ناشطة حقوقية تدعو إلى التضامن مع النساء في إيران
دعت الناشطة الحقوقية والإعلامية ترنيم خاطر إلى ضرورة تحرك جميع الناشطات في مجال حقوق الإنسان لإلغاء التمييز والعنف الذي تتعرض له النساء في إيران واسترجاع حقوقهن التي كفلتها جميع المواثيق الدولية.
رفيف اسليم
غزة ـ تعاني المرأة في إيران من أوضاع كارثية على مستوى الحقوق والقوانين المفروضة عليها، والتي تحرمها من أبسط حقوقها كالتعليم، والرياضة، والحرية في اختيار نمط حياة يناسبها، فيفرض عليها الحجاب الإلزامي وتتعرض للتسميم في المدارس، وتعتقل كل من تطالب بحقوقها تحت ظروف مهينة.
دعت الناشطة الحقوقية والإعلامية ترنيم خاطر في بداية حديثها إلى ضرورة توعية النساء حول العالم بما تعانيه المرأة في إيران لخلق دعم نسوي من كافة النساء اللواتي تؤمن بحرية المرأة وحقها في اختيار حياة تليق بنضالاتها وفكرها المستنير كونها الناشطة والباحثة والمعلمة والعالمة.
وتقول ترنيم خاطر إن النساء في إيران تعانين في الفترة الحالية من قيود خانقة تفرض عليهن إلزامية الحجاب، إضافة إلى ثلة من القوانين الغير منصفة سواء في الزواج، أو المواطنة، والحضانة، وقانون حماية الطفل، والعنف الأسري، والحرمان من بعض أنواع الرياضات بشكل قطعي كركوب الدراجات.
ولفتت إلى أن استمرار تلك التجاوزات دون وجود رادع يلزم الحقوقيين والحقوقيات للبدء باتخاذ خطوات فعلية لمنع تفاقم الوضع وإيقاف الظلم الواقع عليهن، وشبهت ترنيم خاطر ما يحدث الآن في إيران بما حدث في السعودية في فترة التسعينيات، فكانت المذيعات تمنعن من الظهور على التلفاز وتحرمن من قيادة السيارة أو إجراء أي معاملة رسمية بدون "محرم"، لتختفي إثر المطالبة بتغيير تلك القوانين العديد من الناشطات النسويات اللواتي بقي مصير بعضهن مجهول حتى يومنا الراهن، وبعد أن نالت المرأة في السعودية بكفاحها ونضالها حريتها اليوم سمح لها أن تختار نمط حياة يناسبها.
ولا تعتبر النقاط السابقة هو جل ما تعاني منه نساء إيران فهناك انتهاك آخر يخص مشاركتها في المسابقات الدولية فغالباً ما تحرم من تمثيل بلادها بالمقابل لتعطي كافة الفرص للرجل الذي أصبح يقتحم كافة المناصب السياسية التي كانت مخصصة للمرأة، بالرغم من تفوقها عليه بالإمكانيات فمن الجدير ذكره أن 60% من طلاب الجامعات في إيران هن فتيات تنافسن على الصفوف الأولى دوماً.
وأوضحت أنه على صعيد الاعتقالات، ارتفعت اليوم نسبة النساء المعتقلات منذ اندلاع الانتفاضة في إيران عدا عن ممارسة القمع الممنهج للمتظاهرين إبان الانتفاضة الشعبية، التي أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، واعتقال المئات من المحتجين/ات الغير معروف مصيرهم داخل السجون حتى يومنا الراهن حيث تمتنع السلطات عن تقديم الرعاية الطبية أو المياه الصالحة للشرب لانتزاع اعترافات قسرية.
وأضافت أنه من أبرز السجينات اللواتي تم انتزاع اعترافات قسرية منهن الناشطة الحقوقية السجينة نرجس محمدي التي ذكرت في تصريح سابق نشر لها من داخل سجن زنجان، أن السلطات أعطتها دواء لكي تبدو متماسكة أثناء التصوير، وغيرها الكثير من الناشطات النسويات والحقوقيات اللواتي طالبن باستعادة حقوقهن وأماكنهن التي أقصين منها بشكل كامل.
وأشارت إلى أن لغز حوادث تسميم الطالبات الذي بدأ في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بمدينة قم واصلاً إلى وسط إيران ليستهدف ما يقارب الـ 25 من أصل 31 إقليماً، هو جريمة يجب أن يحاسب مرتكبيها قبل أن يتخذوا المزيد من أولياء الأمور القرار بعدم إرسال بناتهم للمدارس خوفاً عليهن من القتل.
وفي ختام حديثها، أكدت ترنيم خاطر أن وحدة المرأة القوية هو السبيل الأمثل للخروج من الدائرة المغلقة التي وضعت فيها لفرض وجودها كما كانت قبل الانتفاضة، مشددة على ضرورة تحرك جميع الناشطات في مجال حقوق الإنسان لإلغاء التمييز والعنف الذي تتعرض له المرأة في إيران واسترجاع حقوقها التي كفلتها جميع المواثيق الدولية، فالمطالب لن تتحقق سوى باستمرار النضال والحفاظ على عزيمتها قوية.