موضوع العنف المسلط على النساء، تقول "رغم وجود القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة، إلا أن تطبيقه يكاد يكون محدود لأن ظاهرة العنف تزداد انتشاراً كل يوم".

وأوضحت أن اتحاد المرأة جند في مكتبه محامية تهتم فقط بهذا الشأن وتتابع قضايا العنف ضد المرأة وعادة ما تتدخل إدارة المكتب لمتابعة الحالات الوافدة عليه من أجل تقديم الاستشارة القانونية والنصائح الضرورية للدفاع عن حقها "سواء أرادت المرأة المعفنة التتبع العدلي ضد من قام بتعنيفها أو أرادت المضي نحو الصلح"، وأيضاً تتدخل الإدارة للاهتمام بوضع المتشردات الباقيات دون سند، مشيرةً إلى غياب مراكز الإيواء المخصصة لهذه الفئة.

وبينت أن العنف له عدة أشكال "يوجد العنف الزوجي الذي تتعرض له المرأة في بيتها من طرف زوجها، وفي أغلب الحالات لا تستطيع هذه المعنفة تقديم شكوى ضده خوفاً من التشرد في الشوارع والبقاء دون مأوى وهي تتحمل العنف فقط من أجل البقاء في المنزل".

وتطرقت إلى قصة امرأة تعرضت للعنف الشديد من طرف زوجها ورفضت تقديم شكوى ضده لأنها لا تستطيع تحمل مصاريف المحاكم وانتظار الحكم بالنفقة ولا يوجد مكان تلجأ إليه.

وأضافت "يوجد أيضاً العنف الاقتصادي الذي تتعرض إليه العاملة في بعض القطاعات والتي تجبر على القيام بالعديد من الأنشطة المرهقة بدنياً لكنها لا تحصل على راتب جيد يكون معادل لراتب زميلها الرجل وذلك بسبب وجود عقلية تميز بين الرجل والمرأة، وهنا يتدخل الاتحاد للدفاع عن حقها بالتنسيق مع اتحاد العمل وبعض المسؤولين".

كما يوجد العنف الجنسي ويتجسد كثيراً في العنف اللفظي الذي تتعرض له المرأة في كل الأماكن منها العامة أو الخاصة كتعرضها إلى المعاكسة في الشارع أو شتمها بوابل من الكلام البذيء ويصل إلى حد التحرش والاغتصاب".

وبخصوص موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسية، ترى أنها مشاركة ضعيفة ودون المأمول وفي الانتخابات تستغل صورتها فقط للحملات الانتخابية، لكنها لا تتقلد المناصب ولا يقع التصويت لصالحها "نعيش هذه الأيام على وطأة الانتخابات المحلية، ونلاحظ أن مشاركة المرأة ضعيفة سواء في تقديم نفسها كمرشحة أو كمواطنة ناخبة تقوم بواجبها الانتخابي، لأنه حسب اعتقادها لن تنجح في منافسة الرجل وهذا ربما يعكس نقص مسؤوليتها أو قلة تجربتها".

وأكدت أنه "في الانتخابات مهما كانت محلية تشريعية أو رئاسية دائماً يفوز الرجل، لأن هذا الأخير يرفض التصويت لصالح المرأة لأنه يرفض منافستها في الحياة السياسية ويرفض أن تنجح المرأة وتصبح صاحبة القرار وذلك يعود بالأساس إلى ضعف شخصية الرجل الذي لا يؤمن بالمساواة بين الجنسين"، موضحةً أنه بإمكان المرأة تقديم الإضافة في الحياة السياسية أكثر من الرجل اعتماداً على مكتسباتها العلمية وحنكتها.

وفيما يخص موضوع حقوق المرأة ترى سلوى لطيف أن منطقة الساحل لا تقتصر فقط على وسط البلاد أو  المناطق الراقية بل يوجد أيضاً أحياء شعبية وأرياف مهمشة وفقيرة، مضيفةً أنه "بالنسبة لوسط البلاد توجد المدارس والجامعات وتعتبر المرأة أكثر حظاً لأنها تتمتع بحقوقها أكثر من الريفيات مثل أرياف النفيضة أو سيدي بوعلي أو القلعة، من الصعب أن تتمتع المرأة بحقوقها لأنها حبيسة المنزل ولا تجد من يتبنى قضيتها أو يدافع عنها بحكم سيطرة النزعة الذكورية في هذه المناطق من جهة، ولأنها تفتقر المال والجرأة والمعرفة للدفاع عن حقوقها من جهة أخرى".

وأكدت أن اتحاد المرأة وضع خطة للتنقل لهذه الأحياء النائية من أجل تقديم دورات تدريبة وتكوينية لصالح المرأة، وذلك بالتنسيق مع العديد من الجمعيات النسوية المناصرة لقضية المرأة والدفاع عن حقوقها.

وطالبت بضرورة التعاضد من أجل نصرة المرأة التي تعيش في الأرياف وتقديم العون لها لأنها تفتقر أبسط الوسائل للدفاع عن نفسها وحقوقها.

وفي ختام حديثها وجهت سلوى لطيف رسالة إلى جميع النساء اللواتي تعشن في مدينة سوسة أو غيرها من المحافظات التونسية قائلةً "أنتِ أيتها المرأة أنتِ تبنين المجتمع، كوني قوية وحاولي إيصال صوتكِ وتمسكي بالدفاع عن حقوقكِ"، وطالبت الرجل بتقديم الاحترام للمرأة، لأنهما فريقاً واحد.