نساء الرقة تنددن بحكم الإعدام الصادر بحق ناشطتين في إيران
أثار قرار حكم الإعدام بحق الصحفية والناشطة الحقوقية بخشان عزيزي والناشطة شريفة محمدي سخط وردود رافضة من قبل النساء في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، والذي يعتبر جريمة بحق الإنسانية.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ نددت نساء مقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا بقرار حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي وشريفه محمدي، ووصفوهُ بحكم جائر يهدف إلى كسر إرادة النساء المناضلات الساعيات لتحرير المرأة والمجتمع.
في قرار أثار موجة من الغضب والإدانة وردود فعل رافضة ومنددة من قبل النساء بإقليم شمال وشرق سوريا، أصدر حكم الإعدام بحق الناشطة العمالية شريفة محمدي، والصحفية بخشان عزيزي من قبل محكمة الثورة في العاصمة الإيرانية طهران، التي اعتقلتها قوات الأمن الإيرانية في الرابع من آب/أغسطس 2023 في طهران، ونُقلت إلى مركز احتجاز استخبارات طهران، وتعرضت للاستجواب والتعذيب ثم نُقلت إلى الجناح 209 في سجن إيفين، وفي 11 كانون الأول/ديسمبر 2023، نُقلت إلى جناح النساء في سجن إيفين، وعُقدت جلسات محكمة بخشان عزيزي يومي 28 أيار/مايو الماضي، و16 حزيران/يونيو الماضي، وتم إعلان حكم الإعدام لمحاميها في 23 تموز/يوليو الجاري، وقد أُدينت بتهمتي "الخيانة" و"الانتماء إلى جماعات معارضة".
وشريفة محمدي ألقي القبض عليها في 5 كانون الأول/ديسمبر 2023 من قبل عملاء إدارة المخابرات في منزلها، وفي 30 من الشهر ذاته، تم نقلها من سجن لاكان في رشت إلى سجن سنه، وبعد ثلاثة أشهر تم نقلها من الزنزانة الانفرادية إلى الجناح العام لسجن لاكان في رشت، وعقدت جلسة المحكمة بشأن الادعاءات الموجهة لها في 8 حزيران/يونيو من العام الجاري، وتمت محاكمتها بسيناريو وهمي وتقديمه للمخابرات، دون أي مستندات وأدلة وباتهامات باطلة، من بينها تهمة "الاختلاس"، وحكم عليها بالإعدام في الرابع من تموز/يوليو الجاري.
واستنكاراً لهذه الأحكام الجائرة نظمت المؤسسات والحركات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا العديد من الفعاليات المنددة والرافضة لقرار حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي.
وحول ذلك قالت عضوة لجنة التدريب في مجلس تجمع نساء زنوبيا كنانة محمود العبدو "تهدف الاعتقالات بحق الناشطات السياسيات في إيران، إلى كسر إرادة المرأة الحرة، فالانتهاكات ليست بحق الناشطات فقط بل بحق كافة النساء اللواتي تحاولن كسر قيود الأنظمة الاستبدادية، لكن هذه السياسات لن تكسر من عزيمة وإرادة المرأة الحرة بل تزيدهن اصراراً على الاستمرار في النضال".
وأكدت أنه "رغم معاناة النساء على مر السنوات إلا أنهن بلغنا من خلال المقاومة والنضال مراحل مكللة بالإنجازات والمكتسبات، وبدورنا اليوم كنساء قدنا الثورة نندد بكل هذه الانتهاكات بحق النساء في إيران وشرق كردستان، ونؤكد أننا مستمرين بالنضال وعزيمتنا لن تنهزم وسنبقى صانعات قرار ورياديات رغم كافة المحاولات من قبل الأنظمة الاستبدادية".
وناشدت المنظمات التي تدعي الإنسانية بإعادة النظر في هذا الحكم الجائر والكشف عن الانتهاكات التي تحدث بحق النساء "إيران تعتبر بؤرة أساسية لاستغلال الدين الإسلامي وتتستر تحتها، فاذ خلعت المرأة حجابها يرونه أنه عار على المجتمع فلا يجدونها ككيان ويقيمون المرأة كمظهر خارجي فقط، وأنه لا يحق لهن المناشدة بالحرية والسير على هذا الدرب، فجميع الأنظمة الاستبدادية تخشى من النساء المتحررات اللواتي أصبحن منارة للمجتمع".
وبدورها نددت عضوة مكتب التدريب في مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة نور الهدى بأحكام الإعدام الصادرة "هذه ليست الجريمة الأولى بحق المرأة هنالك دائماً أحكام كهذه بحق النساء المناضلات من قبل النظام الدكتاتوري".
وبينت أن "السلطات الإيرانية تقوم بإصدار حكم الإعدام بحق الناشطات وتجهيز التهم الواهية لشرعنة أحكامها الجائرة"، قائلة "بدورنا كنساء المنطقة نساند النساء في إيران وشرق كردستان وسنستمر بالفعاليات المنددة بهذه الانتهاكات فاذا وقفنا هنا مكتوفي الأيدي ستستمر وتزدد حالات العنف والقتل بحقهن دون رادع، والصمت الدولي يشير إلى تأمرهم مع السلطات الإيرانية بحق الناشطات".
ومن جانبها شجبت الإدارية في لجنة تجمع نساء زنوبيا بحي الدرعية في مقاطعة الرقة فاطمة إبراهيم صالح قرار الإعدام الذي أصدر بحق الناشطتين بخشان عزيزي وشريفة محمدي وهي جريمة بحق الإنسانية وتهدف إلى كسر إرادة وعزيمة المرأة المناضلة، فالمرأة من حقها العيش بحرية وكرامة وفق قضية تحرر المرأة".
وأكدت "علينا مساندة النساء في إيران وشرق كردستان اللواتي تتعرضن لكافة أشكال العنف والاضطهاد"، وناشدت المنظمات الحقوقية بالنظر لهذا الحكم الجائر وإيقافه بحق الناشطتين، وعلى كافة النساء التكاتف والاتحاد ضد الظلم وكافة أشكال العنف من قبل السلطات الدكتاتورية والأنظمة الاستبدادية.