سفيرة الطفولة العراقية: الطفل العراقي سلبت منه طفولته وعاش حياة الكبار

مستقبل أطفال العراق مهدد بالضياع فهم محاصرون بين دوامة الفقر والعنف، ويعانون من الحرمان وانحدار مستوى التعليم جراء الحروب.

غفران الراضي 
بغداد ـ
تقول سفيرة الطفولة العراقية زينة القره غولي لوكالتنا إن "حقوق الطفل منتهكة، ويعاني نقص في أهم الخدمات، وهي التعليم فعدم تطبيق قانون التعليم الإلزامي أدى إلى انتشار ظاهرة التسول وانحدار مستوى التعليم، بالإضافة إلى سوء وضع المدارس وعدم توفر أبسط الخدمات فيها، ناهيك عن الاخفاق والتخبط في المقررات الدراسية؛ مما يسبب قلق وتشتت الأطفال وذويهم".
لا تتوفر بيئة صالحة يعيش فيها الطفل العراقي كما تقول سفيرة الطفولة، وهو ما يشعرها بألم كبير عند التحدث عن ذلك، كما أن جميع الجهود لتفعيل القوانين التي تحمي الأطفال لا تلقى أذناً صاغية "أبسط المتطلبات الإنسانية غير متوفرة للطفل العراقي، كما أن عدم تفعيل اتفاقية حقوق الطفل المصادق عليها من قبل العراق منذ عام 1994 يساهم في ضياع مستقبل الأطفال في هذه البلاد".
وتضيف "الطفل العراقي سلبت منه طفولته وعاش حياة الكبار، هناك عدد لا يستهان به من الأطفال المعيلين لأسرهم، يفكرون بهموم لا يستطيع تحملها الكبار، ولا يملكون القدرة على عيش طفولتهم وتنمية مواهبهم، فكثير من الأطفال يملكون مواهب مميزة من رسم وعزف، ولا ننسى الطفل موسى الصعب الذي لقب بـ بيكاسو العراق، هؤلاء الأطفال يحتاجون لم يرعى مواهبهم ويدعمهم، لكن الظروف التي يعيشها العراق تقف حائلاً دون تحقيق ذلك".
 
سفيرة الطفولة لقب فخري 
عن لقب سفيرة الطفولة وآلية الاختيار والانتخاب تقول زينة القره غولي "تم اختياري كسفيرة الطفولة الرسمية في العراق منذ عام ٢٠١٧، وتم إعادة انتخابي ولم يتم ترشيح أي شخص بعدي"، وتضيف "اللقب فخري منح من قبل هيئة رعاية الطفولة واليونسيف شريك أساسي، لكنني استطعت من خلاله تقديم المساعدة".
وتم ترشيح زينة القره غولي بعد عملها في المجال الإنساني منذ سنوات وتحملها خطورة السفر بين المحافظات؛ لتقديم المساعدات للنازحين والفقراء والأيتام. وتقديم المساعدات الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة وللأطفال النازحين والأيتام والأرامل، كما تقول.  
وعن طبيعة المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة تشير "قدمنا المساعدات الطبية من خلال توفير الكراسي المتحركة، والمساند والعكازات وسماعات الأذن، وكل ما يجعل الحياة أسهل لذوي الاحتياجات الخاصة. وأرسلنا المرضى للأطباء المتخصصين، وتكفلنا بمصاريف العمليات الجراحية، وتوفير الدواء ومختلف المستلزمات الطبية".
وتجد زينة القره غولي أنه من الضروري أن تشمل المساعدات الإنسانية عائلة الطفل أيضاً، لتخلق بيئة حياة مناسبة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة "من خلال هذا المبدأ وفرنا المواد الغذائية والكهربائية والملابس، وفرص العمل أيضاً لعوائل الأطفال؛ ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. وتعاونا مع وزارة العمل لتوفير الرعاية الاجتماعية لمن يستحقها من ذوي الإعاقة والأرامل والأيتام. وخلال السنوات الماضية تم تقديم أكثر من 900 كرسي متحرك لذوي الاحتياجات المسجلين لدى وزارة العمل".
وعن الدعم النفسي بالإضافة لتوفير العلاج للأطفال المرضى تقول زينة القره غولي "بالإضافة لتوفير العلاجات الطبية للمرضى، والمتابعة لحالاتهم حرصنا على دعمهم نفسياً، وخلق جو مبهج لهم من خلال إقامة حفلات للأطفال اليتامى والنازحين، والأطفال المشردين وقدمنا لهم الهدايا والألعاب".  
وتضيف "قدمنا الدعم للأطفال المؤهلين للدراسة من خلال توفير وتسهيل التحاقهم بمقاعد الدراسة، وكذلك توزيع الحقائب المدرسية بداية العام الدراسي، وإلقاء محاضرات تنموية للأطفال لتركيز جهودهم الدراسية". 
الطفل اليتيم في العراق يعاني بطريقة مضاعفة 
تشدد زينة القره غولي على ضرورة الاهتمام بالطفل اليتيم وتسهيل ترويج طلبات التبني "اليتيم في العراق يعاني مثل المجتمع من عدم اهتمام، وعدم توفير رعاية اجتماعية له، خلافاً لما يحظى به الأيتام في الدول المتقدمة. كذلك فإن عملية تبني أيتام الأبوين وكريمي النسب تتأخر كثيراً؛ بسبب الإجراءات الروتينية التي قد تأخذ سنوات وهذا يشكل عائقاً في توفير بيئة أسرية طبيعية للطفل اليتيم". 
وعن برامج التنمية والدعم للأطفال الأيتام تقول "عملنا على برنامج الطفل ثقافة وطن، وزرع محبة الوطن خلال حملات للمدارس في بغداد والمناطق المحررة، وثم برنامج العلاج من خلال الرسم والفن، لكن مع ازدياد عدد الأيتام؛ بسبب ظروف العراق من إرهاب وعدم استقرار وسوء الوضع الاقتصادي أصبح معظم عملنا هو إغاثي؛ لإنقاذ الأيتام المرضى من الموت، وانتشالهم من الجوع". 
وعن حالات الأطفال التي تحتاج إلى تدخل حكومي ومؤسساتي تقول زينة القره غولي "عملت على أيصال صوت الأطفال للجهات المعنية الحكومية، من خلال تنظيم لقاءات للأيتام مع المسؤولين؛ للوقوف على طبيعة حالتهم وتقديم ما يلزم". 
 
مظاهرات للحد من العنف ضد الأطفال
وعن طريقة التضامن مع الأطفال الذين يتعرضون للعنف بشكل يومي ومستمر تقول "نظمنا مظاهرات للحد من العنف ضد الأطفال، بالإضافة الى كتابة البحوث فيما يخص الطفل العراقي، والمشاركة في تشريع قانون حماية الأطفال الذي ننتظر إقراره".
 
"طموحي العلمي جزء من شخصية التأثير بالمجتمع وقدرة العطاء" 
كشخصية مؤثرة لها نشاطات مجتمعية على نطاق واسع، تجد زينة القره غولي أن الحصول على مراتب علمية عليا سيمكنها من مضاعفة نشاطها المجتمعي، فمن خلال دراستها للطب وهي في السنة الأخيرة الآن ومتخصصة بـ مضادات الشيخوخة تجد أن "الطموح والحصول على شهادات عليا يمكن المرأة في المجتمع، ويرفع قدرتها على العطاء"، وتضيف "أنا فخورة بكم البحوث العلمية المنشورة لي في مجال النباتات الطبية والعقاقير، لدي ١٥ بحث منشور محلياً وعالمياً في المجال الطبي".
وتختم زينة القره غولي حديثها بالقول "اتابع بشغف تمرير قانون حماية الطفل في مجلس النواب العراقي، لأن تمرير هذا القانون هو انتصار للطفل والإنسان العراقي".
 
من هي سفيرة الطفولة العراقية زينة القره غولي؟
زينة القره غولي مسؤولة عن وحدة العلاقات الثقافية في كلية الصيدلة، ومحاضرة لمادة العقاقير في عدد من الكليات الأهلية للصيدلة، منحت لقب بروفسور في التغذية العلاجية من جامعة بريطانية عام ٢٠٢١. 
حاصلة على ماجستير في حقوق الإنسان من الأكاديمية الدولية للدراسات والعلوم الإنسانية في مصر (النازحين واللاجئين والبروتوكولات الدولية وحقوق الانسان)، وحاصلة على شهادتي دكتوراه فخرية في حقوق الانسان.